في خضم الأزمة العالمية التي سببها الغزو الروسي لأوكرانيا، جاءت تلك الحرب لتعكر أجواء العلاقات الروسية الإسرائيلية، وذلك بعد أن شهدت العلاقات بين الجانبين تفاهمات عديدة خلال الأشهر الماضية، إلا أن موسكو غيرت مؤخرا من شكل تعاطيها مع الهجمات الإسرائيلية في سوريا، ما يشكل منعطفا في شكل العلاقات بينهما.

تغير في اللهجة الروسية

وفي تحول واضح للهجة الروسية إزاء إسرائيل، اعتبر السفير الروسي في سورية، ألكسندر يفيموف، أن إسرائيل تستفز بلاده، بهجماتها المتكررة على مواقع عسكرية تابعة لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية.

واعتبر يفيموف، خلال كلمة له في دمشق الخميس، أن الاستفزاز الإسرائيلي هدفه دفع موسكو للقيام “برد فعل“، سيؤدي للتصعيد في المنطقة.

من جانبه يستبعد الباحث في الشأن الروسي طه عبد الواحد، أن تقدم روسيا على أي تصعيد ضد إسرائيل بحجة انتهاك تل أبيب للسيادة السورية، لا سيما في ظل انشغالها في العمليات العسكرية في أوكرانيا.

ويقول عبد الواحد في حديثه لـ“الحل نت“: “هذا التصريح وفي هذه المرحلة موجه لـلاستهلاك الداخلي، روسيا قالت أكثر من مرة أنها أرسلت القوات إلى سوريا لمساعدة النظام فيما تقول إنها (حرب على الإرهاب)، وأنها لن تدخل في أي مواجهات أخرى“.

قد يهمك: مطبات جديدة في مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني

وعن شكل العلاقات بين موسكو وتل أبيب يضيف عبد الواحد: “شكل العلاقة المتوقع كما هو واضح حتى الآن أنه لا تغيرات جوهرية، طالما أن إسرائيل تحاول أن تبقى على الحياد قدر الإمكان بالنسبة للوضع في أوكرانيا فإن شيئا لن يتغير في العلاقات الطيبة والتعاون المثالي بين موسكو وتل أبيب في الملف السوري“.

ويرى عبد الواحد أن روسيا مهتمة باستمرار التعاون مع إسرائيل، ويقول: “موسكو فيه واحدة من الأوراق الرئيسية لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط. روسيا لن تغامر بالخوض في مواجهة مع إسرائيل إلا في ظروف تصبح المواجهة معها مفروضة بغض النظر حتى عن إرادة الطرفين“.

توتر في العلاقات بسبب الحرب في أوكرانيا

وكانت العلاقات بين الجانبين شهدت توترا، بعد بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، وعقب البيان الإسرائيلي بدعم تل أبيب لـ“وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا“، في مواجهة الغزو الروسي، ردت روسيا على هذا البيان بإعلانها “عدم الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان السورية“.

ويراقب محللون عن كسب مستقبل العلاقات الروسية الإسرائيلية، ومدى تأثير الغزو الروسي على العلاقات بين الجانبين، لا سيما بعد أن جمعتهما علاقات جيدة خلال الفترة الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق بالملف السوري والاتفاق غير المباشر ربما بشأن تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا.

وفيما يتعلق بموقف إسرائيل من الغزو الروسي لأوكرانيا، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، إن بلاده تتخذ موقفا محايدا في أزمة أوكرانيا، خشية سقوط طياريها أسرى في سوريا.

اقرأ أيضا: دعم أميركي جديد لمواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا

وحسب صحيفة “معاريف” العبرية جاء ذلك في كلمة له أمام جامعة ريتشمان في هرتسيليا، يوم الخميس.

وأضاف لابيد أن موقف حكومته في أوكرانيا يقوم على مصالحها لدى جميع الأطراف وبما يخدمها أمنيا في سوريا.

وقال: “كان علينا الحفاظ على موقفنا ما بين الهجوم في أوكرانيا ومصالحنا في سوريا“.

وتابع: “يجب أن نمنع احتمال إسقاط أي طيار إسرائيلي في سوريا وأسره“، في إشارة منه لإمكانية استخدام روسيا أسلحة مضادة متطورة لإسقاط طائرات إسرائيل التي تشن هجماتها على مواقع في سوريا، حيث لا تتدخل روسيا وتترك الرد للدفاعات السورية.

وشكّل الملف السوري مؤخرا نقطة تقارب بين روسيا وإسرائيل، لا سيما مع توسع النفوذ الإيراني، ورغبة الجانبين في تقويض هذا النفوذ من خلال التعاون والتنسيق بين الجانبين.

لقاء بوتين وبينت نقطة تحول

وكان الخطاب الروسي اتخذ منعطفا جديدا إزاء هجمات إسرائيل، منذ لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت أواخر شهر تشرين الأول /أكتوبر الماضي، إذ كانت روسيا قبل ذلك اللقاء دائما ما تعلن عن التصدي للصواريخ الإسرائيلية، مع ذكر تفاصيل الأسلحة المستخدمة، إلا أن موسكو غيرت من استراتيجيتها مع بدء قصف إيران في مناطق الساحل السوري.

قد يهمك: “فاغنر” تحشد مقاتليها في أوكرانيا.. سوريا الفخ الكبير لموسكو؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة