مدينة هجين تعيش رمضانها الأول بعد “داعش”

مدينة هجين تعيش رمضانها الأول بعد “داعش”

ديرالزور (الحل) – بالرغم من الدمار الكبير الذي لحق بشوارعها وأحيائها، استقبل سكان مدينة #هجين (شرقي #دير_الزور) رمضانهم الأول بدون ملاحقة أو صلب أو احتجاز داخل أقفاص حديدية في العلن، من قبل أجهزة تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) الذي مارس كل الانتهاكات المذكورة وأكثر بحق سكان هذه المدينة، قبل أن يتم القضاء عليه مؤخراً. فرمضان هذا العام له طعم خاص بالنسبة لأهالي هجين، بعد أن تحررت مدينتهم من قبضة «داعش»، إذ صار بمقدورهم ممارسة طقوسهم وعاداتهم الرمضانية التي حرموا منها على مدار خمس سنوات.

رضا الخلف 39 عاماً (من سكان المدينة) يقول لموقع «الحل»، إننا “سكان المدينة كغيرنا من المدن والبلدات الأخرى، مرت علينا أربعة مواسم رمضانية متتالية، كنا خلالها تحت سيطرة التنظيم، حرمنا بها فرحة رمضان وعاداته وطقوسه الخاصة”، ويضيف “كان لا حول لنا غير الدعاء، ونحمد الله كونه استجاب لدعائنا، فبعد صبر طويل انتهت حقبة «داعش»”، لافتاً إلى أن “الأهالي المتواجدين في المدينة استقبلوا اليوم الأول بإقامة مآدب إفطار جماعية، سبقه مأدبة سحور جماعية أيضاً، إلى جانب توزيع الطعام على المحتاجين”.

وقطع الخلف عهداً في وقت سابق، بإعداد وجبات إفطار للفقراء في المدينة طيلة شهر رمضان في حال تحررت المنطقة من «داعش» “وحان الوقت الآن للوفاء بالنذر”. يقول.

حظر التنظيم خلال فترة سيطرته على المدينة وباقي المناطق الأخرى، كل مظاهر الاحتفال المتعلقة باستقبال شهر رمضان كتزيين المنازل، وتبادل الطعام والحلوى، وتنظيم تجمعات مسائية تتخللها عادةً ممارسة تقاليد رمضانية شعبية، إلى جانب منعه للاحتفالات الدينية أيضاً بحجة أنها “بدع من عمل الشيطان” وفق زعم شرعيه، وكل مخالف يعرض نفسه للعقوبة والمسائلة.

وفي هذا السياق يقول أبو أنس الشملان 54 عاماً (من سكان المدينة) لوقع «الحل»، إن “المدينة تحولت لسجن أثناء سيطرة التنظيم عليها، فخوف الأهالي من بطش عناصر الحسبة ، دفعهم إلى الالتزام ببيوتهم وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى، إذ اختفت جراء ذلك، العديد من الطقوس والعادات الاجتماعية المرتبطة بشهر رمضان”.

وتابع “كان الناس أيضاً يفضلون إقامة صلوات التراويح والجماعة في بيوتهم، حتى يتجنبوا إقامتها بالمساجد خلف أئمة «داعش» والاستماع لخطبهم ومحاضراتهم المليئة بالأفكار التحريضية والمنحرفة”، مؤكداً أن ما يهم الآن أن حقبة «داعش» ولّت من دون رجعة، ورمضان هذا العام بطعمة النصر على «داعش» وإرهابه”.

محمد الابراهيم 37 عاماً (صاحب محل لبيع أدوات الزينة والألبسة النسائية في المدينة) تحدث لموقع «الحل»، قائلاً : إن الحياة عادت لتدبّ في الأسواق التجارية على الرغم من الدمار الكبير الذي أصابها جراء المعارك السابقة، إذ بات الإقبال على الشراء من قبل النسوة مضاعف بعد تحرير المدينة من سطوة «داعش»، على خلاف أيام سيطرته، لافتاً إلى إلى أن “الحياة بدأت تعود تدريجياً إلى المدينة، كما كانت قبل دخول التنظيم إليها، حيث بات الوضع مختلفاً الآن فالجميع مبتهج بحلول شهر رمضان”.

تجهيزات رمضان
يقول أبو محمد 59 عاماً (من سكان المدينة) إنه “بالرغم من الحرية التي ننعم بها حالياً، إلا أن هناك ما يكدرها وهو النقص الكبير في الخدمات من مياه وكهرباء، وشح فرص العمل، وارتفاع في أسعار المواد الغذائية مع حلول شهر رمضان، لكننا نأمل بتحسينها في القريب العاجل”.

بينما قالت مروى الحسن 42 عاماً (من سكان المدينة) لموقع «الحل»، “أشعر براحة كبيره وكأني طفلة صغيرة، فرمضان هذا العام، بدون حسبة «داعش» النسائية، وملاحقة عناصره، فلا قيود ولا أوامر ولا خوف، سنعيش أيامه كما عشناها سابقاً قبل وجودهم”.

وأصرت على حد قولها، على النزول إلى السوق لشراء احتياجاتها الخاصة بشهر رمضان، رغم ما تعانيه من آلام في المفاصل، لأنها تشعر أن الخلاص من داع بحد ذاته مناسبة للاحتفال، وكل المشاكل المادية ومنغصات العيش يمكن التغلب عليها طالما أن لا سيف هلى رقاب السكان.

إعداد: حمزة فراتي – تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.