بعد توقّفٍ دام نحو 8 أعوام بسبب الحرب السورية، استؤنفت الحركة الجوية الدولية في #مطار_حلب_الدولي، بعد أن أقلعت أول طائرة إلى #مطار_رفيق_الحريري الدولي ببيروت في 15 كانون الثاني الجاري.

لكن يبدو أن مصير تبعية هذا المطار سيبقى مرتبطاً بمصير الوجود الإيراني في سوريا، إذ أكّد تقريرٌ نشره موقع (Al-Monitor) أن مطار حلب الدولي لا يزال تحت سيطرة القوات الإيرانية والميلشيات التابعة لها.

المطار الذي يقع على بُعد 5 كيلومترات شرقي المدينة، كان قدّ حُوّلته #إيران إلى منطقة لنقل مجنّديها وأسلحتهم للقتال إلى جانب الجيش السوري النظامي.

كما أن #مطار_النيرب العسكري الذي يقع قريباً من مطار حلب الدولي، كان خاضعاً أيضاً لسيطرة القوات الإيرانية، لا سيما اللواء 80، ككتيبة دفاع جوي لحماية المطارين.

ورغم استعادة #دمشق السيطرة على الأحياء الشرقية لمدينة حلب، مع خروج قوات المعارضة نهاية عام 2016، استمرت القوات الإيرانية في السيطرة على كلا المطارين. وقد تعرضت المواقع الإيرانية هناك لغارات جوية إسرائيلية.

يقول “بلال سطوف” الباحث في الجماعات الجهادية الموجودة في ريف حلب: «من المستبعد أن تتخلى القوات الإيرانية عن مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري القريب منه، حيث يُنظر إلى كلا المطارين على أنهما جسران جويان مهمان بين إيران وسوريا، كما أنهما بعيدان نسبياً عن الحدود الإسرائيلية».

«لا يمكن اعتبار استئناف الرحلات الجوية التجارية في المطار دليلاً على قدرة #بشار_الأسد على استعادة الاستقرار في سوريا، فالمطار يدار بالكامل من قبل إيران حتى الآن، مع الوجود الحكومي السوري للواجهة فقط»، يضيف “سطوف”.

في حين اعتبر “يونس الكريم” الباحث والمحلل الاقتصادي السوري «أن إعادة فتح المطار المدني، هو نوع من المجاملة للمكونات والأقليات في حلب، مثل الأرمن والآشوريين، حيث تحاول دمشق إيصال رسالة مفادها أن أهم منشأة حيوية تعود إلى العمل، بالإضافة إلى رسالة أخرى إلى تركيا وروسيا وقوات سوريا الديمقراطية مفادها أنه لم يتخل عن الجزء الشمالي من سوريا، والذي عاد تحت سيطرته».

من جانبه، يقول “أحمد عبد القادر” الناشط السياسي المقيم في ريف حلب الشمالي: «إن استئناف العمليات في مطار حلب الدولي في هذا التوقيت هو محاولة من قبل النظام لتوجيه رسالة مفادها أنه قائم على رأس عمله، لاسيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في غضون بضعة شهور».

مؤكّداً أن من مصلحة بشار الأسد «إخراج الميليشيات الإيرانية من منشآته الحيوية، حتى يتمكّن وحده من الاستفادة من عائداتها المالية. لكن في الواقع، لا يستطيع النظام فعل أي شيء لطردهم».

وتواصل إيران، رغم تعرّضها لضغوط من جميع الجهات، التوغّل بشكلٍ أعمق في نسيج الدولة السورية والمجتمع السوري من خلال مليشياتها وقيادة الولاءات الشخصية في العديد من مؤسسات الدولة.

في وقتٍ يبدو أنها (أي إيران) لن تتخذ قرار سحب قواتها بالكامل من مطار حلب، رغم الضربات الجوية الإسرائيلية.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.