“يبدو أن قائد الجيش الإسرائيلي قد أقرّ بضلوع بلاده في الغارات الأخيرة في سوريا، محذراً من تصعيد حملة شبه سرية ضد إيران”، هكذا. افتتحت “ذا تايمز أوف إسرائيل” مقالاً عن مستجدات الأحداث بين البلدين.

ولم يصل وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت، في بيان تناقلته عدّة وسائل إعلام إسرائيلية يوم الثلاثاء، إلى حد الاعتراف بشكل مباشر بأن قواته تقف وراء الغارات الجوية التي وقعت يوم الاثنين الماضي بالقرب من دمشق، إلا أنه أوضح أن إسرائيل قد انتقلت من مرحلة منع ترسخ إيران في سوريا إلى مرحلة إجبارها على الخروج منها ولن تتراجع عن قرارها. 

وأضاف، بحسب ما جاء في ترجمة الصحيفة: «سوف لن نسمح بتنامي المزيد من التهديدات الإستراتيجية عبر حدودنا بدون اتخاذ أية إجراءات من جانبنا. سوف نواصل في نقل المعركة إلى أرض العدو». 

وفي حديثه إلى المستمعين عبر أثير راديو 103FM، ألمح “بينيت” إلى الأعمال الإسرائيلية الجديدة التي قامت بها يوم الأحد وطلب الاستمرار في متابعة تقارير تفيد بتكثيف إسرائيل جهودها المناهضة لإيران في سوريا. 

وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) قد ذكرت يوم الاثنين الماضي بأن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين في العدلية والحجيرة، بحسب ما روى محافظ القنيطرة “همام ديبيات”. 

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع ثلاثة إصابات في صفوف المدنيين في المناطق ذاتها من الريف الجنوبي للعاصمة السورية، إلا أنه لم يفصل في ما إذا كانت نتيجة الغارة الإسرائيلية أم بسبب شظايا نيران الدفاعات الجوية السورية. 

وبين المرصد أن أربعة أشخاص موالين لإيران وميليشيا حزب الله اللبناني المتحالف معها قد قتلوا خارج العاصمة دمشق ما بين الكسوة وصحنايا. 

وكانت الدفاعات الجوية السورية قد تم تفعيلها مجدداً قبل أقل من أسبوع من هذه الغارات رداّ على ما وصفته دمشق بأنه هجوم إسرائيلي، ولكن في سماء مدينة تدمر المركزية هذه المرة. وقالت وكالة “سانا” أن الدفاعات الجوية نجحت في التصدي لعدد من الصواريخ، إلا أن المرصد أفاد بمقتل تسعة أفراد متحالفين مع إيران وحزب الله، ثلاثة منهم سوريون. 

واتهمت إسرائيل إيران وشركاءها من القوات العسكرية بتأسيس مواقع متقدمة يمكنها أن تكون قادرة على مهاجمة إسرائيل من خلالها. وبعد ذلك، بدأت تل أبيب تدخلها الخاص من خلال شن الغارات الجوية وتقديم بعض الدعم لفصائل سورية معارضة، بحسب “نيوزويك”.

وتعد سوريا منذ ذلك الحين مركزاً رئيسياً للتنافس بين إيران وإسرائيل المستمر منذ عقود. وفي حديث لصحيفة “نيوزويك” في أواخر شهر شباط الماضي، أوضح مسؤول عسكري إسرائيلي أن القوات المسلحة تخطط لزيادة حملتها المضادة لإيران في الخارج، خاصة من خلال الاستهداف الوقائي لجهود إنشاء وتصدير ذخائر موجهة بدقة بين المجموعات مثل حزب الله. 

وصرّح مسؤول إيراني أيضاً للصحيفة في ذلك الوقت أن أي هجوم على الجمهورية الإسلامية سوف يقابل بالانتقام. وكذلك كان الأمر بالنسبة لقتل أمريكا قائد قوات القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في مطار بغداد الدولي في شهر كانون الأول الماضي، حيث جاء رد إيران على العملية بوابل من الصواريخ التي استهدفت مواقع أمريكية في العراق وإسراع جهود طرد القوات الأمريكية من المنطقة. 

كما لعب العداء بين إيران والولايات المتحدة مؤخراً دوره في الخليج العربي، حيث تبادلت القوات البحرية التابعة للبلدين التهديدات وسط مواجهة متوترة في وقت سابق من هذا الشهر. 

ويواصل العراق كونه منطقة اشتعال رئيسية، فقد تبادلت القوات الأمريكية والميليشيات المحلية إطلاق النار في حوادث كانت بعضها مميتة خلال الأشهر القليلة الماضية. وألمحت إسرائيل إلى تورطها المتنامي في العراق، حيث تم توجيه اللوم على نطاق واسع إلى الغارات غير المعلنة ضد القوات شبه العسكرية المتحالفة مع إيران في العام الماضي. 

وكانت إحدى المجموعات العراقية التي تسمي نفسها “عصابة الثائرين”، والتي ادعت تبنيها العمليات التي قتل فيها قوات أمريكية وقوات التحالف، قد نشرت تسجيل فيديو في الشهر الماضي تدعي فيه أنها تمتلك أسلحة قادرة على الوصول إلى إسرائيل. 

وكانت الهجمات الصاروخية التي تلقي إسرائيل بلائمتها على الحرس الثوري الإيراني مباشرة قد عبرت بالفعل الحدود المتنازع عليها مع سوريا، حيث لم تترجم اعتراضات موسكو على ضربات إسرائيل الغير معلنة إلى تنشيط أنظمة الدفاع الروسية المتقدمة. 

وكداعمين مؤيدين للأسد، تنسق كل من موسكو وطهران بشأن العمليات في سوريا، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له أيضاً علاقات وثيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 

ومع تحذير إسرائيل من توسيع حملتها ضد إيران، أشادت طهران بقدراتها العسكرية الجديدة التي زعمت أنه يمكن استخدامها ضد عدوها اللدود. 

وكشف وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي في وقت سابق من هذا الشهر عن طائرات مسيرة جديدة قال إنها قادرة على التحليق لمسافة تصل إلى 45000 قدم والطيران لأكثر من 930 ميل، الأمر الذي يضع إسرائيل في نطاق بلد يمتلك بالفعل أكبر ترسانة صواريخ في المنطقة وأكثرها تقدماً. 

وكان تطوير إيران للصواريخ ودعمها للميليشيات الأجنبية عاملاً في قرار ترامب قبل عامين بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية الكبرى وإعادة فرض العقوبات التي ساهمت في زيادة التوترات الإقليمية. 

وبالرغم من عدم اعتراف إيران بامتلاكها أسلحة نووية، تعتقد إسرائيل أن إيران تحتفظ بترسانة خاصة بها، مع أنها تحتفظ بسياسة صارمة من الغموض المتعمد ولا تؤكد أو تنكر هذه القدرات.

رابط المقال باللغة الانكليزية: https://www.newsweek.com/israel-says-it-will-not-stop-attacking-iran-syria-escalates-military-campaign-1500768

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.