بين كوبا وأوكرانيا.. 60 عاماً من التهديدات الروسية حول الحرب النووية

بين كوبا وأوكرانيا.. 60 عاماً من التهديدات الروسية حول الحرب النووية

تحاول روسيا إعادة التجربة التي وقعت خلال أزمة الصواريخ الكوبية مطلع ستينيات القرن الماضي، ولكن هذه المرة بسبب الحرب على أوكرانيا، حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم أمس الأحد، عن وضع السلاح النووي في حالة تأهب قصوى، بعد التصريحات التي اعتبرها عدوانية من حلف “الناتو”.

من جهتها، قالت جين ساكي، الناطقة باسم البيت الأبيض، في رد على قرار بوتين، أنه أي”بوتين”، يصطنع تهديدات غير موجودة من أجل تبرير عدوانه، كما أضافت ساكي، أن روسيا لم تكن في أي مرحلة تحت تهديد من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما لم تكن تحت تهديد أوكرانيا، مشيرة إلى أن كل ما يجري مخطط له من قبل بوتين، وسيتم الوقوف في مواجهته، ولدى الحلف القدرة على الدفاع عن نفسه.

تاريخ سلاح الردع

مر نحو 60 عاما، على تهديدات متبادلة بين الولايات المتحدة وحلف الناتو، وبين الاتحاد السوفياتي آنذاك، عندما أراد الاتحاد السوفياتي نصب صواريخ نووية في كوبا، وردت الولايات المتحدة بحزم وتراجعت موسكو مقابل سحب الحلف الأطلسي أسلحة نووية من تركيا.

أما قوات الردع، حاليا، فهي قوات مجهزة بالصواريخ والقاذفات الاستراتيجية والغواصات والسفن الحربية، وتشمل الخطة الدفاعية للردع، الأنظمة المضادة للصواريخ وأنظمة التحكم الفضائية وأنظمة الدفاع المضادة للطائرات والأقمار الصناعية.

وكانت القوات النووية الاستراتيجية الروسية قد أجرت يوم 19 شباط/فبراير الجاري مناورات نووية حول استعمال السلاح النووي للرد على الاعتداءات، وشملت السلاح النووي الكلاسيكي والسلاح النووي التكتيكي.

وكانت تلك المناورات قد أثارت قلق الغرب كثيرا، حسب تقارير صحفية.عوامل متعددةمؤشرات مختلفة، ترافق الغزو الروسي لأوكرانيا، تعطي انطباعا كما يرى مراقبون أن فترة جديدة من الحرب الباردة قد بدأت مع هذا الغزو.

ويرى الباحث في العلاقات الدولية، ديمتري بريجع،خلال حديثه لموقع “الحل نت”، أن بوتين في الأصل قادم من منظومة الاتحاد السوفييتي، الذي كان في حرب باردة مع الولايات المتحدة، لذلك لا يزال يردد نفس الخطاب المتعلق بالسلاح النووي.

ويعتقد بريجع، أن بوتين أدخل روسيا في حرب باردة جديدة مع الغرب والولايات المتحدة والدول الحليفة لها، فبوتين بعد التعديلات الدستورية عام 2020، بات يمتلك سلطة مطلقة في اتخاذ القرارات دون أن يؤثر عليه أحد، عدا عدد من رجال الأعمال المقربين جدا منه.

كما يشير بريجع، إلى أن الهدف من هذه العملية العسكرية هو تغيير حكومة كييف الحالية، والمجيء بحكومة تساند بوتين في سياساته الخارجية، وترفض الانضمام للاتحاد الأوربي، والناتو.

وختم بريجع، أن هذه الحرب لنتنتهي بسرعة، والسباق بين الناتو وروسيا سيستمر لفترة طويلة، هي حرب باردة بدأها بوتين.

أما الباحث في الشأن الروسي، سامر الياس، فيرى خلال حديثه لموقع “الحل نت”، أنه يمكن تبرير خطوة بوتين بأكثر من سبب. فتقدم العمليات العسكرية في أوكرانيا، والمقاومة الكبيرة التي يواجهها الجيش الروسي، دفعته للتفكير بأن روسيا قوة نووية، وأنها قادرة على حسم الأمور بشكل أسرع، وهذا الجانب للضغط على الوفد الأوكراني الذي ذهب للتفاوض في بيلاروسيا.

ومن جهة ثانية، فهي رسالة للغرب، أن روسيا دولة نووية، ويمكن أن تذهب لأبعد مما يتصور الغرب في حال تصاعدت العقوبات، أو وجدت روسيا نفسها في زاوية غير قادرة على الحراك فيها، وتزايد الضغط الغربي، وهذا هو السبب الأساسي للتلويح بالسلاح النووي.

كما أنها، وحسب إلياس، إشارة حول طبيعة المفاوضات المستقبلية مع الناتو، بأن بوتين لن يتنازل بشكل أساسي، لامتلاكه قوة قادرة على الردع.

إقرأ:ثاني أكبر المدن الأوكرانية تطرد الروس.. تطورات جديدة من كييف

هل بدأ الروس حربا باردة جديدة؟

اعتبرت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبركت، يوم أمس الأحد، أن بوتين وضع القوة النووية الروسية في حال تأهب لأن هجومه على أوكرانيا لا يسير كما يشتهي، مضيفة أن “الرئيس الروسي بإعلانه هذا تخطى حدا إضافيا ولدينا انطباع أن هذا الأمر على صلة، في ما يعانيه من جنون العظمة، وتنطوي على عزم وتصميم أوقفت غزوه السريع لأوكرانيا”، ومشيرة إلى وجوب أخذ تصريحات بوتين على محمل الجد، والتحلي باليقظة.

كما نقلت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، يوم أمس الأحد، عن الباحث الفرنسي فرانسوا هيزبورك، قوله، بوجوب أخذ تصريحات بوتين وخاصة المناورات النووية بعين الاعتبار والجد، وأخذ حملته العسكرية بعين الاعتبار لا سيما بعدما وصل إلى مشارف كييف في وقت قياسي، بحسب تعبيره.

قد يهمك:4 سيناريوهات قد ينفذها بوتين بعد غزوه لأوكرانيا

لا يمكن التكهن بما تحمله الأيام القادمة في الأزمة الأوكرانية، هل سيتم التوصل إلى حل ما يرضي جميع الأطراف، أم أن روسيا ستواصل غزوها لرغبتها بتنصيب حكومة موالية لها على غرار الشيشان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.