خلاف واضح طرأ إلى المشهد في العراق، يهدّد بانهيار تحالف “إنقاذ وطن”، إذا ما استمر التوتر بين الحلبوسي والزاملي، وبالتالي انتهاء مشروع لم يبدأ فعليا بعد.

الخلاف الذي طرأ، هو بين رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، والنائب الأول لرئيس البرلمان حاكم الزاملي، فما قصته وما هو الأصح، ومن له الأحقية بادعائه؟

الخلاف هو حول التسمية ما بين رئيس البرلمان ونائبه، وهيئة رئاسة البرلمان، إذ يصر الزاملي على أن الثانية هي الأصح في المخاطبات الرسمية، وليست رئيس مجلس النواب ونائب.

خلافات

وأظهرت وثائق، أمس، اطلع عليها “الحل نت”، خلافات بين النائب الأول لرئيس مجلس النواب حاكم الزاملي، والأمين العام للمجلس سيروان عبد الله، بشآن المخاطبات بلغة رئيس ونائب من قبل سيروان، وإصرار على هيئة رئاسة من قبل الزاملي.

وفي هذا الصدد، أكد عضو مجلس النواب مشعان الجبوري، اليوم الاثنين، وجود “تنازع” في رئاسة مجلس النواب يهدد التحالف الثلاثي، أي تحالف “إنقاذ وطن”.

وقال الجبوري في تغريدة عبر موقع “تويتر”، إن تنازع الزاملي مع الحلبوسي وإصراره على أنه جزء من هيئة رئاسة وليس نائبا للرئيس، يهدد تحالف “إنقاذ وطن” بالتصدع إن لم يتدخل مقتدى الصدر.

وأشار الجبوري، إلى أن “هيئة الرئاسة لم يرد مطلقا في الدستور، والمحكمة الاتحادية أكدت عدم وجود شيء اسمه هيئة رئاسة مجلس النواب، وانما رئيس ونائبه”.

وينتمي حاكم الزاملي إلى “التيار الصدري” الذي يقوده مقتدى الصدر، وهو قيادي عتيق في “التيار”، بينما يتزعم الحلبوسي حزب “تقدم”، وهو زعيم في تحالف “السيادة” الجامع للمكون السني في المشهد السياسي العراقي.

الزاملي حاكم!

ومنذ انعقاد أول جلسة للبرلمان الجديد في 9 كانون الثاني/ يناير المنصرم، لاحظ العديد من المراقبين للمشهد السياسي، أن الزاملي أخذ أكثر من حيزه وصلاحياته في مجلس النواب، دون أي اعتبار لرئيس المجلس محمد الحلبوسي.

للقراءة أو الاستماع: بعد تقارب الصدر والمالكي.. هل يفقد “التحالف الثلاثي” قيمته؟

وعقد الزاملي عدة جلسات للبرلمان برئاسته دون حضور الحلبوسي، ما أدى إلى اعتبار كثير من المحللين والمراقبين، أن الزاملي هو الحاكم الفعلي للبرلمان، والحلبوسي مجرد ظل له لا أكثر، وهو ما أزعج الأخير.

ونشأ تحالف “إنقاذ وطن”، بعد انتهاء الانتخابات المبكرة الأخيرة في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، لكن دون تسمية رسمية له، وتم اختيار تسمية “إنقاذ وطن” له، قبل أقل من أسبوعين فقط.

ويضم التحالف، “التيار الصدري” بزعامة الصدر الفائز أولا في الانتخابات المبكرة، و”الحزب الديمقراطي” بزعامة رئيس إقليم كردستان سابقا مسعود بارزاني، وتحالف “السيادة” بقيادة الحلبوسي.

للقراءة أو الاستماع: التحالف الثلاثي بالعراق: رؤية إصلاحية أم تقاسم مغانم؟

ويسعى التحالف الثلاثي أو “إنقاذ وطن”، إلى تشكيل حكومة أغلبية سياسية، يقصي منها قوى “الإطار التنسيقي” الخاسرة في الانتخابات المبكرة والموالية إلى إيرلن، لكن ذلك المسعى لم يتحقق حتى الآن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.