الصدر يستقبل قاآني: فشل إيراني جديد؟

الصدر يستقبل قاآني: فشل إيراني جديد؟

استقبل مقتدى الصدر، قائد “فيلق القدس” الإيراني اسماعيل قاآني في الحنانة بالنجف مجددا، ورفض مرة أخرى مسعى طهران، فما سر ثباته وعدم رضوخه هذه المرة أيضا؟

للمرة الثانية بغضون 3 أسابيع يحط قاآني رحاله في بيت الصدر، سعيا لإقناع زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر بتشكيل حكومة توافقية يشرك فيها كل القوى الشيعية المنضوية في “الإطار التنسيقي” الموالي لها.

لكن هذا اللقاء، غير سلفه الذي كان سريا، إذ أعلن عنه مكتب الصدر ليلة البارحة، ثم نشر صورة للصدر وهو يرتدي “الكوفية” العراقية، وعُدّت أنها إشارة على تمسك الصدر بموقفه بتشكيل حكومة “أغلبية” وعدم الرضوخ لطهران.

عقب اللقاء، اكتفى الصدر بإصدار بيان بخط يده كرر فيه عبارته “لا شرقية ولا غربية، حكومة أغلبية وطنية”، في تأكيد على رفض الانصياع إلى رغبات طهران أو واشنطن فيما يتعلق بشكل الحكومة المقبلة.

عن كواليس اللقاء، يقول مصدر من داخل “التيار الصدري” لـ “الحل نت”، إن الصدر رفض في لقائه مع قاآني بشكل قاطع أي حديث عن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.

امتداد لنهج والده

الصدر أبلغ قاآني أن تشكيل الحكومة شأن عراقي داخلي، ودعا إيران دعم العراق كدولة من دون التدخل بتفاصيله الداخلية، وأكد رفضه كل التدخلات الخارجية بهذا الاتجاه، حسب المصدر.

للقراءة أو الاستماع: بالتفاصيل: جولة فاشلة لقاآني بالعراق.. الصدر يكبح إيران

في هذا السياق، يفسر الباحث السياسي غالب الدعمي، إصرار الصدر على عدم القبول بما تريده طهران؛ لأن زعيم “التيار الصدري” يدرك أن هذه هي الفرصة الأبرز لكبح جماح إيران، والفرصة الأخيرة لتشكيل حكومة أغلبية لا توافقية.

يضيف الدعمي لـ “الحل نت”، أن زعيم “الكتلة الصدرية” جزع من الحكومات التوافقية، خاصة وأنها أثبتت فشلها على امتداد كل الحكومات المتعاقبة، لذا اختار الأغلبية “ولن يتراجع عنها”، على حد تعبيره.

أما عن رفض طلبات إيران، ودعوته لها بعدم التدخل بشأن العراق، فيقول إن ذلك امتداد لمسيرة عائلة الصدر متمثلة بوالده المرجع الديني الراحل محمد صادق الصدر، الذي كانت “تكرهه” إيران لصراحته.

للقراءة أو الاستماع: قاآني في أربيل.. إيران ضعيفة أمام الصدر

مقتدى الصدر هو الآخر يسير على درب والده برفض أي تدخل إيراني، ويرحب بها كدولة جارة فقط، الأمر الذي يجعل طهران تواجه صعوبة كبيرة في التعامل معه، يردف الدعمي.

ويختتم أنه، مع كل الجفاء الذي يظهره الصدر لطهران، إلا أن الأخيرة لا تريد قطع أواصر التواصل معه؛ لأنها تدرك أن العراق المقبل سيكون تحت قيادته، وبعيدا عن أحزاب “الإطار التنسيقي” الموالية لها.

شرط الصدر لانضمام “الإطار”

وتريد إيران من الصدر إشراك قوى “الإطار التنسيقي” معه في الحكومة المقبلة، ويرحب الأخير بانضمام جميع قوى “الإطار” باستثناء “ائتلاف دولة القانون” بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وترفض قوى “الإطار” ترك المالكي وحده.

للقراءة أو الاستماع: قاآني في العراق لترميم “البيت الشيعي”: هل يتزحزح الصدر؟

ويسعى الصدر إلى تشكيل حكومة أغلبية من دون قوى “الإطار” أو معها من دون المالكي، وعزل الأخير سياسيا، ودفعه نحو المعارضة السياسية للحكومة المقبلة من داخل البرلمان العراقي.

وينحدر الصدر والمالكي من خلفيات سياسية إسلامية، إذ يتزعم الأول تيارا شعبيا شيعيا ورثه عن والده المرجع الديني محمد صادق الصدر، فيما يترأس الثاني “حزب الدعوة”، أقدم الأحزاب الشيعية العراقية.

وتنافس الصدر مع المالكي مرارا على تزعم المشهد السياسي الشيعي. إذ يمثل الأول الخزان التصويتي الأكبر على مستوى البلاد في أي عملية انتخابية.

للقراءة أو الاستماع: ما دوافع الصدر لعزل المالكي سياسيا؟

بينما يمثل المالكي، الأحزاب السياسية الشيعية التي صعدت بعد إطاحة نظام صدام حسين في ربيع 2003 إلى المشهد.

ومنذ 2011، توجد قطيعة سياسية وشخصية بين الصدر والمالكي عندما شن الأول حربا على ميليشيا “جيش المهدي” التابعة للصدر، لإنهاء انتشارها المسلح في الوسط والجنوب العراقي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.