تساؤل عراقي ينتشر بكثرة في موقع “فيسبوك” منذ فجر الأحد. “لماذا لا ترد إيران في العمق الإسرائيلي؟”. “لماذا يكون ردها في العراق دائما؟”.

جاء التساؤل بعد الاعتداء الأخير الذي نفذه “الحرس الثوري الإيراني”، فجر الأحد، بقصفه إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق بصواريخ بالستية.

وتبنى “الحرس الثوري”، ظهر اليوم، قصف مدينة أربيل، وقال إن القصف جاء ردا على مقتل 2 من “الحرس الثوري” بغارة إسرائيلية في ريف إدلب مؤخرا.

وبرّّر “الحرس الثوري” في بيان رسمي له، اليوم الأحد، القصف بأنه استهدف “المركز الاستراتيجي الصهيوني في أربيل”.

واختتم “الحرس الثوري” بيانه بالقول: “نحذر “الكيان الصهيوني” مرة أخرى من أن تكرار أي “جريمة” سيواجه بردود قاسية وحاسمة ومدمرة”.

استنزاف عسكري وكفة غير متساوية

لكن السؤال، لماذا لا ترد إيران في عمق إسرائيل؟ ولماذا تجعل العراق ساحة لتصفية صراعاتها؟ ما الذي يمنعها من ذلك؟

“إيران لن تقدم على عمل في عمق إسرائيل أبدا”. هكذا يقول الباحث السياسي غيث التميمي في حديث مع “الحل نت”.

لماذا لن تقدم على ذلك؟ لأنها تدرك أن استهداف إسرائيل سيدفع بالأخيرة نحو استهدافها في عمقها، وفق التميمي.

كما أن استهداف إسرائيل، يعني إشعال حرب ستدفع ثمنها المنطقة كلها وليست إيران وإسرائيل فقط، بحسب التميمي.

ويضيف التميمي، أنه لا إيران ولا إسرائيل تريد للصراع بينهما أن يدخل في عمق طهران وتل أبيب؛ لأن ذلك فيه استنزاف لقدراتهما العسكرية وخسارة لآلاف المدنيين.

للقراءة أو الاستماع: غضب دبلوماسي عراقي تجاه إيران

كذلك، فإن إيران تدرك أن الكفة غير متساوية في حال فكرت قصف أو استهداف تل أبيب في عمقها؛ لأن إسرائيل معها أميركا التي تمتلك أحدث الأسلحة وأقواها، على حد تعبير التميمي.

خشية على “الاتفاق النووي”

“والأهم من كل ذلك، هو أن طهران في مرحلة متقدمة من “مفاوضات النووي” مع واشنطن، وفي أي وقت قد تتوصل لاتفاق نووي جديد مع أميركا”.

لذا فإن طهران لن تقدم على فعلة “غير مدروسة” باستهداف إسرائيل؛ لأن ذلك سينهي كل أمل لها بالوصول لاتفاق نووي مستقبلي، كما يوضح الباحث السياسي العراقي.

وبشأن الرد الإيراني في العراق، يشير التميمي إلى أن مرد ذلك هو ضعف العراق دبلوماسيا، فهو ساحة رخوة وأضعف منطقة يمكن استخدامها كورقة في الصراع، خاصة وأن نفوذ طهران في بغداد لا حد له.

ويختتم بأن، طهران ستستمر باستخدام الأرض العراقية ساحة للرد على الاعتداءات التي تطال أفرادها أو تطال. وكلائها في المنطقة؛ لأن بغداد ليس لديها حكومة قوية تستطيع الوقوف بوجه إيران بعد.

للقراءة أو الاستماع: تفاصيل جديدة عن اعتداء طهران البالستي على أربيل

واستهدفت أربيل بنحو 12 صاروخا بالستيا، فجر الأحد، سقطت معظمها بالقرب من القنصلية الأميركية في عاصمة إقليم كردستان العراق.

ولم يسفر القصف البالستي عن خسائر بشرية، لكنه تسبب بإصابة سخصين مدنيّين بجروح طفيفة، وأضرار مادية في المباني السكنية القريبة من القنصلية الأميركية، وخاصة في مبنى قناة “كردستان 24”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.