تشير الأنباء التي حصل عليها (الحل نت)، إلى أنّ المكالمة الهاتفية التي جمعت الرئيس السوري بشار الأسد، يوم الجمعة الفائت، مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، بدأت تترجم على الأرض، لا سيما وأنّ البلدين يجمعها ذات العدو في شمال سوريا (الإيغور).

استهلال الرئيس الصيني في مكالمته مع الأسد، كان للتأكيد على دعم بلاده لدمشق في حربها على ما سمّاه «الإرهاب ونضال السوريين في عن استقلال بلادهم ووحدتها».

الإيغور في مرمى الدرون

كشف نقيب في الفرقة (25) التابعة للجيش السوري، لـ(الحل نت)، عن تلقي وحدة الطيران المسير في الجيش السوري والتي يشرف عليها خبراء من إيران، أوامر بمراقبة مجموعات الحزب الإسلامي التركستاني (الإيغور) في شمال غربي سوريا.

وأوضح النقيب، والذي رفض الكشف عن اسمه لأسبابٍ أمنية، أنّ وحدة الطيران تلقت ثلاث برقيات من قيادة الجيش، كان فحواها مراقبة عناصر الحزب الإسلامية، ورصد مقرات وتحركات الحزب في منطقة جسر الشغور بريف إدلب، وجبال التركمان بريف اللاذقية.

أمّا فيما يخص البرقية الثالثة، فكانت تنص على استهداف القادة العسكريين في الحزب الإسلامي بشكل مباشر، فور ورود معلومات عنهم.

هل تلقى الأسد ثمن المعركة على الإيغور؟

ترجم المصدر العسكري، حديث الرئاسة السورية عن الرئيس الصيني على أنّه عربون للأسد مقابل استئصال الحزب الإسلامي من سوريا.

حيث شدد جين بينغ، على أن «بلاده مستعدة لتعزيز التعاون بين البلدين، وأن بلاده تدعم الجهود السورية لإعادة الإعمار والتنمية»،

وكان الباحث في الشؤون الآسيوية، إسلام المنسي، قد صرح لـ(الحل نت)، أن سوريا ستصبح عرضة للنزاع بين الصين وروسيا.

مضيفاً أن الأخيرة «تظن أنها أصبحت المالكة للثروات في البلاد»، وذلك بحق تدخلها في البلاد ودعمها العسكري لدمشق.

ويبدو أنّ الأسد، لم يجري حسابته حول الصراع الروسي الصيني في سوريا خلال المرحلة الحالية، إذ أنها ستزيد من تعقيدات الحل في سوريا.

اقرأ أيضاً: دور صيني مشبوه في سوريا.. مطامع اقتصادية مقابل استعصاء سياسي

من سيدعم التركستان في حربهم مع الأسد؟

في يوليو/تموز الماضي، حصل (الحل نت) على تسريبات عن إبلاغ مقاتلي «الإيغور» المتواجدين في إدلب برسائل مهمة من “الجولاني” قائد هيئة تحرير الشام.

وقالت المصادر آنذاك، إنّ الجهاز حمل رسائل تحذيرية لمقاتلي “الحزب الإسلامي التركستاني”.

وذلك بعد كشف (الحل نت) عن تقديم الصين لـدمشق مُعِدَّات عسكرية لشنِّ حملة عسكرية ضدهم في شمالي سوريا.

وذكرت المصادر، أنّ “الجولاني” أوعز لقيادة “التركستان” بتخفيف تواجدهم في شوارع المدن الرئيسية كإدلب وسرمدا والدانا.

وأشار إلى سحب كافة عوائلهم نحو المخيمات على الحدود السورية – التركية قرب بلدة حارم.

ويرى الخبير في شؤون التنظيمات الإسلامية، أحمد أبازيد، في حديثه لـ(الحل نت)، أن الحزب التركستاني تنظيم لا يخرج عن سياسة الهيئة، وقام بمساعدة الهيئة في حملتها الأخيرة بتأمين خروج الجهاديين من جبل التركمان، وليس من المرجح حصول صدام ضده في المدى القريب.

والحزب “الإسلامي التركستاني” هو منظمة في تركستان الشرقية غربي الصين، وسكانها يعتبرون أنفسهم جزءاً من القومية التركية.

ويبلغ تعداد مقاتليه في سوريا (عددهم 8 آلاف)، وهم من الصينيين الأيغور المنحدرين من إقليم “شينجيانغ” الصيني.

وقَدِم “الإيغور” إلى سوريا أواخر 2013، ليستقرُّوا في جبال الساحل والريف الغربي لإدلب، ضمن مناطق حدودية مع تركيا.

وبدأ توافدهم إلى الأراضي السورية يزداد مع بداية عام 2014، واستمر تدفقهم برفقة عوائلهم طيلة هذا العام.

قد يهمك: الحزب التركستاني وتحرير الشام.. صراع وجود أم مصالح حلفاء؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.