يصادف 20 مارس/آذار هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لتقرير السعادة العالمية، والذي يستخدم بيانات المسح العالمي للإبلاغ عن كيفية تقييم الناس لحياتهم في أكثر من 150 دولة حول العالم. فحصلت فنلندا على لقب “أسعد دولة في العالم” للعام الخامس على التوالي من قبل شبكة “حلول التنمية المستدامة” التابعة للأمم المتحدة، بينما بقيت سوريا خارج التصنيف العالمي.

السعادة غائبة عن سوريا

تقرير السعادة العالمي هو مؤشر للسعادة العالمية، ووفقا لهذا المؤشر، فإن التصنيفات تستند إلى تقارير تقييمات المستجيبين لحياتهم، ويقارن التقرير أيضا بالعناصر الأخرى التي تؤثر على (جودة) الحياة. ويقدم التقييم بناء على الرفاهية الشخصية، ومستويات الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط ​​العمر المتوقع، ومقاييس جودة الحياة الأخرى.

واستنادا إلى متوسط ​​البيانات التي تم جمعها على مدار ثلاث سنوات ومعادلة رياضية، تمنح القائمة، التي دخلت عامها العاشر الآن، درجة من 0 إلى 10. حيث غابت سوريا خلال الأعوام السابقة عن التقييم بشكل كلي، في حين جاء لبنان في ذيل القائمة عربياً وقبل الأخير عالميا.

أسعد دولة في العالم هي فنلندا، والتي تم تسميتها بذلك للعام الخامس على التوالي. وتأتي الدنمارك في المرتبة الثانية وأيسلندا في المرتبة الثالثة وسويسرا في المرتبة الرابعة وهولندا في المرتبة الخامسة. وصُنفت أفغانستان كأكثر دول العالم حزنا للعام الثاني على التوالي في أحدث تقرير عن مسح سكان العالم حول أسعد دول العالم.

وأظهرت أدوات متخصصو السفر العالميون -أداة تفاعلية تسمى خريطة مخاطر السفر – أن أخطر البلدان التي لا يجب زيارتها في عام 2022. وتشمل أفغانستان وجمهورية إفريقيا الوسطى والعراق وليبيا ومالي والصومال وجنوب السودان وسوريا واليمن.

للقراءة أو الاستماع: بعد 11 عام.. بعيدهن الأمهات السوريات يخفن من الحديث مع أبنائهن في المهجر

الأساس البيولوجي للسعادة

غابت أسباب اختلاف السعادة بين الناس في سوريا بسبب ما تتعرض له من أزمات خلال الأعوام السابقة، إذ تكشف الدراسات المستندة إلى عينات من أصول أوروبية أن ما يقرب من 40 بالمئة من الاختلافات في السعادة ترجع إلى الاختلافات الجينية بين الناس، بينما يُعزى التباين المتبقي إلى التأثيرات البيئية الفريدة للفرد.

جاءت فكرة الاحتفال بـ “اليوم العالمي للسعادة” بإيعاز من جيمي إليان، مستشار الأمم المتحدة، لإلهام الناس جميعاً حول العالم للاحتفال بالسعادة في يوم مخصص لها، وتعزيز حركة السعادة العالمية. واختار ليان تاريخ 20 آذار/مارس، على اعتباره يوافق يوم الاعتدال الشمسي، ظاهرة دخول فصل الربيع وانتهاء فصل الشتاء فلكيا.

الطرق الستة التي تجعل الشخص سعيدا غابت عن السوريين في ظل أزمتهم، فوفقا لدراسة، فإن أولئك السعداء لديهم معدلات ضربات قلب وضغط دم أقل، أكثر بـ 30 مرة في يوم واحد، إذ أظهر الأفراد ذوو الحياة الأسعد معدلات ضربات قلب أساسية (أقل بستة ضربات في الدقيقة تقريبا).

وأظهرت الدراسات أن السعادة مرتبطة بالجهاز المناعي. ووجد الباحثون أيضا ارتباطات بين السعادة والتوتر، كان لدى المشاركين الأسعد مستويات أقل بنسبة 23 بالمئة من هرمون التوتر الكورتيزول عن الأقل سعادة. وكان مؤشر آخر للإجهاد – مستوى بروتين تخثر الدم الذي يزداد بعد الإجهاد – أقل بمقدار 12 مرة.

بالإضافة إلى ذلك، لا ترتبط السعادة بالأوجاع والآلام قصيرة المدى فحسب، بل ترتبط أيضا بالفوائد الصحية طويلة المدى. ذكرت النساء المصابات بسرطان الثدي أنهن أقل بهجة وتفاؤلا قبل تشخيصهن مقارنة بالنساء غير المصابات بسرطان الثدي. مما يشير إلى أن السعادة والتفاؤل قد يحميان من المرض في بحث آخر أجري في نفس العام.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع ملموس لسعر صرف الليرة السورية في السوق السوداء

انخفاض صادم للإنفاق الحكومي على الصحة في سوريا

في دراسة حديثة، أظهرت صحيفة محلية انخفاضا في الإنفاق الحكومي على صحة الفرد في سوريا. مؤكدة أن الانخفاض كان بنسبة 89 بالمئة في حصته، إذا تمت المقارنة على أساس الفرق في سعر صرف الدولار. وذلك بالاستناد إلى التقديرات الأممية بأن عدد سكان سوريا نحو 21.7 مليون نسمة. وذكرت أن الحكومة أنها خصصت 79.058.690 مليون دولار للإنفاق الصحي في موازنة 2021.

وعند قسمة المبلغ على عدد السكان، بلغ نصيب الفرد السوري من الإنفاق الحكومي على الصحة حوالي 3.6 دولار سنويا. وفقا لميزانية 2021، وهي نسبة وصفتها بأنها “كارثية” مقارنة بالدول الأخرى. حيث المتوسط ​​العالمي هو أكثر من 554 دولارا في السنة.

وقالت صحيفة “قاسيون” المحلية، إن حصة الفرد السوري من التأمين الصحي كانت 33 دولارا سنويا في عام 2019. وفي إحصاءات 2010 كانت الحصة 42 دولارا سنويا. وبالتالي فإن حصة الفرد السوري من تقديرات الإنفاق الحكومي على الصحة في عام 2021 بأكمله تقارب حصة الفرد خلال شهر واحد من عام 2019.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 12.2 مليون مقيم سوري، من أصل 21.7 مليون، يحتاجون إلى مساعدة طبية في عام 2022. مما يعني أن أكثر من نصف السكان السوريين 54 بالمئة يحتاجون إلى مساعدة طبية. بما في ذلك 6 ملايين أنثى و6.2 مليون رجل. ويمثل الأطفال 44 بالمئة من العدد الإجمالي للأشخاص المحتاجين. كما يعاني ما لا يقل عن 3.4 مليون شخص 28من أصحاب الإعاقات.

ويعاني قطاع الصحة في سوريا من مشاكل، أخطرها النقص في الكوادر الطبية نتيجة الهجرة القسرية الناجمة عن الصراع من جهة، وإهمال الحكومة للأطباء من جهة أخرى. كما ويعد اختفاء عدد من السلع الطبية في الصيدليات، فضلا عن ارتفاع أسعار بعضها، من أبرز التحديات في مجال الصحة.

للقراءة أو الاستماع: سوريا.. ليتر المازوت يتجاوز 5 آلاف ليرة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.