خلايا نائمة هنا وهناك… هل يعيد «داعش» تشكيل نفسه؟

خلايا نائمة هنا وهناك… هل يعيد «داعش» تشكيل نفسه؟

(الحل) – أعلن النصر على «خلافة داعش» في سوريا من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، بعد السيطرة على الباغوز آخر جيب كان تنظيم «داعش» متحصّنا فيه في منطقة شرق الفرات شمال سوريا.

النصر دعمته أيضا تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد فيها السيطرة على كل الأراضي التي كان يحتلها «داعش» في سوريا والعراق، إلا أن التأكيد من القيادة العامة لـ قوات سوريا الديمقراطية، على مواصلة ملاحقة فلول (القاعدة، وداعش) في بيان النصر، توحي بأن المعركة لم تنته وأن هناك معركة أخرى مع التنظيم، قد تكون معركة أمنية بامتياز.

مصادر عدة مقربة من «قسد» تؤكد لـ«الحل السوري» أن التنظيم شكل خلايا نائمة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في ريف دير الزور والرقة، وتلك الخلايا نفذت عشرات العمليات الهجومية بوسائل مختلفة ضد الدوريات والحواجز التابعة لـ “قسد” وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى.

وأوضحت المصادر أن الهجمات أيضا استهدفت دوريات مشتركة مع التحالف، وآخرها كان في منبج إذ أدى الهجوم إلى مقتل وجرح عناصر من الجيش الأمريكي إلى جانب عناصر من “قسد”، كما شهدت مدينة الرقة هجمات عدّة أسفرت عن خسائر بشرية، كذلك في مناطق مختلفة من ريف دير الزور، مضيفة أن هجمات أخرى استهدفت مدنيين عزل بحجة استهداف دوريات “قسد” وأدت إلى مقتل وجرح العشرات.

وتقول المصادر إن العشرات من عناصر التنظيم تسربوا إلى المناطق التي تسيطر عليها «قسد»، وبعد ورود معلومات عن بعضهم، قامت “قسد” بالتعاون مع التحالف، بتنفيذ عمليات إنزال جوي عدة، وألقت القبض على العناصر والقياديين، مشيرةً إلى أن شهري شباط الماضي وآذار الجاري، شهدا أكثر من عشر عمليات إنزال معظمها في قرى ريف دير الزور شرق الفرات “جزيرة”.

معضلة الأسرى من «داعش»
وأسرت قوات سوريا الديمقراطية آلاف العناصر من غير السوريين المنخرطين في تنظيم «داعش»، حيث استسلم هؤلاء مع عائلاتهم، وتم فصل العائلات في مخيم الهول بعد نقل العناصر إلى السجون التي تديرها «قسد» والتحالف الدولي.
وتوضح المصادر أن معظم الدول الأوروبية والدول التي انخرطت في التحالف الدولي ضد “داعش” بحجة محاربة الإرهاب لأنه يشكل خطرا على أمنها، ترفض حتى الآن استلام العناصر الأجانب الذين يحملون جنسيتها لمحاكمتهم.
وبحسب المصادر ذاتها فقد استلمت فرنسا من “قسد” خمسة أطفال دون سن الخامسة، ورفضت استلام عناصر منخرطين في التنظيم، فيما استلم العراق مجموعة من الأسرى الإيزيديين لدى التنظيم، ورفض أيضا حتى اليوم إعادة عائلات عناصر التنظيم، واستلام العناصر المستسلمين.

ويثير الكثير من السوريين تساؤلات حول مصير القياديين الكبار في تنظيم “داعش” وعلى رأسهم قائد التنظيم “أبو بكر البغدادي”، وفي حال لم يتمكن التحالف من قتل أو إلقاء القبض على أولئك فهل من الممكن أن يعود التنظيم مجددا؟

«التنظيم لم ينته»
كان التنظيم يسيطر على أكثر من نصف مساحة سوريا في عام 2015 وفي 23 آذار 2019 أعلن القضاء على التنظيم “عسكريا”، وذلك من خلال بيانات وتصريحات عدة أصدرها قياديون في قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن مصادر محلية تؤكد أن “داعش” ما يزال يسيطر على جيوب في ريفي حمص ودير الزور.

ويقول الناشط «أبو محمد الجزراوي» إن تنظيم “داعش” يتموضع في بادية دير الزور الجنوبية وبادية ريف حمص الشمالي الشرقي، ويتخذ من تلك الجيوب مركزا لعمليات خاطفة يقوم بها ضد قوات النظام، ومن المرجح أن معظم قيادات التنظيم التي فرّت من الباغوز باتت في تلك الجيوب.

ويرجح الناشط المنحدر من دير الزور أن قوات سوريا الديمقراطية، والتحالف الدولي بقيادة واشنطن يعلمون بتلك الجيوب لذلك يصرحون بأنه تم القضاء على “داعش” عسكريا، إلا أنه ما يزال يشكل خطرا أمنياً، وربما فكرياً، وهو قادر على إعادة تجميع نفسه، خاصة بطريقة الدعوة إلى الانتقام من “قسد” والنظام السوري أو من يصفهم بـ”المرتدين”.

ويضيف لـ”الحل” أن عمليات كثيرة قام بها مجهولون يرجح أنهم خلايا تابعة للتنظيم، سواء أكانت تلك العمليات ضد “قسد” أم ضد النظام أم ضد المعارضة، حيث تبنى التنظيم بعضها، وعلى سبيل المثال فقد تبنى التنظيم الهجوم الذي أسفر عن مقتل عشرين مدنيا على الأقل، على طريق حقل العمر النفطي، فيما لم يتبن هجمات أخرى.

وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية أطلقت سراح عناصر وقياديين سابقين كانوا ضمن “داعش” في الرقة أو منبج، وذلك يثير تساؤلات كثيرة حول أولئك الذين من الممكن أن يشكلوا خطرا أمنيا وخاصة أن من بات “صاحب ثأر من قسد” بعد مقتل أحد أقربائه.

وتؤكد مصادر محلية من محافظة السويداء لـ”الحل” أن الفصائل المحلية في السويداء استنفرت منذ أسبوعين في ريف السويداء، وذلك تحسبا من عمليات قد تشنها فلول “داعش” على المنطقة، وخاصة بعد ورود معلومات تتحدث عن بداية تجمع جديد لـ”داعش” في البادية السورية، بالإضافة لمنطقة “بير القصب” القريبة من ريف السويداء الشمالي الشرقي.

وكانت تلك المنطقة في وقت سابق تخضع لسيطرة التنظيم إلا أن قوات النظام تمكنت من استردادها بدعم روسي إيراني، وشهدت الشهر الماضي هجوما من قبل مجهولين على مفرزة تابعة للنظام أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى من الطرفين.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد عقدت مؤتمرا صحفيا في حقل العمر النفطي، قبل أيام، بمشاركة وحضور لقيادات من التحالف الدولي، الحليف والداعم لـ«قسد» في معاركها ضد «داعش» لإعلان انتهاء المعارك ضد التنظيم والقضاء على وجوده شرق الفرات.

إعداد: جلال بكور – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.