خاص (الحل) – يعاني أهالي مدينة #عفرين بريف #حلب من أزمة في المياه مما يجبر البعض من السكان على شراء خزانات للمياه بأسعار مرتفعة قد تصل ما يقارب 100 دولار أمريكي لكل خزان من أجل توفير المياه الإضافية، في الوقت الذي يقتصر عمل مؤسسة المياه الموجودة في المنطقة على إيصالها لمنازل المدينة مدة يوم واحد كل 10 أيام.

وتمتلك العديد من المنازل في عفرين خزاناتٍ تعبئها بالمياه احتياطاً بسبب انقطاعها المتكرر، فيما يعتمد سكان آخرون على الآبار الارتوازية فيضطرون للاشتراك بأكثر من “أمبير” لتوصيل الكهرباء اللازمة لتشغيل الآبار.

وبعد سيطرة الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا على عفرين، فرضت مؤسسة المياه رسوماً مالية على كل منزل مستفيد من المياه وقيمتها 2000 ليرة سورية عن كل دورةٍ تستغرق شهرين.

يجوب موظفو المؤسسة على المنازل للمطالبة بدفع الرسوم المفروضة عليهم، لكن هناك قسم كبير من السكان ما يزال يرفض دفع الرسوم في الوقت الذي باشرت المؤسسة بتوزيع إشعارات الإنذار بقطع المياه في حال لم يتم تسديد الرسوم.

1500 ليرة لخمسة براميل

خلال إعداد التقرير، التقينا بـ«أبو إبراهيم» وهو من سكان عفرين، حيث يقول للحل: «الوضع كان أفضل بكثير قبل نحو خمسة أشهر فيما يتعلق بالمياه مقارنة مع الوقت الحالي، هناك مشكلة بطول الفترة الزمنية بين كل عملية ضخ للشبكة، وتقريباً لا يوجد موعد محدد، أحياناً تأتي يوماً واحداً كل عشرة أيام، وأحياناً كل أسبوع، وما يمكن تخزينه من المياه لا يكفي الكثير من العائلات أكثر من ثلاثة أيام».

ويتابع حديثه، أن «العائلات التي تنفذ لديها المياه تملئ الخزانات من الصهاريج بسعر 1500 ليرة سورية للخمسة براميل، هذا عدا أن المياه بشكل عام غير نقية، ويجب معالجتها بشكل صحيح كإضافة الكلور لها قبل ضخها للمنازل».

من جانبه، يقول شيار وهو مواطن آخر من أبناء عفرين لموقع الحل: «لابد من لفت النظر إلى الاستهتار الكبير من بعض الأهالي أثناء توفر المياه، ويمكننا ملاحظة الطرقات وكيف أنها مملوءة بالمياه بسبب الهدر».

ويضيف «الأهالي الذي يسكنون في المنازل الأرضية معظمهم يملكون آبار قرب منازلهم، هؤلاء يمكننا القول بأنهم خارج دائرة المعاناة كونهم يملكون أيضاً خزانات بسعات كبيرة، أما قاطني الشقق السكنية ضمن الأبنية، فهؤلاء يواجهون مشكلة إيصال المياه لأسطح البناء».

ويواجه أهالي المدينة أزمة كبيرة خلفها انقطاع المياه الطويل ليعتمد البعض منهم على ملء خزانات المياه من الصهاريج التي تأتي بالمياه من منطقة سد ميدانكي القريب من المدينة.

التلوث… مشكلة إضافية

يبقى موضوع توفير المياه دون انقطاع مستمر ولفترات غير منتظمة الشغل الشاغل لأهالي المدينة، فيما يشتكي آخرون من تلوث المياه التي تأتيهم عكرة وغير صالحة للشرب حسب قول أحد سكان المدينة.

«أبو محمود» أحد المهجرين من ريف دمشق ويقيم الآن في عفرين، يقول للحل: «هناك عدم انتظام بمواعيد ضخ المياه وننتظر حلاً من مؤسسة المياه علها تحدد أياماً معينة لكل قطاع، وعلى الأقل لا بد من ضخ المياه لكل قطاع مدة أربع أو خمس ساعات كل أربعة أيام، بصراحة هناك سوء إدارة بهذا الموضوع».

واعتمد «أبو محمود» على طريقة أخرى لتوفير المياه، حيث يجمع مياه الأمطار ومن ثم ينقلها للخزان أول بأول وتتم الاستفادة منها في بعض الأحيان، لكن المشكلة الحقيقية هي بالصيف حيث تكون الحاجة لتوفير المياه كبيرة جداً، وفق قوله.

ويتم بيع «غالونات» مياه مفلترة أو مياه معدنية في عفرين يصل سعر كل 20 لتر إلى نحو 200 ليرة سورية، وهذا ما يضطر لفعله العديد من سكان المدينة.

على عكس شهادات المدنيين السابقة، يقول «أبو أحمد» وهو سائق تكسي من عفرين للحل: «هناك تحسن بموضوع المياه مقارنة بالأشهر السابقة لكن الموضوع يتطلب جهداً أكبر، ولا بد من تنظيم عمليات الضخ ومعالجة المياه، فما يأتينا من المياه غير صالحة للشرب، سابقاً كان يضاف الكلور للمياه، وسد ميدانكي كان المصدر المائي الوحيد للمدينة والمناطق المحيطة بها، حالياً أغلب الناس تلجأ لحفر الآبار من أجل تأمين المياه».

ويتابع، هناك عائلات تشترك فيما بينها لشراء «غطاس» وهؤلاء غالباً يكونون في مناطق لا تصلها المياه الرئيسة مثل مناطق بحي الفيلات.

إعداد: فراس العلي – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.