تستمر التداعيات في العراق بشكل كبير، على خلفية دعوة أحد خطباء “حركة الصرخي” لهدم قبور آل البيت والأئمة الشيعة، لتصل التداعيات إلى الصرخي نفسه.

فقد أصدرت “محكمة تحقيق العمارة”، الأربعاء، مذكرة قبض بحق المرجع ورجل الدين محمود الحسني الصرخي، وفق بيان نشره المركز الإعلامي لـ “مجلس القضاء الأعلى” العراقي.

وصدرت مذكرة القبض، “وفق أحكام المادة 372 عقوبات، التي تنص على معاقبة من يعتدي بأحد الطرق العلانية على معتقد لإحدى الطوائف الدينية أو حقّر من شعائرها”، بحسب البيان.

في سياق لا يبتعد كثيرا، قام عدد من المتظاهرين بهدم مكاتب ومساجد تابعة إلى “حركة الصرخي” في عدة محافظات عراقية، ومنها بابل والبصرة وميسان.

وبعد موجة هدم مساجد “حركة الصرخي”، وجّه زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، اليوم الأربعاء، بعدم هدم مساجد أتباع الصرخي، والاكتفاء بإغلاقها فقط.

تفاصيل دقيقة

كان أحد خطباء رجل الدين محمود الحسني الصرخي، يدعى علي المسعودي، دعا الأحد المنصرم، في خطبة دينية بمدينة “الحمزة الغربي” جنوبي بابل، إلى هدم قبور وأضرحة آل البيت والأئمة الشيعة.

وأثارت تلك الدعوة، التي تم تداولها بنطاق واسع في مواقع “التواصل الاجتماعي”، ردود فعل غاضبة كبيرة في الشارع الشيعي وعند زعماء القيادات السياسية الشيعية أيضا.

إذ طالب زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، الاثنين، في رسالة خطية رجل الدين الصرخي بالتبرؤ من الشخص الذي دعا إلى هدم قبور الأئمة وآل البيت خلال 3 أيام، واصفا إياه بـ “المجرم الزنيم”.

للقراءة أو الاستماع: صولة ضد “حركة الصرخي” في العراق

وقال الصدر، إنه في حال عدم التبرؤ من الخطيب التابع إلى الصرخي، “فإنني أجد نفسي ملزما بالتعامل معهم ومع أمثاله بما يمليه علي ضميري وديني ومذهبي، ووفقا للشرع والقانون والعرف الاجتماعي المعقول”.

بعد رسالة الصدر، ألقت قوة من جهاز “الأمن الوطني”، القبض على خطيب جمعة الصرخي في بابل الذي دعا إلى هدم قبور وأضرحة الأئمة وآل البيت، “استنادا إلى مذكرة قضائية”.

حملة اعتقالات واسعة

عقب ذلك، بدأت حملة أمنية لملاحقة أتباع الصرخي في كل أنحاء العراق، بناء على توجيهات قضائية، واعتقلت “وكالة الاستخبارات” 6 أشخاص، قالت إنهم “يتهجمون على الرموز الدينية في محافظات البصرة وكربلاء وميسان”.

وفي وقت متأحر من ليلة الاثنين، أمر قائد شرطة بابل، اللواء خالد تركي بغلق جميع الحسينيات والمكاتب التابعة لرجل الدين الصرخي، “حفاظا على السلم المجتمعي”.

للقراءة أو الاستماع: في العراق.. (الراب) الإسلامي الشيعي يتألّق

وشهدت بابل ومحافظات ذي قار والبصرة والمثنى وكربلاء، تظاهرات ليلية غاضبة من محاولة أتباع الصرخي “إثارة الفتنة” في العراق، وأغلقوا معظم مكاتب وحسينيات “حركة الصرخي” في تلك المحافظات.

وبحسب مصادر “الحل نت”، فإن رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي، القاضي فائق زيدان أعطى توجيها قضائيا بإلقاء القبض الفوري على أتباع “حركة الصرخي” في جميع أنحاء العراق

يشار إلى أن محمود الحسني الصرخي، هو رجل دين شيعي من تولد مدينة الكاظمية شمالي العاصمة العراقية بغداد، وله العديد من الأتباع، وهو يتبنى “الفكر المتطرف” المقارب من فكر حركة “الإخوان المسلمين”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.