بعد شهر من الغزو الروسي لأوكرانيا، لم تؤدِ أي من جولات التفاوض بين الجانبين إلى أي حل لإنهاء هذه الحرب، لكن يبدو أن مسار المفاوضات يتجه نحو بعض التغيير، إذا ما التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اللقاء بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

في غضون ذلك، أعلن زيلينسكي أنه سيكون من الممكن لبلاده تبني وضع “غير نووي” رسمي كجزء من اتفاق لإنهاء الحرب مع روسيا.

هل تنتهي المطامع الروسية؟

في مقابلة مع وسائل إعلام، كشف الرئيس الأوكراني أن “محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا مستمرة، ووصف الوضع غير النووي للبلاد بأنه” أهم قضية “على جدول الأعمال.

وعبر الرئيس الأوكراني عن استعداد بلاده لتكون دولة خالية من الأسلحة النووية، باعتبارها النقطة الأهم في المحادثات الأوكرانية-الروسية، وأنه مهتم بتوقيع “اتفاقية جادة” من شأنها أن تتضمن ضمانات أمنية لأوكرانيا، يوقعها جميع الضامنين.

ويعتقد المحلل في الشؤون الروسية، ديمتري بريجع، أن “قبول الرئيس الأوكراني لجزء من شروط الجانب الروسي حتى الآن لا يعني وقف العملية العسكرية الروسية، أو إنتاج شيء يؤدي إلى وقف العملية العسكرية. هذا وستتوقف العملية إذا تم إبرام عملية السلام بين الطرفين، لأن الآن هناك أطراف ثالثة تدخلت في الشأن الأوكراني، وهذا واضح”.

في تقدير المحلل في الشؤون الروسية، خلال حديثه لـ “الحل نت”، أتوقع أنه في ذهن بوتين الآن، هو السيطرة على كييف وليس التخلي عن العملية العسكرية الروسية  التي بدأها في 24 شباط/فبراير الفائت”،

 وتابع بريجع: “قال محلل سياسي روسي على إحدى القنوات الروسية إنه إذا تم إبرام اتفاق بين الروس والأوكرانيون، يعني هذا أن بوتين قبل الهزيمة، لذلك أتوقع أن بوتين لن يتخلى عن العملية العسكرية حتى يسيطر على العاصمة الأوكرانية وبعض المناطق المهمة الأخرى، وحتى الآن المعارك مستمرة ولا يوجد حديث عن وقف إطلاق النار”.

وأكد المحلل في الشأن الروسي، بأن “المقاومة الشعبية والدعم الغربي ساعدا بشكل مستمر الأوكرانيين على الدفاع عن أنفسهم ومواجهة الهجوم الروسي، وهذا ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية أيضا”، وفق تعبيره.

ومن الواضح أن بوتين توقع إنهاء العملية العسكرية في وقت قصير، لكن يبدو الآن أن الاستراتيجية قد تغيرت، وأدرك “الكرملين” أن هذه المعركة ستكون طويلة الأمد في ظل الدعم الغربي لأوكرانيا، وفقا لـ بريجع خلال حديثه لـ “الحل نت”.

وأضاف المحلل السياسي مجيبا حول مدى فعالية وجدوى المفاوضات التي تحصل بين الجانبين الروسي-الأوكراني، “السؤال الأهم هو هل ستتمكن موسكو من السيطرة على كييف، أم ستنجح في جعل أوكرانيا جزءا من السياسة الخارجية الروسية وتقبل أن تكون دولة قريبة وصديقة لروسيا، أتوقع هذا الأمر مستحيل في ظل الرئيس الأوكراني الحالي، لكن يمكن أن يحدث إذا حدث تغيير الرئاسة في أوكرانيا خلال الانتخابات القادمة، وهذا الشيء يبدو غير متوفر في الوقت الحالي”.

وتابع “أيضا، يجب أن نفهم أن الملف الأوكراني ليس ملفا جديدا، وقد حدث بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث كان هناك حديث عن قضية أوكرانيا وأنها دولة قريبة من الغرب ويجب أن تكون أوكرانيا دولة محايدة، لكن هذا الأمر تم اختراقه في نظر الروس عندما قررت أوكرانيا الاقتراب من الغرب والانضمام إلى حلف الناتو”، وفقا للمحلل في الشأن الروسي في ختام حديثه لموقع “الحل نت”.

قد يهمك: بعد شهر من الغزو الروسي لأوكرانيا.. الكفة الراجحة لمن؟

لقاء قريب بين بوتين وزيلينسكي

بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الرئيس فلاديمير بوتين، لا يرفض أبدا اللقاء مع نظيره الأوكراني، لكنه وضع شرطا واحدا لهذا اللقاء، لكن يبدو أن اللقاء بين الجانبين وفق طلب زيلينسكي لا يبدو قريبا.

وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي من موسكو، اليوم الاثنين، أن بوتين لا يمانع لقاء زيلينسكي، لكن “يجب أن يتم التحضير لهذه الاجتماعات بشكل جيد”.

تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا لم تمتلك أسلحة نووية منذ عام 1996 بعد أن وافقت على التخلي عن ترسانتها النووية السوفييتية بشرط احترام حدودها بموجب مذكرة بودابست، التي وقعتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا.

وبحسب تقرير لـ “الحل نت”، يوم أمس، فإن الحزمة الأخيرة التي أعلنت عنها العديد من الدول، بما في ذلك واشنطن ودول “الناتو” والاتحاد الأوروبي واليابان أيضا، وهي العقوبات الاقتصادية الجديدة ضد روسيا وأفرادا وشركات روسية، وهذه الحزمة الدولية الأخيرة بالتأكيد ستكسر الإرادة السياسية والإرادة العسكرية للجنود الروس في الميدان، كل ذلك من شأنه أن يؤثر على إطالة أمد الحرب في أوكرانيا”، إذا ما تم التوصل إلى اتفاقية ما تفضي بإنهاء الحرب في أوكرانيا.

ومع مرور شهر على الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، يجدر التساؤل حول احتمالية انتهاء المطامع الروسية وتوقف غزوها لأوكرانيا، إذا وقّع الرئيس الأوكراني على قبول وضع غير نووي لأوكرانيا، أم أن موسكو ستواصل في تحقيق أهدافها، وإخضاع الحكومة الأوكرانية بأكملها تحت سلطة سياستها، والاحتمال الأخير يبدو مستبعدا وفق تقديرات متابعين.

قد يهمك: خسارات صينية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.. من الرابح الحقيقي؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة