بيروت تحسب خطواتها بحذر تجاه التطبيع مع دمشق.. ما تأثير مصالح إيران؟

بيروت تحسب خطواتها بحذر تجاه التطبيع مع دمشق.. ما تأثير مصالح إيران؟

في تصريح لبناني حكومي لافت ويثير التساؤل حول مستقبل التعاون بين بيروت ودمشق، قال رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، أمس الاثنين، إنه لن يزور سوريا دون موافقة المجتمع الدولي.

وفي تصريحات لوسيلة إعلام لبنانية، تحدث عن سعيه لتأمين الفيول اللازم لزيادة ساعات توريد الكهرباء في لبنان، في الوقت الذي أشار فيه إلى محاولات حكومته لتأمين الفيول العراقي، والغاز المصري.

وقد لا تحمل تصريحات ميقاتي أبعاداً إيجابية فيما يتعلق بملف العلاقات السورية-اللبنانية، لا سيما أن دمشق ماضية لانفتاح عربي عليها في المستويين السياسي والاقتصادي.

إلا أن ذلك في الوقت ذاته لن يعني بحال من الأحوال تصعيداً سياسياً من قبل دمشق بشكل مباشر تجاه ميقاتي وحكومته، لا سيما أن بوادر الانفتاح الحالي على دمشق تكلل من خلال مشروع مد الغاز والكهرباء العربية إلى لبنان عبر سوريا.

المحلل السياسي اللبناني، فارس جبارة، قال خلال حديث لـ(الحل نت) بأن تصريحات ميقاتي تدلُّ على تخوف الحكومة اللبنانية من أية عقبات قد تواجهها إذا ما وسعت من علاقاتها بشكل مباشر مع دمشق، «بخاصة وأن الحديث الأميركي السابق حول مشروع مد الغاز إلى لبنان كان قد أشار إلى استثناء خاص للعقوبات الأميركية على دمشق بشكل لا يؤدي بالنهاية إلى إعادة التعويم السياسي لدمشق دون أن يكون هناك انتقال سياسي حقيقي».

وتابع بالقول: «من المتوقع أن تستمر الزيارات من قبل بعض الشخصيات والتيارات السياسية والاجتماعية اللبنانية إلى دمشق خلال الفترة المقبلة، على سبيل نفس الزيارات التي حصلت مؤخرا من قبل شخصيات مثل وئام وهاب، وطلال أرسلان».

كما لم يستبعد جبارة أن يسعى التيار السياسي في لبنان الموالي لإيران، في أن يستغل تصريحات ميقاتي حول زيارته لدمشق، «من أجل توتير الأجواء بين بيروت ودمشق، على أمل أن يكون هناك حضور إيراني أكبر، للتشويش على مشروع الغاز المصري، ومحاولة استئثارها بنقل مشتقات النفط إلى لبنان، لا سيما وأن طهران يبدو أنها ترى في ابتعاد دمشق عن المحيط العربي وبقاءها في عزلة سياسية، هو مكسب استراتيجي لها (إيران)».

وفي الرابع من أيلول/سبتمبر الحالي، زار وفد وزاري من حكومة تصريف الأعمال اللبنانية العاصمة دمشق، في أول زيارة رفيعة المستوى منذ سنوات، ضمّ نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ووزيرة الدفاع والخارجية بالوكالة، زينة عكر، ووزير المالية، غازي وزني، ووزير الطاقة، ريمون غجر، والمدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم. وجاء ذلك قبل الإعلان عن تشكيل حكومة ميقاتي، في 10 من أيلول/سبتمبر.

كما استقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، في الخامس من الشهر ذاته، وفدًا من أحزاب لبنانية درزية برئاسة طلال أرسلان.

وقال الأسد، إن أعضاء الوفد يمثلون وجه لبنان الحقيقي لإيمانهم بأهمية العلاقة مع سوريا ووفائهم لها»، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين يجب ألا تتأثر بالمتغيرات والظروف، ودعم حكومته للبنان على الأصعدة كافة.

وضم الوفد طلال أرسلان، شيخ طائفة المسلمين الموحدين في لبنان، ورئيس حزب التوحيد العربي، وئام وهاب، اللذين عبرا عن دعمهما لحكومة النظام لوقوفها إلى جانب لبنان في “أحلك الظروف”، بحسب قولهما.

وأكدا أن العلاقة مع دمشق هي «علاقة وجودية وتاريخية وجغرافية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.