تتزامن التحذيرات الخليجية من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة لا سيما في سوريا، مع تبادل الزيارات بين بعض الحكومات العربية ومسؤولين في النظام الإيراني في طليعتها الحكومة الإماراتية، ما يطرح التساؤل حول ما تسعى إليه الإمارات في إطار الملف الإيراني بين المواجهة والتقارب، لا سيما وأن أبو ظبي كانت أول من انفتحت على دمشق.

تحذيرات أميركية

وتستعد الولايات المتحدة الأميركية إلى إطلاق تحذيرات للإمارات، بشأن مساهمتها المحتملة في مساعدة إيران على الالتفاف على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن على طهران.

وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة رويترز الخميس أنّ: مسؤولا بوزارة الخزانة الأميركية سيزور الإمارات الأسبوع المقبل ويجري محادثات مع شركات بشأن عدم الامتثال للعقوبات الأميركية على إيران.

وأشار المتحدث إلى أن «مدير مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة أندريه جاكي من المقرر أن يصل إلى الإمارات يوم الاثنين، وسيحذر الشركات من أن الاستمرار في عدم الامتثال يعرضها للخطر».

بسبب سوريا.. سباق إيراني وإسرائيلي لتوطيد العلاقات مع دول عربية؟

أسباب تقارب الإمارات مع إيران

ويرى محللون أن الإمارات تسعى لفتح قنوات اتصال مع إيران مؤخراً، في إطار جهودها للحفاظ على أمنها الإقليمي، من جراء أي مواجهة عسكرية أو ديبلوماسية محتملة في المنطقة.

ويعتقد الباحث السياسي صدام الجاسر أن الإمارات أدركت مؤخراً وتحديداً بعد الانتخابات الأميركية أنها هي من تتحمل تبعات المواجهة مع إيران بحكم موقعها الجغرافي وبحكم علاقاتها مع الولايات المتحدة، ما قد يعرضها لأن تكون هدفاً لإيران.

سياسة صفر مشاكل

ويقول الجاسر في حديثه لـ”الحل نت”: «الإمارات حالياً لاتخاذ سياسة صفر مشاكل، ان كان مع المحيط الإقليمي القريب أو البعيد.. الانفتاح على إيران يقودها نحو اتخاذ نسبة معينة من الأمان في حال مواجهة بين إيران والولايات المتحدة أو إسرائيل».

ويضيف: «أي دولة تضع كل أوراقها السياسية في يد أميركا سوف تكون عرضة للبيع، أميركا لن تراعي مصالح حلفائها في المنطقة، أن اتجهت نحو مواجهة مع إيران سوف تكون هذه الدول مستهدفة من إيران إما بشكل مباشر أو عبر الأذرع الإيرانية المنتشرة في المنطقة، لذلك هذه الدول تضع شعرة معاوية بينها وبين إيران من أجل الحفاظ على أمنها الإقليمي والدولي في حال حدوث انتكاسة مع الولايات المتحدة الأميركية».

وتعليقاً على تحذيرات الولايات المتحدة من التقارب مع إيران يؤكد الباحث السياسي أن «الولايات المتحدة بالتأكيد لا ترغب بأن يكون هنالك انفتاح نحو إيران حالياً، تزامناً مع ملف التفاوض النووي، ما يمكن إيران ربما من إيجاد منافذ للالتفاف على العقوبات، إن كان عن طريق الإمارات أو عن طريق دول أخرى».

وتشهد العلاقات العربية الإيرانية منعطفاً جديداً، إذ تسعى الدول العربية عبر بوابة سوريا إلى مواجهة النفوذ الإيراني، عبر التطبيع مع الحكومة السورية والرئيس السوري بشار الأسد وبالتالي عودة دمشق إلى الساحة العربية بعد العزلة التي عاشتها لسنوات.

ويرى محللون أن عودة العلاقات بين الطرف السوري والدول العربية، ستؤثر بالتأكيد على الوجود الإيراني، الذي بدأ بالتخوف على مصالحه في الأراضي السورية.

في المقابل تحاول بعض الدول العربية المحافظة على كفة الميزان متوازنة، للحفاظ على أمنها الإقليمي بالدرجة الأولى، وذلك عبر الحفاظ على علاقاتها مع كافة دول المنطقة بشكل يضمن أمنها على الصعيد الإقليمي والدولي.

اقرأ أيضاً: كيف سيبرر العرب عودة دمشق إلى جامعتهم؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.