تفشي الانتحار في العراق.. الحلول موجودة فأين الخلل؟

تفشي الانتحار في العراق.. الحلول موجودة فأين الخلل؟

تزداد حالات الانتحار في العراق بشكل لافت في كل عام، بل في كل يوم. زيادة أسبابها متعددة وواقعية، لكن حلولها على وجودها، فهي معدومة على الأرض بالمجمل.

حصيلة هذا العام، بلغت 772 حالة انتحار في العراق، وفق تصربح لوزارة الداخلية العراقية، أول أمس السبت، وهي أكثر من عام 2020 بنحو 100 حالة.

يرى الباحث النفسي، ناهض الحجامي، أن الطبيعي في بلد مثل العراق، هو ازدياد حالات الانتحار، وخاصة بين الشباب الضائع في دولة لا تمسك به، بحسبه.

ضغوط نفسية وراء الانتحار؟

سوء الوضع الاقتصادي، وانتشار الفقر والبطالة، والظروف السياسية، واليأس والإحباط، وانتشار المخدرات، والتفكك الأسري، كلها أسباب تؤدي للانتحار، وفق الحجامي.

ويوضح الحجامي لـ “الحل نت”، أن الضغوط النفسية هي أول الأسباب التي تدفع بالبشر إلى الانتحار، لا مجرد التفكير فيه، وفي العراق أكثر المشاكل هي نفسية لدى الشباب.

وبينت وزارة الداخلية، أن الفئة العمرية بين 20 و30 عاما شهدت ثاني أعلى نسبة انتحار، فقد بلغت زهاء 33 بالمئة، بينما كانت النسبة الأعلى للفئة العمرية التي هي أقل من 20 عاما، فقد بلغت 36 بالمئة.

يأس يدفع إلى الانتحار

ويكمل الحجامي، أن الضغوط النفسية تعيدنا للوضع الاقتصادي الذي يعاني منه الشباب بعد التخرج. فلا فرص عنل متوفرة لهم، ولا وسائل ترفيه موجودة تنسبهم همومهم.

كذلك، الفشل في تحقيق الطموح الدراسي، بتحقيق أعلى الدرجات للفئة العمرية أقل من 20 عاما في تجاوز امتحانات الثانوية ودخول كليات طبية وهندسية، تدفع بالعديد من الطلبة للانتحار، على حد تعبير الحجامي.

للقراءة أو الاستماع: في ديالى العراقية.. ضحايا الانتحار أكثر ممن يسقطون برصاص “الإرهاب”

ويردف أن، الكثير من الشباب يعيش بيأس من الحياة، واليأس يدفعهم نحو الإدمان على المخدرات، وتجار المخدرات يطلبون مع مرور الوقت أسعارا مرتفعة من أجل تزويدها للمتعاطين، وهم لا يملكون المال أصلا، ولذلك يندفعون نحو الانتحار لاحقا.

كيفية المعالجة

وعن معالجة القضية، يقول الخبير النفسي، إن الحلول كثيرة، لكن الحكومة لا تتحرك للمعالجة، ومع هذا الخمول الحكومي، فإن الظاهرة ستستمر بالازدياد مع كل يوم.

أبرز الحلول تتمثل بتفعيل القطاع الخاص، وتشغيل الشباب فيه، وإن تعذر ذلك، فهناك نقطة أخرى، تتمثل بإحالة كبار السن من الموظفين نحو التقاعد، وتعيين الشباب بدلا عنهم.

وهذه النقطة لا غلط ولا لبس فيها، وفق الحجامي؛ لأن هذا الشباب ابن التكنولوجيا، والعمل المكتبي اليوم يحتاج إلى السرعة في التنفيذ، وكبار السن من الموظفين، معظمهم لا يجيدون التكنولوجيا، بحسب قوله.

للقراءة أو الاستماع: الداخلية: الابتزاز الإلكتروني ازدادَ بالعـراق وتسبّب بارتفاع حالات الانتحار!

ويرى ناهض الحجامي، ضرورة اهتمام وزارة الشباب والرياضة والثقافة والوزارات الأخرى المعنية بالشباب وتأسيس نوادي ثقافية واجتماعية ترعاهم وتحتضنهم وتحسيهم بأهميتهم وقيمتهم كبشر، لتحجيم ظاهرة الانتحار.

لا رؤية مستقبلية

لكن جل تلك الوزارات، لا تملك أي خطط بل لا تفكر باحتواء الشباب من الأساس، وذلك سببه غياب الرؤية المستقبلية من المسؤولين بأن الشباب هم من سيقودون الدولة، واللا مبالاة تلك ستؤدي لنتائج لا تحمد عقباها في السنوات القليلة المقبلة، بحسب الحجامي.

يجدر بالذكر، أن العراق حل في عام 2018، في المرتبة الرابعة بين دول العالم، في تفشي “المشاعر السلبية”، التي قد تقود إلى الانتحار، وفقاً لمؤشرات دولية، حسب تقرير سابق لصحيفة “العرب” اللندنية.

وتعود بداية ارتفاع حالات الانتحار في العراق إلى التسعينيات، فقد بدأت وقتئذ بالانتشار نتيجة الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضا على العراق، بعد اجتياح رئيس النظام السابق، صدام حسين لدولة الكويت.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.