كشفت مصادر في الاستخبارات الأميركيّة الأحّد معلومات تفيد بمقتل القيادي في تنظيم القاعدة “أبو محمد المصري” وهو الرجل الثاني في التنظيم بعد “أيمن الظواهري”، وذلك خلال وجوده ضمن الأراضي الإيرانيّة.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في تقرير لها أن: «المصري كان يعيش بحرية تامة في “عهدة” إيران وكنفها منذ عام 2003 ، وسكن في منطقة باسداران بطهران وهي ضاحية راقية، منذ عام 2015 على الأقل».

وجاءت عمليّة قتل “المصري” خلال فترة الصيف الماضية، حيث أقدم مسلّحان على إطلاق خمس طلقات من مسدس مزوّد بكاتم للصوت فدخلت أربع رصاصات السيارة من جهة السائق والخامسة أصابت سيارة قريبة، وذلك عندما كان القيادي في التنظيم  يقود سيارته البيضاء رينو L90 مع ابنته بحسب ما أكد التقرير.

ومع انتشار خبر الحادثة في وسائل الإعلام، حاولت السلطات الإيرانيّة التغطية على هويّة القتلى، لتعلن مقتل “حبيب داوود”، أستاذ التاريخ اللبناني، وابنته مريم (27 عاماً)، وأشار تقرير لـ «العربيّة نت» إلى أن وسائل إعلام لبنانيّة أكدت حينها أن داود كان عضوا في ميليشيات حزب الله، المدعومة من إيران.

ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن عمليّة الاغتيال تلك عبر دراجة ناريّة ومسلحين بحوزتهم مسدسات «تطابقت حينها مع النمط الذي اتبعته إسرائيل في تصفيات سابقة طالت علماء نوويين إيرانيين، ما عزز احتمال أن تكون إسرائيل فعلا أقدمت في أغسطس الماضي على قتل مسؤول في حزب الله، لكن في الحقيقة لم يكن هناك من “حبيب داود” بل كنز القاعدة الثمين» في إشارة إلى المصري.

وحول محاولة إيران تغطية نبأ قتل المصري وإعلان مقتل المدرّس اللبناني، أكد العديد من اللبنانيين المقربين من إيران أنهم لم يسمعوا باسم داود أو بقتل أستاذ تاريخ لبناني في طهران الصيف الماضي. كما جزم باحث تربوي لديه إمكانية الوصول إلى قوائم جميع أساتذة التاريخ في البلاد بأنه لا يوجد أي سجل عن حبيب داود بحسب «العربيّة».

ويرى بعض الخبراء الأميركيين أن «احتضان» إيران لبعض قيادات التنظيم «الإرهابي» على أراضيها، يمكن أنه جاء لكسب السلطات الإيرانيّة ضماناً أن القاعدة لن تنفذ على الأقل عمليات داخل البلاد.

في حين يعتقد بعض مسؤولي مكافحة الإرهاب الأميركيين أن إيران سمحت لهم بالبقاء من أجل القيام بعمليات ضد الولايات المتحدة.

يشار إلى أن طهران لها العديد من العلاقات مع منظّمات مصنّفة على قوائم «الإرهاب»، وليس بغريب أو مفاجئ، كشف معلومات تظهر تعاون السلطات في إيران مع شخصيات «إرهابيّة»، فالحكومة الإيرانيّة تدعم منذ سنوات العديد من تلك المنظّمات أبرزها «حزب الله»، وذلك عبر تقديم المال والسلاح والدعم الدولي أيضاً في أنشطته بدول عدّة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.