سؤدد الصالحي، صحفية عراقية نوعية، كثيرا ما أحرجت السلطة وحجزت لاسمها المرتبة الأولى لقاء تميزها في عملها، ما أهلها للفوز بجائزة “درام” (The Drum Online Media Awards) البريطانية، كصحفية العام.

وحصدت سؤدد التي عملت في عدة وسائل غربية مرموقة، الجائزة عن طريق تقريرها عن مصير نساء التركمان الشيعيات المختطفات من قبل تنظيم داعش في عام 2014.

https://twitter.com/sirkarar/status/1520644683353161730?s=21&t=7R20WseSzsEQ2QxTH0VR4w

أقرأ/ي أيضا: اختطفتها “العصائب” ونفى سليماني علمه بشأنها.. وثيقة إيرانية تكشف قصة هوليودية لامرأة عراقية!

كشفت زيف السلطة

ووجدت الصالحي في تقريرها أن الغالبية العظمى من النساء لم يتم تسجيلهن على أنهن في عداد المفقودين، ولم يتم بذل أي جهود رسمية لتحديد مكانهن.

وذكرت كيف أن القوى السياسية العراقية التي يهيمن عليها الشيعة قد استثمرت بكثافة في دعم الناجيات من الإيزيديات، لكنها لم تفعل شيئا لتحرير النساء التركمان الشيعة.

وتمكنت الصالحي من خلال الاستقصاء إثبات أن العديد من نساء التركمان الشيعة المختطفات على قيد الحياة، في معسكرات تديرها القوات الكردية والتركية على الحدود بين سوريا وتركيا.

ومن خلال البحث الدقيق، كشفت الصالحي لأول مرة، من خلال تقارير المخابرات العراقية، أن العديد من النساء التركمان على قيد الحياة، وإنهن محتجزات مع عوائل داعش في معسكرات تديرها القوات الكردية والتركية على الحدود التركية – السورية.

وفي تعليق على ذلك، قالت الصالحي لموقع “الحل نت”،: “بدءا، أنت لا تخطط للفوز بجائزة، وإن النجاح في عمل ما وصولا للحصول على جائزة، هي نتاج لعمل فريق كامل يبدأ بالصحفي وعائلته ولا ينتهي برئيس المؤسسة التي يعمل بها”.

وأضافت أن “الصحفي يقدم افضل ما لديه عندما يعمل مع محرر جيد يعرف كيف يوظف إمكانياته لخدمة القصة التي يعمل عليها”، مشيرا إلى أن ذلك بـ”وجود مؤسسة تعتمد المعايير المهنية كمقياس لتقييم العاملين فيها، وتعمل على دعمهم معنويا وقانونيا وتطوير مهاراتهم”، مبينا أنه “كلها عوامل تعزز من فرص نجاح الصحفي وتدفعه للمنافسة سواء محليا او دوليا”.

أقرأ/ي أيضا: الحزب الشيوعي العراقي يتحدث عن خيارين لإنهاء الأزمة السياسية

من هي الصالحي؟

وتعمل الصالحي كصحفية منذ عقدين من الزمن، وتكتب تقارير عادة عن قضايا حساسة تتمحور حول أولئك الذين يحرص الساسة والمسؤولين الى دفعهم بعيدا عن دائرة الضوء.

وعن فوزها بالجائزة رغم تحديات العمل الصحفي في العراق علقت الصالحي إلى أن “الصحافة العراقية المحلية، تعاني من مشاكل حقيقية لأسباب كثيرة، لكن هذا لم يمنع ظهور صحفيين عراقيين ينافسون زملائهم العرب والأجانب في هذا المجال”.

ولفت إلى أن “غالبية الصحفيين الذين عملوا مع مؤسسات صحفية أجنبية بعد 2033، توفرت لهم فرص كبيرة للتدريب والتعلم من الصحفيين الأجانب الذين عملوا في العراق ولأن البلد ساحة حدث أمني وسياسي واقتصادي منذ حوالي العقدين، فقد توفرت لهؤلاء الفرصة لتعزيز خبراتهم وصقل مهاراتهم بالعمل”.

الصالحي أشارت إلى أن “هناك العديد من العراقيين العاملين مع الصحافة الأجنبية ترشحوا عدة مرات لجوائز عالمية مشابهة، وبعضهم وصل النهائيات وينافس حاليا على الجائزة، وبعضهم حصل على جوائز وأخرين ينتظرون دورهم، اكنهم لم يحظوا بتغظية إعلامية محلية مثالية”.

وبالعودة لتقرير الذي نشرته الصالحي، ففي عام 2021، كشفت للأسر المفجوعة كيف قامت الحكومة بالتستر على مجزرة لأحبائهم، وأبلغت عن عملية قتل انتقامية أحرجت السلطات العسكرية.

وخلال العقدين الماضيين، غطت الصالحي الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003؛ الحرب الأهلية من 2005 إلى 2008؛ صعود القاعدة ثم تنظيم الدولة الإسلامية. والنفوذ المتنامي لإيران.

أقرأ/ي أيضا: في عيد العمال.. ملايين الأيدي العاملة في العراق دون حقوق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.