بعد موجة الفيضانات والسيول التي اجتاحت باكستان، أعلنت الحكومة الباكستانية فجر اليوم الجمعة، حالة طوارئ وطنية عقب ارتفاع حصيلة الوفيات الناجمة عن التبعات إلى نحو ألف شخص، وتضرر عشرات الملايين.

تسببت الفيضانات والسيول بنزوح الملايين وتضرر آلاف المنازل، ما دفع الحكومة الباكستانية إلى دعوة الجيش لمساعدة الإدارة المدنية في عمليات الإغاثة والإنقاذ.

مكتب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أصدر بيان اليوم الجمعة، وتلقاه موقع “الحل نت”، وقال فيه إن “الفيضانات أثرت على أكثر من 30 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد، حيث نزح معظمهم بعد أن تضررت منازلهم بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات التي سببتها”.

شريف قرر أيضا خلال الاجتماع الذي عقد فجرا إرسال جنود من الجيش الباكستاني لمساعدة الإدارة المدنية في عمليات الإغاثة والإنقاذ، وفق البيان، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء دعا كذلك لعقد مؤتمر طوارئ للمبعوثين الأجانب في إسلام آباد لطلب مساعدة المجتمع الدولي.

اقرأ/ي أيضا: دمشق تلجأ إلى باكستان من أجل الاقتصاد.. هل تساعدها؟

باكستان تسعى لدعم دولي

في مقابل ذلك، قال مسؤولون إن باكستان ناشدت المجتمع العالمي مساعدتها في جهود الإغاثة في ظل معاناتها من تبعات الأمطار الغزيرة التي تسببت في فيضانات عارمة.

كما أن جهود تدبير التمويل وإعادة الإعمار ستمثل تحديا للبلد الذي يمر بضائقة مالية ويجد نفسه مضطرا لخفض الإنفاق لضمان موافقة صندوق النقد الدولي على صرف أموال مساعدات تحتاجها البلاد بشدة.

وتخطت أمطار تموز/يوليو الماضي متوسط معدل سقوط الأمطار على البلاد بنسبة 200 بالمئة، مما يجعلها الأشد غزارة منذ عام 1961، كما قال المسؤول الكبير في مكتب الأرصاد الجوية ساردار سارفاراز، في تصريح لوكالة “رويترز”، أول أمس الأربعاء.

من جهتها، الوزيرة الاتحادية لشؤون التغير المناخي شيري رحمن، قالت في تغريدة على “تويتر” إنه “لا شك أن الأقاليم أو إسلام آباد غير قادرة على التعامل مع كارثة مناخية بهذا الحجم بمفردها. الأرواح في خطر، والآلاف مشردون، وينبغي للشركاء العالميين تقديم المساعدات”.

اقرأ/ي أيضا: باكستان الضيف الجديد على الاقتصاد السوري.. هل تتحقق مكاسب دمشق؟ 

باكستان والكارثة المناخية

رحمن وصفت الحالة أيضا بأنها “كارثة مناخية هائلة، وتسببت في كارثة إنسانية تكاد تضاهي في حجمها الفيضان الضخم الذي شهدته البلاد في عام 2010”.

وجراء الأمطار الموسمية الغزيرة في باكستان، فقد تضرر نحو 2.3 مليون شخص منذ منتصف حزيران/يونيو الماضي، فيما دمرت 95 ألفا و350 منزلا وألحقت أضرارا بنحو 224 ألفا و350 منزلا آخر، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

أما المناطق الأكثر تضررا، كانت إقليم السند في جنوب شرق البلاد، وإقليم بلوشستان في جنوب غربها، حيث نفق أكثر من 504 آلاف من رؤوس الماشية، أغلبها في بلوشستان، بينما عرقلت الأضرار – التي لحقت بنحو 3 آلاف كيلومتر من الطرق و129 جسرا، الحركة حول مناطق الفيضانات.

كما انقطع طريق الإمداد الرئيسي من مدينة كراتشي الساحلية -كبرى مدن باكستان- لأكثر من أسبوع بعد انهيار جسر يربطها بإقليم بلوشستان، بينما غمرت مياه الفيضانات عشرات السدود الصغيرة في الإقليم.

وزير التخطيط والتنمية والمبادرات الخاصة أحسن إقبال، قال في تغريدة على موقع “تويتر”: “ناشدت الحكومة الاتحادية أيضا شركاء التنمية العالميين تقديم المساعدة، لتبدأ أعمال إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الفيضانات بمجرد انحسار المياه”.

https://twitter.com/jafaralaaraji82/status/1563227676223373319?s=21&t=4ObuPJo9BggZ6Xn4vRr5rg

موقف أممي

على الرغم من انحسار مياه الفيضانات في بعض المناطق، فقد ساء الوضع في إقليم السند، حيث كان عمال الإنقاذ يستخدمون القوارب لإجلاء الأشخاص العالقين، في حين يعيش الآلاف من متضرري الفيضانات في الوقت الحالي بمنازل مؤقتة وخيام.

الأمم المتحدة من جانبها، قالت أمس الخميس في بيان تابعه موقع “الحل نت”، إنها خصصت 3 ملايين دولار لوكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة وشركائها في باكستان للاستجابة للفيضانات. 

المبالغ وبحسب الأمم المتحدة، ستستخدم في الخدمات بمجالات الصحة والتغذية والأمن الغذائي والمياه والصرف الصحي في المناطق المتضررة من الفيضانات، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفا.

https://twitter.com/hawarialimam/status/1563176908409679872?s=21&t=4ObuPJo9BggZ6Xn4vRr5rg

وعادة ما تبدأ الأمطار الموسمية في باكستان في تموز/يوليو، لكن هذا العام بدأت الأمطار الغزيرة تضرب البلاد منذ حزيران/يونيو، مما تسبب في حدوث فيضانات، حسب “أسوشيتد برس”، بالمقابل يقول العلماء إن تغير المناخ عامل رئيسي وراء هذا الطقس بشكل غير العادي.

وموسم الأمطار الموسمية الذي يستمر عادة من حزيران حتى أيلول/سبتمبر، ضروري لري المحاصيل وملء البحيرات والسدود في كافة أنحاء شبه الجزيرة الهندية، لكنه يحمل معه كل عام موجة من الدمار، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

اقرأ/ي أيضا: توتر سياسي في باكستان.. البرلمان يعزل عمران خان

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.