الحرب تساهم بتضاعف أعداد مرضى السرطان في دمشق وريفها

الحرب تساهم بتضاعف أعداد مرضى السرطان في دمشق وريفها

سليمان مطر – ريف دمشق

انتشر مرض السرطان في دمشق وريفها بنسبة أكبر خلال السنوات السبع الماضية، وذلك لاجتماع عوامل مسببة مختلفة في وقت واحد، أبرزها تلوث الهواء والماء بمخلّفات القصف، وتراجع مستوى الرعاية الصحية على مستوى سوريا، بسبب ظروف الحرب التي تعيشها.

الطبيب حازم الشامي ذكر لموقع الحل أنّ نسبة انتشار المرض تضاعفت أربع مرات منذ 2011 وحتى الآن، وأنّ #دمشق وريفها سجلتا أعلى نسبة بين المحافظات السورية من حيث عدد المرضى حيث تبلغ نسبة المرضى 22% من مرضى باقي المحافظات.

وأضاف الشامي أنّ المصابين بأنواع مختلفة من أمراض السرطان غالباً ما يكاشفون المرض بعد انتشاره، حيث لا يهتم الكثير بالرعاية الصحية الدورية، للانشغال بتأمين مستلزمات المعيشة اليومية، ومن لا يُصاب بانتكاسة لا يُراجع الأطباء أو المشافي والمراكز الطبية، للوقوف على حالته الصحية، وبالتالي فإنّ نسبة النجاة للمصابين من مرض السرطان وأمراض الدم تكون ضئيلة لا سيما لسكان الريف، حيث الرعاية الصحية في مناطقهم أقل من مثيلتها في المدن.

في حين قال محمد عبد الله (مريض بسرطان الدم من #ريف_دمشق) أنّ الأوضاع تحسنت نسبياً هذا العام، كون التنقل بات أسهل في ظل تساهل الحواجز العسكرية مع المرضى الذين يمرون من عندهم بشكل دوري، ومع وجود جمعيات إنسانية تساعدهم في تأمين تكاليف العلاج التي تُعتبر باهظة جداً بالنسبة لأي مريض.

وأضاف عبد الله أنّه “يتمنى وجود نقاط طبية متطورة في الريف لمساعدتهم على تلقي العلاج دون الاضطرار لقطع مسافات طويلة ليصلوا إلى المراكز في العاصمة دمشق”، مشيراً إلى أنّ هناك مرضى يصابون بانتكاسات مفاجئة قد تودي بحياتهم في حال لم تتوفر لهم العناية الفائقة بشكل سريع، حسب قوله.

الناشط محمد سليمان قال للحل أنّ الوضع الأمني بالنسبة للمدنيين جيد والطريق يُعتبر سهلاً لهم للوصول إلى العاصمة لتلقي العلاج، إلّا أنّ المشكلة لدى المتخلفين عن الخدمة العسكرية والمطلوبين أمنياً من المصابين بالمرض، فإنّهم لا يستطيعون التنقل بسهولة، ويضطرون لإجراءات معقدة لكي يحصلوا على العلاج، وحالياً لا يوجد سوى حالة وحيدة تعاني من ذلك، إلّا أنّ العدد قابل للزيادة لاسيما وأنّ الظروف مهيأة أكثر من أي وقتٍ مضى، حسب قوله.

وأضاف سليمان أنّ حالة من التعاون الاجتماعي انتشرت بين أهالي ريف دمشق مع المرضى المصابين بأمراض الدم والسرطان، حيث يقوم الصيادلة بتخفيض أسعار الأدوية التي يحتاجونها، والأطباء في معظم المناطق لا يتقاضون أجور الكشفيات منهم، لأنهم “يعتبرون مساندتهم في مواجهة هذا المرض واجب إنساني يجب العمل به”.

الطبيب حازم الشامي أكدّ وجود مرضى غير مدرجين بإحصائيات معينة في دمشق وريفها، جُلهم من النساء، حيث يتلقين العلاج بشكل سري في معظم الأحيان، بسبب الواقع الاجتماعي، الذي “لا يسمح بانتشار تفاصيل هذه الحالات ويعتبرها خصوصية فائقة للمرضى وذويهم”، حسب قوله.

وأشار الشامي إلى أنّ هناك عدد مقبول من المرضى الذين استطاعوا التغلب على المرض بسبب كشفهم إصابتهم به في وقت مبكر، حيث تكون قابلية الجسم للشفاء أكبر.

وبحسب أطباء فإنّ نسبة المرض مرشحة للزيادة بشكل كبير، لا سيما وأنّ حكومة النظام لا تتخذ إجراءات تساعد على الوقاية منه، أو تخفيف احتمالية الإصابة به، حيث لا تزال آثار الحرب ومخلفاتها في الأجواء، دون متابعة أو اهتمام فعلي من أي جهة رسمية، حسب إفادته

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة