أعلنت روسيا بعد 6 سنوات من تدخلها العسكري والسياسي في سوريا، عن حجم الأموال اللازمة لإنعاش الاقتصاد السوري. وهذا التصريح يدل على عمق الكارثة التي لا تعترف بها الحكومة السورية ولا الدول الضامنة التي لا تدعم الحل السياسي المقترح من قبل المجتمع الدولي في جنيف. وهذا المؤشر دلالة واضحة على أن أزمة الشعب السوري عميقة ولا حلول لها في الأفق القريب.

800 مليار دولار!

خلال الجولة الـ17 لمؤتمر أستانا الذي ترعاه روسيا وإيران وتركيا، طالبت روسيا عبر مبعوثها بأكبر مبلغ مالي خلال العشر سنوات من الأزمة السورية من أجل إنعاش الاقتصاد في دمشق.

وخلال الجولة التي عقدت، أمس الثلاثاء، قال مبعوث الرئيس الروسية إلى سوريا ألكسندر لافرتنييف، إن حجم الأموال اللازمة لإنعاش الوضع الاقتصادي والاجتماعي في سوريا يتراوح بين 600-800 مليار دولار.

وكشف لافرتنييف، عن استنفاد الحكومة السورية لكافة مواردها المالية، مؤكدا على أن النهضة التي تصرح بها الحكومة لن تحدث في الوقت الحالي  دون مساعدة فعالة من المجتمع الدولي.

حديث لافرتنييف، في هذا الوقت وبعد إقرار سوريا لميزانية يغطي العجز أغلبها، وصفها ناشطون محليون على أنّه إقرار روسي بقرب انتهاء دعمها للأسد الذي استنفذ خزائن الدولتين الروسية والإيرانية.

اقرأ أيضا: مسار أستانا الروسي حول سوريا: متى يعلن عن فشله؟

السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تحدث إذا حصلت روسيا على هذه الأموال

يعتبر المبلغ الذي تحدث به المبعوث الروسي، الأعلى منذ بدء الاحتجاجات في سوريا عام 2011، فأغلب الأرقام التي حصدها مانحو سوريا في مؤتمراتهم الداعمة للشعب السوري لم تتخط 6 مليارات دولار.

وحذر عضو اللجنة الاقتصادية الداخلية في دمشق، وضاح المصري، من حصول روسيا على هذه الأموال. وقال في حديث لـ”الحل نت”، إن المبلغ المذكور قد تكون العواقب وخيمة. لذا  من المهم أن نعرف السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تحدث.

وأشار المصري، إلى أنّه إذا لم تحصل روسيا على المال، ستقع في الديون بالتقصير في الوفاء بالتزاماتها. في هذه الحالة، ستفقد روسيا مكانتها وقدرتها بالتدخل في الشأن السوري الذي استنزف مواردها العسكرية وحتى الغذائية.

وأوضح المصري، أن موسكو قد تجد نفسها في أزمة اقتصادية. ما يترتب رفع يدها عن الحكومة السورية وتركها تعاني بعد 6 سنوات من الدعم المستمر دون الحصول على نتائج مرجوة.

وكشف المصري، أنّ السيناريو الروسي يهدف إلى حصول موسكو على المال من أجل سداد ديونها بسهولة. هذا يعني أن كل ذلك سيؤدي إلى زيادة مكانة بوتين داخل سوريا وفرض حلوله على المجتمع الدولي. بالإضافة إلى زيادة شعبيته بين الروس في جميع أنحاء العالم.

اقرأ المزيد: حوالي ربع مليون ليرة.. ارتفاع سعر سلة المساعدات الغذائية للسوريين

6 سنوات على التدخل الروسي في سوريا.. ماذا تحقق؟

بدء تدخل روسيا في عام 2015، بدأت موسكو بزج جنودها وعتادها العسكري، الأمر الذي شكل تحولا في مسار الحرب داخل سوريا. استطاعت روسيا بترسانتها العسكرية بزيادة مساحة سيطرة الحكومة السورية من 21بالمئة من مساحة البلاد لنحو 70بالمئة حاليا.

زجت روسيا منذ 6 سنوات حوالي 60 ألف جندي، وما يقارب 26 ألف ضابط. متسببة بمقتل أكثر من 133 ألف شخص حسب ما تسير إليه البيانات الرسمية للكرملين.

أما على الصعيد السياسي، حرفت موسكو ضفة المركب السوري نحو مسارات جديدة مدعية بذلك حرصها على الحل في سوريا. وأبرز هذه المسارات هي أستانا وسوتشي، إذ هدفت هذه المسارات للحيلولة دون سقوط الرئيس السوري، بشار الأسد.

وخلال هذه المدة، حققت روسيا مكاسب جمّة، من خلال توسيع نفوذها العسكري داخل البلاد، عبر السيطرة لمدة 50 عام على قاعدة حميميم الجوية، و24 تمركزا عسكريا، وحوالي 42 نقطة مراقبة.

وبحسب تقرير للمعهد البريطاني للدفاع “أي.إتش.إس جينز”، فإن موسكو أنفقت ما بين 2.3 مليون دولار و4 ملايين دولار يوميا على عملياتها العسكرية في سوريا.

وكشف حزب “يابلوكو” الروسي المعارض، في ديسمبر/كانون الأول 2014، أن تكاليف الحملة العسكرية الروسية في سوريا بلغت خلال عامين نحو 2.4 مليار دولار، أي ما يعادل قرابة 3.4 ملايين دولار يومياً.

واعتماداً على أحدث إحصائية، فإن روسيا أنفقت على عملياتها العسكرية في سوريا، خلال 30 شهرا، نحو 3.06 مليارات دولار، أي ما يعادل 0.2 % من حجم الناتج المحلي الروسي.

قد يهمك: “تدهور مستمر”.. الليرات التركية والسورية واللبنانية تتراجع أمام الدولار خلال يوم واحد

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.