أظهرت إحصاءات وتقارير منظمات نسوية، صورة قاتمة لأحوال النساء في شمال وشرقي سوريا خاصة فيما يتعلق بتزايد حالات القتل والانتحار خلال العام 2021.

يأتي ذلك بالتزامن مع تذيل سوريا المرتبة الثانية عالميا، في قائمة العنف المنظم ضد المرأة وفق مؤشرات الأمن والسلامة لعام 2021.

قامشلي وكوباني

ويشهد الـ 25 من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام عادة نشاطات ومسيرات  للاحتفاء باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة و للتذكير بحقوق النساء في شمال وشرقي سوريا.

قد يهمك: “نساء تمنوا الموت”.. حالات عنف منزلي صادمة ضد السوريات

لكن إحصائية لمنظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة أظهرت ارتفاعا في حالات القتل والانتحار ضد المرأة في القامشلي وكوباني.

وأوردت الإحصائية 27 حالة قتل و16 حالة ضرب وإيذاء، و17 حالة انتحار و39 حالة طلاق في القامشلي مع 58 حالة ضرب وإيذاء و9 حالات انتحار في مدينة كوباني، شرقي حلب.

وارجعت الإدارية في منظمة “سارا”  كليستان عفدكي أبرز الأسباب إلى بغياب التوعية المجتمعية، والظروف الاقتصادية في ظل وباء كورونا.

 وأضافت لـ الحل نت، أن الحل يكمن في معالجة الأسباب الاقتصادية والمعيشية بالدرجة الأولى.

في السياق ذاته ارتفع عدد الدعاوى المتعلقة بقضايا العنف ضد المرأة في منطقتي الحسكة والقامشلي من 1450 إلى 1600 حالة خلال عام، وفق ناشطات نسويات.

وقالت بهية مراد، الإدارية في دار المرأة بمدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، الخميس، ، إن هذه القضايا شملت خلافات زوجية ودعاوى في الميراث وقضايا تعدد الزوجات والطلاق.

وأضافت مراد في تصريح صوتي لـ الحل نت، أنه تم حل 634 حالة فيما لا تزال هناك 569 قيد النظر، بينما تم تحويل 317 إلى المحاكم.

وأشارت الناشطة إلى أن تفاوت درجة الثقافة واختلاف الأعمار بين الزوجين والزواج المبكر من أبرز الأسباب التي تهدد الحياة الزوجية.

اقرأ أيضا: لا يوجد جرم اسمه “الاغتصاب الزوجي” في القانون السوري

أسباب متعددة

 وسنت الإدارة الذاتية قانونا خاصا بالمرأة منذ العام 2014، لاقى قبولا واسعا من جانب منظمات نسوية، باعتباره قانونا ينصف المرأة في كثير من الجوانب.

 كما توصي قوانين الإدارة الذاتية بأن تقسم الوظائف في جميع مؤسساتها بنسبة تتراوح بين 40 إلى 60% بين الجنسين. فضلا عن تأسيس دور لحماية المعنفات.

ورغم ذلك تكشف التقارير السنوية وجود ارتفاع لحالات العنف ضد المرأة في شمال وشرق سوريا.

وكان مجلس عدالة المرأة” في #الإدارة_الذاتية، قد كشف أواخر يونيو/ حزيران 2020 عن وقوع 31 حالة بين قتل وانتحار، بسبب العنف ضد المرأة في مناطق شمال شرقي #سوريا، أثناء فترة الحظر الصحي، الذي فُرض على المنطقة كإجراء لمنع انتشار فايروس #كورونا.

وفي تقرير عن الانتهاكات المرتكبة بحق النساء في مناطق شمال وشرقي سوريا بما فيها منطقة نبع السلام، ارجع منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة الأسباب إلى أسباب اجتماعية تتعلق بالمعتقدات واستغلال الدين والعرف والعادات البالية.

وأوردت من الأسباب التمييز وعدم مساواة و أسباب اقتصادية تتعلق بتدهور الأوضاع وأسباب نفسية تتعلق بالإحباط وأخرى تربوية تتعلق بالأمية وانخفاض المستوى التعليمي، وأخيرا أسباب أمنية تتعلق بفقدان الأمن والاستقرار في مناطق النزاعات ما يجعل المرأة عرضة للعنف.

وبحسب التقرير، زادت معدلات حالات الانتحار شمال شرقي سوريا، حيث تم توثيق 16 حالة انتحار 6 منها دون سن الثامنة عشرة.

كما ذكر التقرير ثلاث حالات قتل واغتصاب في منطقة “نبع السلام”؛ حالتان في رأس العين-(سري كانيه) وحالة واحدة في تل أبيض-(كري سبي)، وفقاً للمنظمة.

للمزيد اضغط: لعام 2021.. سوريا من أسوء الدول عالمياً على المرأة

حلول ممكنة

وأوصى التقرير باللجوء إلى مجموعة حلول وقوانين تحمي المرأة من العنف وتضمن حقوقها، منها اللجوء إلى طرق بديلة للعنف، كالطلاق بدل القتل بداعي الشرف، وإنشاء مكتب قانوني خاص بدور المرأة لضمان حقوقها وتوجيهها قانونياً وتنشيط الإعلام لمعالجة قضايا الزواج القاصر وتوعية الرجل وتمكين المرأة اقتصادياً، بالإضافة لتوفير الدعم النفسي للمعنفات والبدء بحملات تطالب بوقف العنف ضد المرأة.

ويصادف الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة حيث تسعى الأمم المتحدة في هذا العام لإذكاء الوعي، عبر طرح موضوع هو «لوّن العالم برتقاليا: فلننهِ العنف ضد المرأة الآن». إذ اعتبرت أن اللون البرتقالي هو لون النساء لتمثيل مستقبل أكثر إشراقًا وخالٍ من العنف ضد النساء والفتيات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.