رئيس وزراء العراق السابق يعلق على أحداث أوكرانيا: الغرب لن يهزم!

رئيس وزراء العراق السابق يعلق على أحداث أوكرانيا: الغرب لن يهزم!

علق رئيس وزراء العراق السابق، عادل عبد المهدي، اليوم السبت، على الاحداث الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى أنه في ظل تطورات الأحداث في شرق أوربا وشرق آسيا والشرق الأوسط، يتردد كثيرا قول القائد الفرنسي “نابليون نونابرت”: (الجغرافية مستبدة).

وكتب عبد المهدي في تدوينة على منصته الشخصية على موقع “فيسبوك” تابعها موقع “الحل نت” أنه “بعد التطورات الاخيرة في اوكرانيا وتايوان وفلسطين وافغانستان واليمن وسوريا والعراق ولبنان وكازاخستان، وكورونا والبيئة والنووي الايراني والصواريخ والطائرات المسيىّرة والاقتصاد وعشرات الامثلة الاخرى، يتردد كثيراً قول نابليون (الجغرافية مستبدة)، بمعنى انها تخضعك لاحكامها”.
 
هتلر لم يتعلم الدرس

واكتوى “نابليون بنار الجغرافية الروسية وثلوجها (1812)، ولم يتعلم هتلر درس الجغرافية من سلفه، فكانت هزيمته في ستالينغراد سبباً رئيسياً لبداية خسارة الحرب (1943) فلم تنفعهما كل ما امتلكاه من قوة وعلم”، كما يقول عبد المهدي ويضيف أن”الجغرافية بمفردها لا تفسر لنا مسارات الامم، فبجانب الجغرافية وعواملها الطبيعية، لابد ان نضيف التاريخ وما يختزنه من حقوق واصول وحضارات وذاكرة شعوب”.
 
واستدرك أن “التاريخ لن ينفع معه تدمير ما على السطح، فما دامت الجذور متأصلة وسليمة فستفرض الحقائق نفسها مجدداً”، مردفا ان “التاريخ مستقبل مخزون، وان نضيف القوة، ومن عناصرها العلوم والذكاء وادواتها، والتي تسمح لقلة بالسيطرة على الكثرة ببساطتها وفطرتها”.
 
وتابع أنه “لهذا سنقول بثلاثي: (الجغرافية مستبدة، والتاريخ مستقبل، والعلم قوة). فالعلم (التفوق والتنظيم والاستكشافات والقوة والاقتدار) يفسر لنا كيف انتصرت اليابان او بريطانيا، وهي جزر صغيرة فقيرة في مواردها، ولا يقارن تاريخها بتاريخ الامم التي هزمتها، مثل الهند والامة الاسلامية والصين وغيرها”.

عامل القوة

ولفت إلى أن “هو ما يفسر ايضا كيف يمكن ان يستعمر المستوطنون اليهود القادمون من شتى بقاع الارض فلسطين، لتمسخ تاريخها (فلسطين) وتصادره لنفسها، وليؤسسوا لانفسهم (المستوطنون) وطناً وكياناً ونظام فصل عنصري على حساب غيرهم، بما في ذلك على حساب بقية اليهود”.
 
“تاريخ العالم منذ عصر الاستكشافات والاستعمار ونظام الهيمنة هو انتصار عامل القوة على عوامل الجغرافية والتاريخ، وما نشهده من تطورات متسارعة الان هو ان الشعوب والامم المستعمَرة والمسلوبة حقوقها تستعيد تدريجياً مصادر العلم (القوة) بما يوقف النسق القديم للتطور، ويفتح الافاق للانساق الجديدة”، كما يعتقد رئيس الوزراء السابق، ويؤكد أن “قدرات العدوان تراجعت، وتقدمت قدرات استرداد الحقوق وغلبة الحقائق”.
 
ويرى أن “نقول ذلك، لاننا نرى ان مداخل الجغرافية والتاريخ والعلم تتكامل حلقاتها اليوم لدى كل من نهبت القوة حقوقه لتعمل على تغيير مسارات بقيت حاكمة العالم لعدة قرون مضت، ودون اهمال تأثير الجبهات الاخرى، هناك اليوم ثلاث جبهات كبرى، شرق اوروبا، وشرق اسيا، والشرق الاوسط”. 
 
تحولات كبرى

عبد المهدي نوه الى انه “من هذه المداخل يمكن فهم التحولات الكبرى التي تنتظر عالمنا، والعراق جزء رئيس منه. مداخل تسمح لفهم ليس الكليات فقط، بل التفاصيل ايضاً بعد اجراء المقاربات الضرورية كأوضاع كوردستان، ومصير خرائط سايكس بيكو، وما بعد الحربين العالميتين، وهلم جراً”.
 
واختتم أن “الغرب لن يهزم، فهو يمتلك العلم والجغرافية والتاريخ، لكن ستُهزم السياسات والمباني الاستعمارية والصهيونية ونزعة التَسيُد على الغير، التي ارادت بالقوة سرقة جغرافية وتاريخ الاخرين”.
 
وفي مؤشر على قرب نشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا، طلبت الحكومة العراقية، اليوم السبت، من موظفي السفارة العراقية في كييف بالتمتع بالإجازة السنوية بشكل يكفل سلامة أفراد البعثة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.