“هروب عناصر جهادية إلى تركيا”.. خفايا معركة “الشيشاني” مع “تحرير الشام”

“هروب عناصر جهادية إلى تركيا”.. خفايا معركة “الشيشاني” مع “تحرير الشام”

خلال الأشهر الثلاث الماضية، طلبت هيئة تحرير الشام من فصيلي “جند الله” و”جنود الشام” بقيادة أبو مسلم الشيشاني إخلاء مواقعهم وتسليم أسلحتهم لها.

وفي الـ26 من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، استطاعت الهيئة إنهاء وجود الفصيلين؛ ولكن خفايا المعركة ومخرجاتها لم يعلن عنها حتى اللحظة.

كيف كانت المعركة؟

بدأت “تحرير الشام” عمليتها العسكرية في المنطقة، بإرسال طائرات استطلاع صغيرة لرصد مواقع فصيلي “جند الله” و”جنود الشام”، وإنشاء حواجز أمنية مهمتمها اعتقال أي عنصر من الفصيلين.

وقال القيادي السابق في الهيئة، أبو عبد الله التلاوي”، لـ(الحل نت)، أنّ اقتتال فصيل “الشيشاني” و”أبي فاطمة التركي” كان مستميتاً، وفق وصفه.

وأوضح التلاوي، أنّ عدد قتلى “تحرير الشام” تجاوز 20 مقاتلا، فيما سُجل 30 قتيلاً للفصائل الأخرى.

وكشف التلاوي، لـ(الحل نت)، أنّ قرار إنهاء الفصيلين اللذين ساعدا الهيئة في قتالها ضد فصائل المعارضة العسكرية سابقاً، اتخذ من مجلس شورى الهيئة بعد إيعاز تركي.

مضيفاً، أنّ روسيا هددت باقتحام المنطقة حال لم يتم تنفيذ مطالبها بإنهاء الرموز الأجنبية المتطرفة في إدلب.

اقرأ أيضا:

“الشيشاني” في دورة شرعية

وبيّن التلاوي، لـ(الحل نت)، أنّ فصيل “أبي فاطمة التركي”، تم حله بالكامل وانتقل أفراده إلى تركيا عبر ممرات التهريب، مقدراً عددهم بـ35 عنصر.

وكشف التلاوي، أنّ أبرز قتلى “جنود الله”، هو أبو حذيفة الأذري، الذراع الأيمين للشيشاني والذي كان مصراً على قتال الهيئة.

أمّا حول مصير الشيشاني، فقال “التلاوي”، أنّ الأول انضم مع بقية عناصره إلى فصيل الحزب الإسلامي التركستاني “الإيغور”.

ويخضع في الوقت الحالي لدورة شرعية لإعادة دمجه ضمن الفصيل بفكر جديد، مختلف عن الفكر الذي كان يحمله وهو أقرب لفكر تنظيم “داعش”.

وكانت “تحرير الشام” أحكمت سيطرتها على مواقع فصيل “جنود الشام” ومواقعهم العسكرية في منطقة “اليمضية”.

وذلك بعد اشتباكات دامت لأيام تدخل على إثرها “الحزب التركستاني الإسلامي”، كوسيط بين الطرفين لحل الخلاف.

قدي يهمك:

ترتيب إدلب حسب الرؤية الروسية

تدل المؤشرات إلى تحركات تحرير الشام ضد الجماعات الجهادية، هو تنفيذ الهيئة للاتفاق الروسي التركي في إدلب، والذي كان ينص على تفريغ منطقة خفض التصعيد من الجماعات الإرهابية وفق نص البيان.

فمنذ العام 2019، باتت المحافظة ومناطق محاذية محدودة من محافظات حماة وحلب واللاذقية تحت السيطرة الفعلية لهيئة تحرير الشام.

وذلك قبل أن تتقدم قوات النظام في جنوبها تدريجياً بعد عمليات عسكرية كان آخرها في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019.

ولم يتبق أمام الهيئة سوى القليل لتحقيق رؤيتها في السيطرة التامة عسكرياً على المنطقة، خصوصاً مع وجود “أنصار الإسلام”، و”شام الإسلام”.

ولا تشكل الجماعتين خطراً على تحرير الشام، فهما مرتبطان بتفاهمات مع قيادة الهيئة، ولكن على المدى البعيد يمكن أنّ تكون النهاية مطابقة لما حدث مع “الشيشاني”.

وحول الحزب التركستاني، أوضح الخبير في شؤون التنظيمات الإسلامية، أحمد أبازيد، أن الإيغور تنظيم لا يخرج عن سياسة الهيئة.

وقام بمساعدة الهيئة في حملتها الأخيرة بتأمين خروج الجهاديين من جبل التركمان، وليس من المرجح حصول صدام ضده في المدى القريب.

اقرأ المزيد:

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.