في الوقت الذي تحاول روسيا والحكومة السورية الترويج لعودة اللاجئين السوريين إلى سوريا، وتجري العديد من الاجتماعات والمؤتمرات، تكرر الولايات المتحدة الأمريكية موقفها الرافض لعودتهم في ظل الظروف الحالية.

إذ قالت  السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، أن سوريا حالياً بيئة غير مناسبة لعودة  اللاجئين.

وأكدت غرينفيلد، أن عودة أي لاجئ يجب أن تكون آمنة وطوعية وكريمة، وذلك خلال زيارتها إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن في 19 تشرين الثاني/نوفمبر.

وأضافت في تصريحات صحفية، أنه “لا جدال في أن البيئة الحالية في سوريا ليست مواتية للعودة”، مشيرة إلى أن ما سمعته من اللاجئين يفيد بأنهم غير مستعدين للعودة وأنهم مازالوا خائفين من الأوضاع في سوريا.

ودعت غرينفيلد المجتمع الدولي أن يكون يقظاً في ضمان عودة اللاجئين بشكل طوعي بما يحفظ أمنه وكرامته.

كما قال المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا جويل ريبورن، بأنه لا توجد عودة إلى سوريا ما قبل 2011، موضحاً أن “الملف السوري يبقى مهما بحد ذاته ولا يمكن تجاهله”، وأن الأزمة السورية ستبقى مهمة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي، لأن الحل لم يحصل بعد والأمر سيستمر طويلاً. 

ولفت ريبورن، إلى أن التجارب السياسية لبعض الدول في المرحلة الحالية، ربما ستكون مخيبة للآمال بالنسبة لسوريا.

وفيما يتعلق بأعداد اللاجئين السوريين في الأردن، قالت غرينفيلد، “بعد عشر سنوات من الحرب، نعلم أن استضافة مئات الآلاف من اللاجئين ليس بالمهمة السهلة، لكن علينا أن نتذكر كل يوم أنهم أناس حقيقيون، أمهات وآباء وأطفال وأسر ويحتاجون إلى دعمنا”.

خطط سورية روسية من أجل عودة اللاجئين

استقبل رئيس الحكومة السورية بشار الأسد في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر وفدًا روسيًا برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دمشق، ألكسندر لافرنتييف.

ونشرت صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية الرسمية في فيسبوك، أن هذه اللقاءات من أجل مشاركة الوفد الروسي في أعمال الاجتماع الدوري المشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية، حول عودة اللاجئين والمهجرين المنعقد في دمشق.

وبحسب قول لافرنتييف، إن هذه اللقاءات تركز على تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم الأصلية، وتبحث التحديات التي تواجه الطرفين من أجل تأمين الظروف الملائمة لتلك العودة.

وتنشط روسيا في الآونة الأخيرة في موضوع اللاجئين، إذا دعمت العديد من الجلسات والنقاشات وعقدت مؤتمر “عودة اللاجئين السوريين”، وسط غياب للدول التي يتركز وجود اللاجئين السوريين فيها.

انتهاكات جسيمة بحق العائدين

كشفت منظمة العفو الدولية، في أيلول الماضي، انتهاكات وقعت بحق عدد من اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى مناطقهم الأصلية من لبنان والأردن وبلاد أخرى، إذ تعرضوا للاعتقال والاختفاء والتعذيب والاغتصاب على أيدي قوات تابعة للحكومة السورية.

وانتقدت منظمة العفو الدولية، من خلال تقرير وثقت من خلاله انتهاكات الحكومة السورية بحق العائدين، الدنمارك والسويد وتركيا على وجه التحديد، لتقييد الحماية والضغط على اللاجئين من سوريا للعودة إلى ديارهم، وكذلك لبنان والأردن.

وخلص تقرير أعدته منظمة  هيومن رايتس ووتش الصادر في 57 صفحة إلى أن سوريا ليست آمنة للعودة، وأنه من بين 65 شخصا من العائدين أو أفراد عائلاتهم التقت بهم منظمة، وثقت المنظمة 21 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي، و13 حالة تعذيب، وثلاث حالات اختطاف، وخمس حالات قتل خارج نطاق القضاء، و17 حالة اختفاء قسري، وحالة عنف جنسي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.