خارجة عن السرب الخليجي وفي تحد للتحذيرات الأميركية بإعادة العلاقات السياسية مع دمشق، استقبلت الإمارات على أراضيها يوم أمس الجمعة، الرئيس السوري بشار الأسد، في زيارة أثارت الكثير من الجدل والتصريحات، فضلا عن غرابة الحدث المفاجئ والذي كان خارج التوقعات، رغم أن تقديرات محللين ذهبت للتقليل من أهمية وأثر الزيارة لأسباب عدة.

ومساء الجمعة ذكرت وسائل إعلام إماراتية، أن  ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، في أول انتقال له لبلد عربي منذ اندلاع الاحتجاجات في بلاده عام 2011.

وبحسب ما نقلت وسائل إعلامية فقد أكد آل نهيان على أن “سوريا الشقيقة تعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي، وأن دولة الإمارات حريصة على تعزيز التعاون معها“، بحسب قوله.

كذلك التقى الأسد مجموعة من المسؤولين الإماراتيين، على رأسهم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم.

قد يهمك: سويسرا تُعيّن ديبلوماسية رفيعة في دمشق.. ما معاني ذلك؟

زيارة بضغط روسي إيراني؟

 الباحث السياسي صدام الجاسر، يعتقد بأن استقبال الإمارات للرئيس السوري بشار الأسد، جاء بطلب وضغط من قبل كل من روسيا وإيران، مقابل وقف ضغط “الحوثيين” (ذراع إيران في اليمن) واعتدائهم على بعض المناطق في الإمارات.

ويقول الجاسر في حديثه لـ“الحل نت“: “رأينا وزير الخارجية الروسي منذ يومين يطالب في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الإماراتي بعودة دمشق إلى جامعة الدول العربية، ومنها يتبين لنا أن هناك طلب روسي للإمارات باستقبال بشار الأسد، الاستقبال لم يكن رسميا وهذا كان واضحا من شكل الزيارة، فالزيارة بطلب روسي إيراني مقابل الضغط على الحوثي“.

زيارة غير مؤثرة؟

ويقلل الجاسر من أهمية تلك الزيارة ومدى مساهمتها في عودة دمشق إلى الساحة العربية، لا سيما وأنها جاءت دون التنسيق مع السعودية أو الولايات المتحدة الأميركية.

وحول ذلك يضيف: “هذه الخطوة لن تقدم أو تؤخر في إعادة تأهيل الأسد، ليس لها أي قيمة، الزيارة هي زيارة إعلامية فقط، لن يكون لها نتائج اقتصادية أو نتائج على الصعيد العربي“.

قد يهمك:إعادة الإعمار في سوريا.. هل تُجبر بوتين على تسوية سياسية دولية؟

تحفظ أميركي

في حين أثارت الزيارة حفيظة الجانب الأميركي، فعلقت وزارة الخارجية الأميركية على وصول الأسد بالإمارات بالقول: “نشعر بخيبة أمل عميقة ومقلقة من هذه المحاولة الواضحة لإضفاء الشرعية على بشار الأسد، الذي يظل مسؤولا عن مقتل ومعاناة عدد لا يحصى من السوريين“.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس بحسب ما نقلت عنه وكالة “رويترز“: “نحث الدول التي تفكر في التعامل مع الأسد، على أن تتذكر بعناية الفظائع المروعة التي فرضها النظام على السوريين على مدار العقد الماضي“.

ويرى الجاسر أن استقبال الإمارات للأسد، سيكون له ارتدادات على أبو ظبي، لا سيما من قبل واشنطن، وذلك  من خلال تحذير أحد المسؤولين الأميركيين الذي قال إننا لا نعاقب الحلفاء لكن أحيانا نضطر إلى معاقبتهم.

ويدعم رؤيته بالقول: “الإمارات اتخذت موقفا مؤيدا لروسيا، وواشنطن لن تنسى هذا الأمر، الإمارات حاولت سابقا الانفتاح على (دمشق) ولم تنجح. اليوم هي تتجه تقريبا للعمل ضد الرغبة الأميركية، وهذا الأمر لن تسمح به واشنطن خصوصا  في هذه الظروف، سيكون هناك ردات فعل، يبدو أن القادة الإماراتيين لم يحسبوا الأمر بشكل جيد، كان القرار متسرعا باستقبال بشار الأسد“.

ويضيف: “قد نشهد بعض القيود والعقوبات على الإمارات، لأن واشنطن تريد أن تظهر حزمها في تطبيق العقوبات على النظام وعلى من يخترق هذه العقوبات. نستطيع أن نقول بأن الإمارات تغرد خارج السرب الخليجي، الدول الفاعلة في الخليج ما زالت ترفض التطبيع مع (دمشق)“.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2021، استقبل الأسد، وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد آل نهيان، برفقة وفد رفيع المستوى، في العاصمة دمشق، في أول زيارة من نوعها منذ عام 2011.

وفي حزيران /يونيو الماضي، أعلنت أبوظبي استعدادها لاستئناف الرحلات الجوية مع دمشق عبر مطاري دبي والشارقة.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين سوريا والإمارات، شهدت العديد من التحولات خلال السنوات العشر الأخيرة، بعدما أدانت الإمارات الانتهاكات المرتكبة من قبل القوات السورية.

وفي عام 2018 تراجعت تلك الحدة في الموقف الإماراتي تجاه الحكومة السورية، حينما أعادت الإمارات في كانون الأول /ديسمبر 2018 افتتاح سفارتها في دمشق، كأول دولة من بين الدول العربية التي قاطعت سوريا بعد عام 2011.

قد يهمك: إعادة الإعمار من بوابة اللامركزية الإدارية.. الحيلة الجديدة لدمشق؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة