هوشيار زيباري وبرهم صالح قريبان من قصر السلام.. من الأوفر حظا؟

هوشيار زيباري وبرهم صالح قريبان من قصر السلام.. من الأوفر حظا؟

المنافسة باتت ثنائية بين هوشيار زيباري وبرهم صالح نحو منصب رئاسة الجمهورية العراقية، فمن سيحظى بالمنصب من الشخصيتين العتيقتين في السياسة العراقية؟

كان زيباري وصالح يمثلان “الحزب الديمقراطي” و”الاتحاد الوطني” في مؤتمرات المعارضة السياسية لنظام صدام حسين في لندن وبيروت ودمشق بحقبة التسعينيات، واليوم يتنافسان على المنصب الذي كان يرأسه حسين لعقدين ونصف.

لم يكن يتصور زيباري ولا صالح إن الحكم في العراق الذي يسعيان لترسيخه مع شركائهم الشيعة إبان المعارضة بعد أن تتم الإطاحة بنظام صدام، سيصبح مثل لبنان.

ولكن الظروف حكمت بأن تتم “لبنَنَة” العراق، فيتم تقاسم الرئاسات الثلاث وفق المكونات، كما هو معمول في لبنان، وفي العراق فإن رئاسة الجمهورية من حصة الكرد.

وعادة ما يتفق “الديمقراطي” مع “الوطني” على ترشيح شخصية واحدة لمنصب رئاسة الجمهورية، ويتم التصويت عليها في البرلمان العراقي لنيل الثقة.

هل بات المنصب محسوما؟

لكن الوضع تغير في آخر مرة بعد انتخابات 2018، إذ دخل الحزبان بمرشح من كل حزب، وغابت الاتفاقات، وفاز حينها مرشح “الاتحاد الوطني” برهم صالح على مرشح “الديمقراطي” فؤاد حسين.

للقراءة أو الاستماع: 3 أسماء لرئاسة جمهورية العراق: من الأرجح؟

ذات الأمر تكرر اليوم، فبالأمس رشح زيباري عن “الديمقراطي” نفسه رسميا لرئاسة الجمهورية، بينما رشح صالح اليوم نفسه سعيا للتجديد له لولاية ثانية بمنصب الرئاسة.

ومنذ عراق ما بعد 2003، يحكم “الاتحاد الوطني” قبضته على منصب رئاسة الجمهورية، فهل سيتكرر الأمر ذاته هذه المرة أم ليس في كل مرة تسلم الجرة؟

يقول المحلل السياسي علاء مصطفى، إن الأمور تتجه نحو خسارة “الاتحاد الوطني” للمنصب هذه المرة، وأن زيباري هو الأقرب بنسبة 80 بالمئة.

ويضيف مصطفى في حديث مع “الحل نت” أن، الواقع السياسي يشير إلى تحالف “الديمقراطي” مع مقتدى الصدر ومع السنة، وهذا التحالف يمثل الأغلبية، بالتالي فإن التصويت سيكون محسوما لصالح زيباري.

للقراءة أو الاستماع: صراع “الوطني” و”الديمقراطي”: من يدخل “قصر السلام” ببغداد؟

ويردف مصطفى، أن فشل الفريق التفاوضي الكردي بعد أن توحد الحزبان للذهاب بصف واحد لجلسة البرلمان الأولى الأحد الماضي، وانسحاب “الوطني” من الجلسة، أنهى حظوظه بمنصب الرئاسة.

حالة واحدة أمام صالح

وعقدت الجلسة الأولى للبرلمان العراقي، الأحد المنصرم، وانتخب محمد الحلبوسي رئيسا للبرلمان، عبر تصويت كتلة مقتدى الصدر و”الحزب الديمقراطي” والسنة له.

وشهدت الجلسة انسحاب قوى “الإطار التنسيقي” الموالية لإيران منها قبل التصويت على رئيس للبرلمان، والتحق “الاتحاد الوطني” بـ “الإطار” بشكل مفاجئ.

ويبين علاء مصطفى، أن ذلك الانسحاب وضع “الوطني” بخانة “الإطار” الخاسر في الانتخابات، في وقت يسعى الصدر لإقصاء “الإطار” وكل من معه من أي امتياز في الحكومة المقبلة.

للقراءة أو الاستماع: اليكتي والبارتي ورئاسة جمهورية العراق.. إزاحة أم ثبات؟

وبذلك فإن “الاتحاد الوطني”، حسب مصطفى، بات بعيدا عن منصب رئاسة الجمهورية، إلا بحالة واحدة، وهي تنازل “الديمقراطي” عن المنصب لصالح “الاتحاد الوطني”، وذلك صعب لكن ليس بالمستحيل.

وأعلن البرلمان العراقي، الاثنين المنصرم، فتح بات الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية لمدة 15 يوما من تاريخ فتح باب التقديم للترشيح، أي إلى يوم 25 كانون الثاني/ يناير الجاري.

وسيكون انتخاب رئيس الجمهورية بموعد أقصاه نهاية يوم 8 شباط/ فبراير المقبل، تطبيقا للمادة (72/ ثانياً/ ب) من الدستور العراقي، حسب بيان للبرلمان العراقي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.