“المحياة” في ديرالزور …عبادة وأطعمة و”طقطاق”!

“المحياة” في ديرالزور …عبادة وأطعمة و”طقطاق”!

يحتفل المسلمون على امتداد العالم، بليلة النصف من شعبان، ولكن لهذه الليلة مذاق أخر مختلف في محافظة #دير_الزور فليلة “المحياة” كما يسميها أبناء المحافظة، لها طقوسها المميزة دائماً.

شموع الخضر
ومن العادات التي خبت “شموع الخضر” حيث أنّ قسماً كبيراً من النساء يذهبن إلى نهر الفرات ليعشن هذا الطقس بعد غروب الشمس، وكل واحدة منهن تحمل شموعاً مثبتة على قطعة خشب وتشعل الشموع وتتركها للنهر الجاري وتظل تراقبها حتى تغيب عن الأنظار، وانطفاء تلك الشموع تعتبره المرأة إشارة إلى أن أمنيتها التي طوفت الشمع من أجلها لن تتحقق، أما بقاء الشموع مشتعلة حتى تغيب عن النظر فإن هذا يجعلها تتفاءل بإمكانية تحقق أمنيتها.

طعام وحلويات ومساعدة الفقراء
في نهار هذه الليلة يزداد شراء الحلوى لتوزيعها على الأهل والأقارب والجوار والفقراء، كنوع من المحبة و “التقرب إلى الله” ويتبادل الجيران صنوف الأطعمة، يتسامح المتخاصمون وتكثر الزيارات ودعوات الطعام، كما أن البعض يعتكف في المساجد إلا أن غالبية العوائل تجتمع لإحياء هذه الليلة بالذكر.

حظر تجوال و “صواريخ” عابرة للحارات
في هذه الليلة وبدءًا من صلاة العشاء، تخلوا معظم المقاهي والأسواق من روادها ومعظم الحارات تشهد حظراً للتجوال باختيار ساكنيها، هم لا يريدون أن يكونوا هدفاً للمفرقعات و”الصواريخ” العابرة للحارات، فـ “الطقطاق” وهو الاسم الشعبي للمفرقعات، لا يفرق بين صغير وكبير، والحرب يمكن أن تبدأ فجأة بين سكان البنايات المتجاورة بل قد يتجاوز الأمر البنايات فيركب أحدهم سيارته أو دراجته ليكون هدفه كل من يسير في الشارع أو يطل من شرفة منزله!
ووفقاً لمختصين كانت ديرالزور سابقاً تستهلك في ليلة النصف من شعبان ما يتجاوز المليون ليرة سورية (أكثر من 20 ألف دولار ) ثمناً للمفرقعات.

ولم يتوقف ها الطقس منذ أكثر ربع قرن رغم تحذيرات الحكومة ومعاقبة بائعي المفرقعات حيث تشهد هذه الليلة استنفار فرق الإطفاء والإسعاف وينتشر عناصر الشرطة في الحارات وقد يصبح عناصر الشرطة أنفسهم ضحايا لحرب مفرقعات أيضاً!

ليلة النصف من شعبان بعد الأحداث التي شهدتها ديرالزور
بدأت مظاهر الاحتفال بهذه الليلة بالتراجع والاندثار وخاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تشهدها المحافظة، وتقتصر الاحتفالات على توزيع بعض الفواكه والحلويات الرخيصة (المشبك والعوامة) . أما عن طقوس الاجتماع ودعوات الطعام فأصبحت تمارس على نطاق ضيق عند البعض ولكن غالبية الأهالي لم يعد يملكون في هذه الليلة سوى الدعاء لمن فقدوهم في الحرب وأمنيات بأن يكون القادم من الأيام أفضل.

أعداد: عدي العبدالله – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.