الكهرباء مفقودة في ريف ديرالزور إلّا في مناطق “السلطة”

الكهرباء مفقودة في ريف ديرالزور إلّا في مناطق “السلطة”

رغم الوعود المتكررة التي قطعتها الجهات الحكومية، ضمن مناطق سيطرتها في «ديرالزور»، بعودة الكهرباء إلى كافة قرى وبلدات الريف الشرقي، إلا أنها لم تكن سوى حبر على ورق، فقد أوشكت غالبية تلك المناطق على دخول عامها الثاني بدون كهرباء ولا ماء، الأمر الذي خلق حالة من الغضب، والاستياء لدى أهالي المنطقة، نتيجة لتراخي المسؤولين في إيجاد حلول، في الوقت الذي تنعم فيه مناطق قريبة من تلك القرى، بالكهرباء منذ أكثر من عام، لوقوعها تحت سيطرة مليشيات نافذة في السلطة.

وفي هذا الإطار، يقول عبدالعليم المخلف «عامل في بلدية بقرص» لموقع «الحل نت» إن “قرية بقرص لاتزال تعاني من انقطاع التيار الكهربائي منذ أكثر من 5 سنوات، ويترتب على ذلك تكرار انقطاع مياه الشرب أيضاً، وإن الأهالي يتجهون إلى الفرات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المياه، وخاصة مع اقتراب النهر من المنطقة”.

وطالب “المخلف”: الجهات المسؤولة أن تفي بوعودها وتسرع في عملية إيصال الكهرباء إلى القرية، على غرار مدينة الميادين، التي وصلها التيار الكهربائي منذ عام، وهي لا تبعد عنهم سوى ثلاثة كيلومترات، لافتاً إلى أن الميادين تقع غالبية أحيائها تحت سيطرة مليشيا “الحرس الثوري الإيراني” و”حزب الله اللبناني”، إضافة لتواجد معظم عوائل تلك المليشيات النافذة في المدينة.

فيما قال علاء المصطفى «من حي الشهداء» لموقع «الحل نت» إن “عدم توفر الكهرباء النظامية يجبرنا على استخدام كهرباء الأمبيرات وهي لا تأتي بشكل منتظم، ولقد تسببت بتلف كثير من الأجهزة المنزلية مثل الثلاجة والغسالة، ناهيك عن ارتفاع أسعارها، فوصل سعر الأمبير الواحد مؤخراً إلى 4500 ليرة سوريا، وتعمل لمدة ساعتين فقط خلال فترة الصباح”.

وطالب “المصطفى” أيضاً بإعادة توصيل الأسلاك الكهربائية في الشوارع، بعد أن تم “تعفيش” الأسلاك القديمة أثناء دخول الجيش والمليشيات للحي، وأن يتم توصيلها بأسلاك معزولة بديلاً عنها، لتجنب وقوع أي ضرر للأهالي، وأضاف، بأنه “يتوجب على المسؤولين في المنطقة تزويدها بمحول كهربائي كبير، ليساهم في توفير الكهرباء بالشكل المطلوب لأهالي الحي والقرى المحاذية له” وفق تعبيره.

قرى البادية الأسوأ حظاً
أما القرى المحاذية للبادية، فهي الأخرى تعاني وضعاً سيئاً في ظل عدم وجود كهرباء ولا مياه ولا اتصالات، فالكهرباء في هذه القرى تعاني من انقطاعات متكررة ومستمرة قبل الاحتجاجات التي شهدتها المحافظة سابقاً، إضافة لعدم وجود الخدمات الأخرى، فأهالي تلك القرى يعيشون مأساة يومية لشح مقومات الحياة الأساسية، و لم تجدِ صرخات الاستغاثة التي أطلقها الأهالي لمسؤولي المنطقة، لتزويدهم بالكهرباء والماء، نفعاً، فأحداً لم يرد عليها ، وفقاً لشهادة مصدر من أهالي «حارة البطين».

وأضاف المصدر ساخراً، بأن الكهرباء تتواجد أينما وجدت القوة النافذة، فالميادين منارة بالكهرباء، لأن قوات الحرس الجمهوري والمليشيات الإيرانية تسيطر عليها، وكذلك قريتي سعلو والزباري التي تسيطر عليهما عناصر الفرقة الرابعة، فلقد وصلتهما الكهرباء منذ أكثر من 5 أشهر، ونحن لاحول لنا ولا قوة. وفق تعبيره.

ويلجأ الأهالي في ريف ديرالزور الشرقي منذ سنوات إلى بدائل للحصول على الطاقة الكهربائية، كالمولدات الكهربائية المنزلية الصغيرة، أو المولدات الأهلية، التي تزود الأحياء السكنية بالطاقة، على الرغم من التكلفة المادية الكبيرة التي يتكبدها الفرد مقابل حصوله على الكهرباء، في ظل تجاهل حكومي واضح تجاه إيجاد حلول لتلك المآسي، التي يواجهها أهالي تلك المناطق، والذين أثقلت كاهلهم سنوات الحرب والنزوح.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.