مجلة نيوز ويك: روسيا “تتحدى” القوات الأمريكية في سوريا وتختبر أسلحة جديدة

مجلة نيوز ويك: روسيا “تتحدى” القوات الأمريكية في سوريا وتختبر أسلحة جديدة

نشرت مجلة نيوز ويك الأمريكية تقريراً تتحدث فيه عن تحدي روسيا للوجود العسكري الأمريكي في سوريا من خلال اختبار أسلحة جديدة ودعم دفاعاتها وتعزيز قواتها المتواجدة بالقرب من المنشآت التي يديرها البنتاغون.

فبعد أيامٍ من عودة نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف من سوريا، تحدّث إلى وسائل الإعلام المحلية بشكلٍ مفصّل يوم الاثنين عن أنظمة الأسلحة الجديدة المتنوعة المستخدمة في الصراع. والتي تضمنت مضادات الطائرات Pantsir S1 ومنظومة الصواريخ البالستية Iskander-M على الأرض وقاذفات Tupolev Tu-160 و Tu-22Mو Tu-95 التي تتجاوز سرعتها سرعة الصوت، إضافةً إلى مقاتلات Mikoyan MiG-29K ومروحيات Ka-52K Katran . كما أشاد بالمقاتلات من طراز سوخوي Su-35 و Su-30Sm. وقد كان بوريسوف قد رحّب في شهر تشرين الأول الماضي بانتشار أنظمة صواريخ أرض – جو من طراز S-300، مدّعياً أن الغارات الجوية التي نفّذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد انخفضت بشكلٍ ملحوظ منذ ذلك الحين.

حيث يشير التقرير إلى أن روسيا قد أرسلت أنظمة S-300 إلى سوريا بعد وقوع حادثةٍ وصفتها بـ “أليمة” خلال غارة جوية إسرائيلية على مستودعات “ظنّت أنها تحتوي أسلحة إيرانية في شهر أيلول الماضي”. وبالرغم من أن مضادات الطائرات السورية هي التي أصابت طائرة المراقبة الروسية Ilyushin Il-20، وأدت إلى مقتل خمسة عشر جندي كانوا على متنها، إلا أن كلّ من روسيا وسوريا أجمعتا على أن إسرائيل هي الملامة في تلك الحادثة. وتفيد تقارير صدرت مؤخراً بأن كل من روسيا وسوريا تستعدان لتحدّي التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أيضاً.
وقد أيّدت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، إلى جانب تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر، مقاتلي المعارضة السورية بما فيهم الجهاديين الذين هددوا بإنهاء القيادة البعثية للرئيس السوري بشار الأسد. إلا أنها “تحولت في السنوات التالية إلى حرب أهلية على نحو واسع، وكذلك تحولت الثورة الديمقراطية إلى تمرّد بقيادة الإسلاميين” وفق ما ورد.

شكّلت الولايات المتحدة تحالفاً للبدء بقصف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والذي أصبح قوّة مهيمنة في سوريا والعراق في العام 2014. فتدخّلت روسيا في العام التالي مباشرة في سوريا، مساندةً القوات المسلحة السورية والميليشيات الشعبية المختلفة المؤيدة للحكومة، كان بعضها مجموعات شيعية مدعومة من إيران. بينما دعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية تحالف قوات سوريا الديمقراطية.

وقد شنّ التحالف وقوات سوريا الديمقراطية هجمات منفصلة هزمت من خلالها تنظيم داعش إلى حدٍ كبير، لكن في المقابل خلّفت أجندات سياسية متنافسة تهدد بتوليد صراعٍ جديد وفق الصحيفة.

وبينما تخلّت الولايات المتحدة الأمريكية عن دعمها للمعارضة السورية مقابل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية الأكثر حيادية، حافظ البنتاغون على صلات وثيقة بمجموعة متمردة تدعى “مغاوير الثورة” ومقرها في منطقة التنف الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة جنوب سوريا. وقد طالبت كل من إيران وروسيا وسوريا الولايات المتحدة بتفكيك هذه الارتباطات مؤكدةً بأن وجود الولايات المتحدة في البلاد لم يكن شرعياً في المقام الأول، حيث لم يتم تنسيقه مع نظام الأسد.

ويبين التقرير كيف نمت قاعدة التنف بشكلٍ مثير للجدل. كما تضمنت المنطقة الآمنة التي فرضتها الولايات المتحدة مخيم الرُكبان للاجئين، وقد ألقت كل من الولايات المتحدة وروسيا باللوم على الأخرى نتيجة تدهور الظروف هناك. كما اتهمت مطلع هذا الشهر مصادر سورية رسمية وكذلك معارضة الولايات المتحدة بأنها استهدفت، انطلاقاً من التنف، موقع عسكري سوري بالقرب من السخنة، رغم أن التحالف قال بأنه ضرب موقع لتنظيم داعش. وبعد أيام، قال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف بأنه اقترح على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية أن تتم السيطرة على قاعدة التنف من قبل كلا الجانبين، لكن تم إهمال اقتراحه. وقد اندلعت اشتباكات بين المتمردين المدعومين من الولايات المتحدة والقوات المؤيدة للحكومة في هذه المنطقة في نهاية الأسبوع الماضي.

ومع تصاعد التوترات، بيّن المحلل العسكري الروسي الكولونيل شاميل غاريف يوم الإثنين أنه من غير المحتمل أن ينشأ صراع مباشر بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية. لكن تعزيز الوجود الروسي السوري في المنطقة قد يكون بمثابة ضغطٍ على الولايات المتحدة من أجل الانسحاب. وفي حديثٍ لـ غاريف مع صحيفة Nezavisimaya Gazeta, قال: “لا أعتقد بأن القوات الروسية سوف تشترك في صراعٍ مع الأمريكان بالقرب من التنف”. وأضاف: “وجود القوات العسكرية الروسية في سوريا شرعي، على عكس قوات البنتاغون. فالقوات الروسية والسورية متمركّزة بالقرب من التنف من أجل ضمان الاستقرار وإبعاد مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي ومساعدة اللاجئين في مخيم الرُكبان. وبالتأكيد، فإن هذه الخطوة سوف تعمل على إجبار الوحدات الأمريكية على الانسحاب من الأراضي السورية بدون اللجوء إلى الوسائل العسكرية”.

وقد حذّر قائد القوات الخاصة الأمريكية، ريمون توماس، العام الماضي بأنه فيما إذا قامت روسيا رسمياً بانتقاد الوجود العسكري الأمريكي في سوريا ما بعد معارك داعش، فإنه لن يكون لدى الأمريكان القدرة على البقاء رغم رغبتهم بذلك. ففي حين كان الوجود الرسمي للبنتاغون في سوريا مقتصراً على هزيمة داعش، التي تزعم وجود جيوب لها على كلا الجانبين من نهر الفرات في الشرق, وسّع المسئولون الأمريكيون أهداف الولايات المتحدة لتشمل طرد القوات التي يُقال بأنها تعمل بأمر من إيران من سوريا ولضمان عملية سياسية لطرد الأسد من السلطة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.