لحقت مملكة البحرين ركب دول خليجية أخرى في استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة السورية من خلال تعيين سفير فوق العادة لها في دمشق، بعد قطعها نحو عشر سنوات على خلفية الحراك الشعبي التي تعرض للقمع من قبل الحكومة.

إذ أعلنت مملكة البحرين الخميس في 30 كانون الأول/ديسمبر 2021، أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة أصدر مرسوما قضى بتعيين “السفير وحيد مبارك سيار رئيسا للبعثة الدبلوماسية لمملكة البحرين لدى الجمهورية العربية السورية بلقب سفير فوق العادة مفوض”، وفق وكالة “أنباء البحرين”.

فتح سفارة البحرين في دمشق .. مصالح أمنية 

الكاتب والمحلل السياسي حسن النيفي، قال لـ “الحل نت”، إن مجمل الانعطافات التي أبدتها بعض الدول الخليجية (الإمارات- البحرين) تجاه دمشق، هي مراعاة لمصالحها الأمنية حصرا.

لاسيما في ظل تفاقم الخطر الإيراني على المنطقة، وهشاشة موقف إدارة بايدن من إيران، باتت ترى بعض دول الخليج أن الأسلوب الأمثل لتحاشي خطر إيران هو التقارب مع الأسد، بحسب قول النيفي.

كما يعتقد النيفي، أن هذه استراتيجية مؤقتة ولن تصمد طويلا أمام نزوع إيران التوسعي والعدواني.

وأوضح المحلل السياسي، “إن هذه الخطوات الخليجية تجاه الأسد لا يمكن أن تنقذ الأسد من أزمته، سواء اقتصاديا أو سياسيا، ذلك بسبب العقوبات الأمريكية”، وتابع، إن هذه الخطوات من شأنها أن تقدم  دعما معنويا للرئيس السوري أمام حاضنته ومواليه فقط.

ومن وجهة نظر النيفي، فإن الموقف الخليجي محكوم بموقف السعودية ذات الثقل، وخاصة بعد المصالحة القطرية السعودية. إذ لا يمكن الحديث عن موقف خليجي منحاز كليا للأسد. مضيفاً، “كما يمكن الذهاب إلى أن ثمة إرهاصات توحي بموقف أكثر حزما تجاه الأسد بعد الموقف الواضح لمبعوث السعودية في مجلس الأمن الأسبوع الماضي.”

اقرأ أيضاً: عودة دمشق للجامعة العربية: مكسب سياسي للأسد أم مجرد نوايا عربية محدودة التأثير؟

دول خليجية طبعت مع الحكومة السورية

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، زار وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان دمشق. والتقى الرئيس السوري بشار الأسد. وتعتبر هذه الزيارة الأولى لمسؤول إماراتي رفيع منذ قطع دول خليجية عدة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق.

وفي نهاية العام 2018، استأنفت الإمارات العمل في سفارتها لدى دمشق مع بدء مؤشرات انفتاح خليجي. وعينت سلطنة عمان سفيرا في دمشق عام 2020، وكانت الإمارات ممثلة بقائم أعمال.

التطبيع مع الحكومة السورية

اتخذت الدول العربية موقفا واضحا مع بداية الحراك الشعبي في سوريا، وقيام الحكومة بقمع المتظاهرين بطريقة وحشية. أدت إلى نزوح ولجوء الملايين واعتقال الآلاف من السوريين وقصف وتدمير محافظات ومدن بأكملها.

ولكن الآن، تسعى الجامعة العربية إلى إعادة تفعيل مقعد سوريا في الجامعة. رغم تمسك السعودية وقطر برفضهما عودة دمشق إلى الجامعة، على اعتبار أن أسباب تعليق المقعد السوري لا تزال قائمة حتى الآن.

ومن جانبه، قال محمد صالح بن عيسى، الأمين العام المساعد في جامعة الدول العربية، رئيس مركز تونس، في 6 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، إن “الجامعة تساند بقوة عودة مقعد سوريا مرة أخرى في القمة العربية المقبلة التي ستنعقد بالجزائر، في آذار 2022″.

كما أضاف بن عيسى، أن الجامعة العربية بذلت جهداً كبيراً من أجل تسهيل عودة سوريا إلى العائلة العربية، وفق ما نقلته وكالة أنباء مصرية.

وصرح بن عيسى، أن عدداً من الدول العربية تعمل لإعادة الحكومة السورية إلى الجامعة العربية. وفي مقدمتها مصر والعراق وتونس والجزائر.

للقراءة أو الاستماع: كيف سيبرر العرب عودة دمشق إلى جامعتهم؟

جهود عربية لإعادة دمج دمشق 

وقال تقرير لصحيفة “ذا ناشيونال” أن الدول الإقليمية التي تسعى لإعادة التواصل مع حكومة دمشق، تعمل لإيجاد آلية وإجماع لإعادة دمشق إلى جامعة الدول العربية.

ونقلت الصحيفة عن عدد من الدبلوماسيين العرب، قولهم أن “خطوة طرد النظام من الجامعة العربية كانت خطأ”.

كما صرح مسؤول في جامعة الدول العربية للصحيفة، بخصوص عودة دمشق إلى الجامعة. وقال: “قد يستغرق ذلك وقتًا، وقد لا يتم مع حلول موعد قمة الجزائر في آذار عام 2022”.

وألمح المسؤول في الجامعة، إلى أنه يتم التعامل مع مسألة إعادة قبول سوريا الآن خلف أبواب مغلقة.

وشهدت الفترة الأخيرة تصريحات عربية باتجاه إعادة العلاقات مع حكومة دمشق، ولاسيما فيما يتعلق بعودة سوريا إلى الجامعة العربية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.