يستعد العراقيين للاحتفال في عيد نوروز الذي يصادف في 21 من آذار/مارس كل عام، وهي مناسبة يحتفل بها الأكراد في العراق والعالم في رأس السنة الكردية.

ويحظى “نوروز” بخصوصيته عند الأكراد، حيث تعطل مؤسسات إقليم كردستان العراق ثلاثة أيام، وتعتبره الحكومة العراقية عطلة رسمية.

ويحتفل به نحو 300 مليون في جميع أنحاء العالم باعتباره بداية عام جديد، ولهذا الاحتفال تاريخ طويل يمتد لأكثر من 3 آلاف سنة، في آسيا الوسطى وحوض البحر الأسود والشرق الأوسط والقوقاز وقزوين ومناطق أخرى.

مقالات قد تهمك/ي: احتفالات في إقليم كردستان بحلول “النوروز” (فيديو)

نوروز الجميع

ولكن، لم يعد “نوروز” مناسبة خاصة للأكراد فحسب، بل يشاركهم العراقيين من باقين الأطياف والقوميات أجمع، ليتجاوز مفهوم الاحتفال بموسم الربيع، ويمثل مناسبة عراقية يتشارك فيها الجميع أفراحهم.

ويرتبط “نوروز” في البدء بالتقويم الطبيعي وانتهاء الشتاء فلكيا، ايذانا بحلول الاعتدال الربيعي ومساواة الليل بالنهار وانتعاش الطبيعة، وتحتفي الشعوب بنوروز تحت عناوين مختلفة كـ”عيد الشجرة” و”عيد الأم”.

وأصل كلمة الـ”نوروز” متأتية أساسا من مقطعين صوتيين مختلفات “نو” و”روز”، وتعني اليوم الجديد باللغة الكرد، وللنوروز الكثير من الحكايات والقصص الشعبية التي تختلف من دولة لأخرى.

وأن أول احتفال رسمي بالنوروز كان سنة 1933، حيث أشعل “حسين حزني موركرياني” النار فوق قلعة أربيل، وفي السليمانية قام الشاعر بيره مرد بإحياء ذكرى نوروز لأول مرة، بحسب مؤرخين.

والرواية الكردية لـ”نوروز” تتمحور حول شخصية ملك جائر اسمه “ضحاك”، تقابلها شخصية “كاوه الحداد” الثائر المنتفض في وجهه، حيث “انتفض الأخير على الملك ضحاك الطاغية وقتله بفأسه في لحظة غفلة عند دخوله عليه ويشعل النار في الجبال إعلانا للنصر”.

وكانت اليونسكو قد أدرجت “نوروز” في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية وفي عام 2010، كما اعترفت بيوم 21 آذار/مارس بوصفه “يوم نوروز الدولي”.

مقالات قد تهمك/ي: السفير الأميركي بالعراق يُهنّى بأعياد نَوروز: مُلتزمون بمساعدة الشعب

ثورة ضد الظلم

وتعد خصوصية “عيد نوروز” بالنسبة للأكراد ترتبط بالأسطورة التاريخية التي تتحدث عن ثورة قادها كردي يدعى كاوا الحداد ضد ملك جائر متسلط اسمه “زحاك” أنهت حكمه، فأطلق الثائرون اسم يوم الانتصار “نوروز”، ويعني يوما جديدا على ذلك اليوم.، كما يقول المواطن من إقليم كردستان العزاق، مصطفى خان.

ويضيف في حديثه لموقع “الحل نت” أن “هذا التشابه يتعلق بتقارب الأجناس, لذلك اختارته بعض الشعوب بداية لتقويمها السنوي، ومنها الشعب الكردي حيث يربطه بأساطير قديمة عن الثورة على الطغيان والتحرر من الظلم والاستبداد”.

وأوضح أن “الأكراد يحتفلون بنوروز عن طريق الدبكات الكردية التي تمثل أهم أشكال الاحتفال بالمناسبة، إضافة إلى ارتداء زي كردي فلكلوري، كما تنظم مهرجانات غنائية شعبية تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، على سفوح الجبال”.

ويستقبل اقليم كردستان، في كل عام الآلاف من الوافدين العرب من كل الأطياف، وكل مناطق العراق، للمشاركة في احتفالات نوروز.

ويقول جبار الحلو، وهو طبيب ينحدر من العاصمة بغداد، ويبلغ من العمر 35 عاما، في حديث لموقع “الحل نت” إن: “نوروز يمثل مناسبة شعبية رغم خصوصيتها لدى الأكراد، فقد اعتدنا على إحياء المناسبة في كل عام منذ أن كنا أطفال”.

ويضيف،: “نعبر في عيد نوروز عن فرحتنا بقدوم فصل الربيع، لما يحمله من أجواء لطيفة تساعد على التجمعات”، لافتا إلى أن “العراقيين اعتادوا على التعايش السلمي فيما بينهم رغم استبداد الحكومات، وممارسات المغرضين من دعاة التفرقة”.

وساعدت مظاهر العيش في العراق بشكل متجانس بين العرب بمختلف طوائفهم والأكراد، في مناطق مشتركة في عموم البلاد، على اكتساب صفة التشاركية في كل شيء”، مستدركا أن “على سبيل المثال؛ حينما يحل شهر محرم وهو شهر معروف بطقوسه لدى عامة الشيعة، تجد العراقيين جميعا يشتركون بإحياء تلك الطقوس، وهذا ليس بالشيء الجديد، وهكذا ينطبق الأمر مع الأكراد وبالعكس”.

مقالات قد تهمك/ي: بمناسبة عيد نوروز «خليك بالبيت»: تحديّ كردي بمواجهة «كورونا»

مناسبة متوارثة

كما يتمع اقليم كردستان، بطبيعة خلابة قد يخلو العراق كله لمثلها، ومناطقة سياحية جذابة، ومع أجواء الربيع لا شك أنها ستزداد بريقا، ما يدفع الجميع لتوجه للمشاركة بتلك المناسبة المتوارثة”.

وتستعد محافظات إقليم كردستان العراق، للاحتفال بعيد نوروز الذي يصادف يوم الإثنين المقبل، حيث سيتم إيقاد شعلة نوروز مساء الأحد، وسط المدينة وفي قلعة أربيل التاريخية.

ويتجمع حول شعلة من نار الكرد كل عام في عشية نوروز، يوقدونها ويرقصون حولها على أصوات الدبكات الكردية الصاخبة، وبأزياء فلكلورية قومية، تتميز بألوانها، كل هذا  قبل يوم واحد من صعودهم إلى سفوح الجبال والمرتفعات للاحتفاء بعودة فصل الربيع.

وأعلنت الإدارات المحلية لإقليم كردستان، تقديم تسهيلات لاستقبال السائحين من داخل البلاد وخارجها، فضلا الفعاليات المتنوعة للحفل.

من جانبها، أنهت محافظة السليمانية الاستعدادات الأمنية والخدمية والصحية للاحتفال بالمناسبة.

وقال قائممقام المحافظة، آوات محمد إن “غرفة عمليات محافظة السليمانية أنهت خططها الأمنية والخدمية والصحية الخاصة باحتفالات الربيع، كما سيتم إيقاد شعلة نوروز مساء غد الأحد في جبل كويزة”.

وأشار إلى “استقبال 60 ألف سائح حتى الآن ومن المتوقع زيادة هذا العدد خلال الأسبوع الحالي”.

فيما توقع مدير هيئة السياحة في قضاء دوكان ريزين رؤوف، في وقت سابق من يوم الجمعةالماضي، وصول 500 ألف سائح إلى قضاء دوكان ونواحيه الواقع بمحافظة السليمانية خلال أعياد نوروز.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.