ورفع المتظاهرون صورة لافتة وسط ساحة الساعة بمدينة إدلب، تعبيراً عن استيائهم من استغلال شركة “وتد” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” ورفع أسعار المحروقات التي تحتكر بيعها.

وشهدت مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، الجمعة، مظاهرة شعبية رافضة لسياسة حكومة “الإنقاذ”، مطالبة بالعديد من الخدمات التي تحتاجها المنطقة.

الصور الساخرة من الشركة، جاءت بعد تبرير الأخيرة رفع أسعار المحروقات بتقلبات العملة وزيادة الأسعار عالمياً.

حيث وصل الأمر لتضارب في الأسعار بين الارتفاع والانخفاض في العملات الأجنبية، لتقع مرات عدة في أخطاء كشفت زَيف ادعاءاتها.

المظاهرة حملت العديد من القضايا لدعم المواطن في الشمال السوري، حول ارتفاع الأسعار بشكل عام، والمحروقات بشكل خاص.

تناقضات أسعار “وتد” تصعّد الموقف

وكانت شركة “وتد” للمحروقات قد رفعت أسعار المحروقات، الأربعاء الفائت، ووصل سعر أسطوانة الغاز المنزلي من 108.50 ليرة تركية إلى 114 ليرة، بعد أن ارتفعت من 99.50 إلى 108.5 ليرة تركية في 9 من نفس الشهر.

وذكرت الشركة في نشرة أسعار المحروقات، أنّ أسعار المحروقات للمستهلك بلغت، بنزين مستورد أول (7.71 ليرة تركية)، ومازوت مستورد أول (7.61 ليرة تركية)، ومازوت مستورد ثاني (6.45 ليرة تركية)، ومازوت مكرر أول (4.62 ليرة تركية).

وفي 9 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، رفعت الشركة ذاتها أسعار المحروقات، حيث تجاوزت أسطوانة الغاز وقتذاك حاجز الـ 100 ليرة تركية.

وترافق الأسعار مع إدراج جهات اتصال قالت إنها لرقم شكاوى مديرية التموين إضافة إلى رقم شكاوى شركة وتد، إلا أن حالة الرفض لهذه القرارات المتكررة علنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

و”شركة وتد للبترول”، يعرف عنها احتكارها لسوق المحروقات وتبعيتها لـ”تحرير الشام” في إدلب.

وتستمر برفع الأسعار عبر معرفاتها على مواقع التواصل، وعبر أقنية تستخدمها لنشر الأسعار المحددة لتغطية على البيانات الرسمية في محاولات التقليل من ذكر وتداول اسم الشركة إعلاميًا، والتي تبرر بشكل مستمر رفع أسعار المحروقات بأسباب مستهلكة ضاربة عرض الحائط بمعاناة المدنيين في شمال غربي البلاد.

اقرأ أيضًا: مجدداً.. «وتد» التابعة لـ”الجولاني” ترفع أسعار المحروقات في إدلب

مع حلول الشتاء.. أسعار مواد التدفئة تحلق في شمال سوريا

ارتفعت أسعار مواد التدفئة في محافظة إدلب بشكل قياسي لهذا العام 2021، وسط ارتفاع معدل البطالة بين السكان وشح الدعم الإنساني المقدم.

وسجلت أسعار مواد التدفئة ارتفاعًا ملحوظًا للعام الحالي في إدلب ليبلغ سعر طن الحطب بين 125-160$ حَسَبَ نوع الحطب ونسبة الرطوبة.

أما طن القشور فقد سجل 150$ كأدنى سعر وطن الفحم الحجري 110$، والبيرين 130$، كما سجل سعر ليتر المازوت السوري المكرر 5 ليرات تركية والأوربي 8 ليرات.

وبحسب تجار المحروقات، فان أسعار مواد التدفئة كانت هذا العام مرتفعة نظراً لارتفاع أجور النقل الناتج عن ارتفاع سعر المحروقات وأجار محلات التخزين.

وأشار التجّار، إلى أنّ الطلب هذا العام على مواد التدفئة أقل نسبياً عن العام الماضي بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار وتأثير ذلك على السكان.

ويعاني الشمال السوري من سوء وتردي الأحوال المعيشية، ومن الفقر وعدم قدرة العائلات على تأمين قوت يومهم ومستلزماتهم.

وأظهر استبيان أجراه “برنامج تقييم الاحتياجات الإنسانية” (HNAP)، بالاشتراك مع “الأمم المتحدة للتنمية”، ومجموعة التعافي المبكر وسبل العيش في شمال غربي سوريا، “الحرمان الاقتصادي” الذي يعيشه الناس في سوريا، حَسَبَ تقرير صدر في سبتمبر/أيلول الماضي.

ويعاني 12.4 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي، ويواجهون صعوبة في الحصول على وجبتهم الأساسية، وفقاً لبيانات برنامَج الغذاء العالمي، ويشكّل هذا العدد ما يقارب 60% من سكان البلاد.

للاطّلاع أكثر: في سوريا فقط.. مضاعفة أسعار الخبز والمحروقات يسمى “تحريك” وليس “رفع”!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.