في الموصل.. التّوتر يتصاعد بين الحشد الشّعبي والقوات الأميركيّة

في الموصل.. التّوتر يتصاعد بين الحشد الشّعبي والقوات الأميركيّة

الحل العراق- ترجمة خاصة

نشر “مركز الشرق الأوسط” للتحقيق والتحليل “MECRA” تقريراً تناولت فيه تصاعد التوترات في #الموصل. حيث تهدد قوات الحشد الشعبي القوات الأمريكية من قيامها بدوريات استطلاع اعتبرتها “استفزازية”, كما تطالبها بالانسحاب من #العراق حيث لا يوجد سبب لبقائها.

ففي الوقت الذي تسعى فيه #القوات_الأميركية للانسحاب من سوريا, تتزايد نداءات قوات #الحشد_الشعبي التي تطالب الولايات المتحدة الأميركية بمغادرة العراق أيضاً.

كما تأتي وسط توترات أميركية إيرانية مع إحياء الأخيرة للذكرى الأربعين للثورة الإسلامية، حيث تتضمن قوات الحشد الشعبي العديد من الميليشيات المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بفيلق الحرس الثوري الإيراني في #إيران.

وتناول التقرير تسجيل الفيديو الذي نشر في الأول من شهر شباط الحالي, الذي يُظهر دورية للقوات الأميركية شرقي الموصل يعترض طريقها قوات الحشد الشعبي التي تراقب تحركاتهم عن كثب.

عناصر من الحشد الشعبي- أرشيف غوغل

وبحسب تقرير نشر على موقع الموصل بلاس, لم تكتفِ قوات الحشد الشعبي بهذه الحادثة التي وقعت أواخر يناير كانون الثاني الماضي, إنما اتبعتها ببيانٍ لاحق تُحذّر فيه القوات الأميركية من القيام بأعمالٍ “استفزازية” أخرى كما وصفتها.

من جهته قال #قيس_الخزعلي, قائد #عصائب_أهل_الحق التابعة لقوات الحشد الشعبي, في الثامن والعشرين من شهر كانون الثاني بأنه لا يوجد سبب لبقاء القوات الأميركية في العراق.

وأشار محتجز سابق لدى القوات الأميركية، أنه قد يتم طرد القوات الأميركية في نهاية المطاف بالقوة إذا لم تستجب لإرادة الشعب العراقي.

كما أعرب تلفزيون “برس” الإيراني عن التهديدات الإيرانية المطالبة بانسحاب القوات الأميركية, والتي ازدادت حدّتها منذ عام 2017. كذلك كتائب حزب الله العراقي, التابعة لقوات الحشد الشعبي, قد وجّهت تهديدات مماثلة في شهر حزيران عام 2018. وهدّدت حركة حزب الله النجباء أيضاً القوات الأميركية في شهر كانون الثاني من عام 2018.

من جهته قال ريزفان العنزي, نائب قائد قوات الحشد الشعبي, “يعتبر هذا التصرف من قبل القوات الأميركية فعلاً استفزازياً متعمّداً, وعليه كانت ردة فعلنا فورية, أغلقنا الطرقات وحذّرناهم”.

في حين يرى السكان المحليون أن هذه الحادثة ليست إلا إشارة إلى أن القادم في المستقبل أسوأ وأن التوترات سوف تتصاعد، فمنذ أن تم تحرير الموصل صيف 2017, والمدينة تحقق خطوات إيجابية.

فقد استطاع الطلاب العودة إلى الجامعة بالرغم من الدمار واستمرار العثور على الجثث تحت الأنقاض. كما يُذكر أنه تم في الآونة الأخيرة تدمير مبنى تابع لتنظيم الدولة الإسلامية كان يستخدم في تنفيذ عمليات الإعدام.

جنودٌ أميركيون في العراق- أرشيف غوغل

وبحسب التقرير, فإن الفيديو الذي أعدته قوات الحشد الشعبي يتضمن الموسيقى الوطنية والتي تشير إلى أن المحتوى يتضمن رسالة عسكرية. أما القاعدة القريبة من موقع وقوع الحادثة, فتستخدم من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية والجيش العراقي. كما توجد قاعدة قريبة لقوات الحشد الشعبي على بعد حوالي مئة متر من البوابة الرئيسة للقاعدة العراقية.

كما يثير تسجيل الفيديو، تساؤلات حول طبيعة الدوريات الأميركية، حيث يظهر الجنود الأميركيون وهم يقومون بدوريتهم سيراً على الأقدام, فمن غير الواضح ما هو الهدف الرئيسي من مثل هذه الدورية أو مدى تكرارها، وقد كانت القوات الأميركية تقدّم المشورة والمساعدة للجيش العراقي خلال عملية تحرير الموصل.

وأكد التحالف أنه لم يتعاون مع قوات الحشد الشعبي ولم ينسق معهم, لكنه عمل مع شركاء التحالف وهم الجيش العراقي والشرطة الفدرالية ووحدة الاستجابة للطوارئ.

كما تحفّظت قوات الحشد العشبي من أداء دور مباشر في تحرير المدينة من براثن التنظيم, حيث تم إسناد المهمة إلى قوات العمليات الخاصة العراقية ISOF في الشرق والشرطة الفيدرالية في الغرب.

ونظراً لأن الموصل مدينة سنيّة, كان يُنظر إلى وجود قوات الحشد الشعبي ذات الغالبية الشيعية على أنها استفزاز في الفترة ما بين العامين 2016 و2017 عندما كانت المعركة تحتدم من أجل تحرير المدينة.

وكانت هناك خلافات حول انتشار قوات الحشد الشعبي في نينوى, المنطقة المحيطة بالموصل. حيث جرت مناقشات حول انسحاب القوات من هذه المناطق قبيل الانتخابات العراقية في شهر أيار وما بعده.

وعلى ما يبدو فكانت جزءً من مناقشات تحالفيه بين حلفاء فتح, بقيادة هادي العامري من قوات الحشد الشعبي, وأطراف أخرى. كما يؤكد تسجيل الفيديو إلى أن قوات الحشد الشعبي بقيت في نينوى وتسعى إلى لعب دور أكثر عدوانية.

ويشير التقرير، إلى أن قاعدة قوات الحشد الشعبي الواقعة بالقرب من القاعدة العراقية حيث تتواجد القوات الأميركية، هي قاعدة جديدة نسبياً تم تحسينها خلال الشهرين الماضيين.

عربات عسكرية للحشد الشعبي- أرشيف غوغل

كما تشكل جزءاً من التعبئة المتزايدة داخل المدينة، وأن القوات الأميركية تعرف بأن هذه القاعدة تعود إلى قوات الحشد الشعبي. حيث تؤكد مصادر أن القوات الأميركية قد قامت مؤخراً فقط بدوريات في هذه المنطقة بالتحديد. في حين سعت قوات الحشد الشعبي إلى توضيح أنها لن تسمح لمثل هذه الدوريات أن تحدث في المستقبل.

ويختم MECRA تقريره بالإشارة إلى أن التوترات بين الولايات المتحدة الأميركية وقوات الحشد الشعبي، كانت موجودة منذ مراحل التخطيط لمعركة الموصل عام 2016. وكان من المفترض أن يشعر السكان بمزيد من الأمان مع إبقاء القوات خارج المدينة حيث تمكنت الولايات المتحدة إبقاء العناصر الطائفية والموالية لإيران من قوات الحشد الشعبي بعيدة.

لكن مرحلة الصراع ما بعد داعش, والتي شهدت محاولات إعادة الاستقرار في هذه المنطقة ومنع داعش من الانبعاث مجدداً, جاءت في الوقت الذي تحاول فيه الإدارة الأميركية كبح نفوذ إيران، في حين تختبر إيران القوات الأميركية في سوريا.

وبحسب تلفزيون “برس” الإيراني, فهذه ليست المرة الأولى التي توقف فيها قوات الحشد الشعبي القوات الأميركية عن قيامها بمهمة استطلاع مشتبه بها. والتي تدّعي أن الهدف منها جمع معلومات مهمة حول وضع ونشاطات القوات العراقية.

وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية, فإن قوات الحشد الشعبية قامت في منتصف شهر كانون الثاني عام 2019 بعرقلة دورية أميركية في الأنبار أيضاً. كما أعلنت قوات الحشد الشعبي أنها منعت تنفيذ عملية استطلاع ميدانية مشبوهة من جانب الولايات المتحدة بالقرب من الحدود. وبحسب قاسم مصلح, وهو ضابط في قوات الحشد الشعبي, فإن الاستفزازات الأميركية وصلت إلى حدّ تكشف من خلاله عملياتهم الاستخباراتية السرية على الحدود.

======================

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.