تبادلت الأطراف السودانية الاتهامات حول وجود انقلاب عسكري في السودان، بهدف الاستيلاء عن السلطة، وعن قيام الجيش بوضع رئيس الوزراء السوداني “عبد الله حمدوك” تحت الإقامة الجبرية بمنزله، واعتقال وزراء آخرين.

وبدأت الأحداث، الاثنين، بعد إعلان تجمع المهنيين السودانيين، في بيان، عن تحرك عسكري يهدف للاستيلاء على السلطة.

وقال التجمع، إنّ ذلك «يعني عودتنا للحلقة الشريرة من حكم التسلط والقمع والإرهاب، وتقويض ما انتزعه شعبنا عبر نضالاته وتضحياته في ثورة ديسمبر المجيدة».

وذكرت وكالة “رويترز” عن مصادر من أسرة “فيصل محمد صالح” المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء السوداني، أن قوة عسكرية اقتحمت منزل صالح واعتقلته في وقت مبكر من اليوم الاثنين.

وذكرت وسائل إعلامية سودانية، أنّ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية انتشرت، الاثنين، في شوارع العاصمة الخرطوم لتقييد حركة المدنيين، بالتزامن مع احتجاجات في أنحاء مختلفة من المدينة.

تفاصيل الاعتقالات

وتحدثت مصادر إعلامية، عن تعزيزات عسكرية في محيط مطار الخرطوم الدولي، ونقلت بعض وسائل الإعلام أنه تم إغلاق المطار.

وقالت ابنة وزير الصناعة “إبراهيم الشيخ”، إنّ: «قوة مشتركة اعتقلت والدها من منزله فجر اليوم».

كما ذكرت زوجة والي الخرطوم، “أيمن نمر”، أنّ قوة مسلحة اعتقلت الوالي من منزله.

واعتقال “محمد الفكي سليمان”، عضو مجلس السيادة، وكذلك وزير الإعلام “حمزة بلول”، ووزير الاتصالات “هاشم حسب الرسول”، ورئيس حزب البعث العربي الاشتراكي، “علي الريح السنهوري”.

أمّا شبكة الإنترنت، فقد قطعت كما تأثرت الاتصالات في بعض المناطق بالعاصمة، وقامت قوات من الجيش بإغلاق جسورا وأنفاقا في الخرطوم.

وقام محتجون بقطع بعض الطرق في العاصمة وأضرموا النار احتجاجًا على الاعتقالات.

ومن جانبها، أعلنت نِقابة أطباء السودان الإضراب العام في المستشفيات باستثناء الحالات الطارئة.

وقررت النقابة الانسحاب من المستشفيات العسكرية، وطالبت القطاعات المهنية بالنزول إلى الشارع.

وتأتي هذه التطورات المتسارعة في السودان، بعد ساعات من الإعلان عن تقديم الولايات المتحدة مقترحات لحل الأزمة السياسية الراهنة، تعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن “عبد الفتاح البرهان”، بدراستها مع رئيس مجلس الوزراء “عبد الله حمدوك”.

قد يهمك: محاولة “انقلاب عسكري” في السودان

ماذا حدث في السودان؟

ويعيش السودان حالة من التوتر منذ الإعلان عن محاولة انقلاب فاشلة في سبتمبر/أيلول الماضي.

وبدأ على إثرها تراشق حاد بالاتهامات بين الطرفين العسكري والمدني اللذين يفترض تقاسمهما للسلطة بعد الإطاحة بالرئيس الساب، “عمر البشير” في 2019.

ومنذ 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يعتصم أنصار ما تعرف بقوى “الميثاق الوطني” أمام القصر الجمهوري بالخرطوم للمطالبة بحل حكومة “حمدوك” واستبدالها بحكومة كفاءات بينما يعارض ذلك المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير.

وقد تبادل الطرفان منذ ذلك الحين الاتهامات وتحميل المسؤوليات عن الأزمات الاقتصادية والمعيشية والسياسية في البلاد.

إلا أن حدة التصريحات المنتقدة كانت خفت خلال الأيام الماضية، لا سيما بعد أن طرح “حمدوك” مبادرة حل وحوار بين الأطراف المتنازعة، في محاولة منه لمنع السودان من الدخول في محاولة انقلاب جديدة.

اقرأ أيضاً: دولة “السودان” أخر البلدان تغلق أبوابها أمام السوريين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.