صدمة انتابت معظم نشطاء “انتفاضة تشرين” في العراق، بعد الإعلان عن تشكيل “لواء تشرين” المسلّح، إذ اعتبره الكثير من رواد مواقع “التواصل الاجتماعي”، بأنه يُشوّه سمعة الانتفاضة العراقية.

“لواء تشرين”، فصيل مسلّح أعلنت عشائر محافظة المثنى في جنوبي العراق عن تشكيله، أمس السبت، وذلك للحفاظ على أرواح الناشطين من الترهيب والقتل، بحسب البيان المصوّر الذي تابعه “الحل نت”.

يأتي تشكيل الفصيل، لمواجهة ظاهرة تفشي المخدرات في المجتمع العراقي ولحماية النشطاء من الميليشيات، ولمواجهة النزاعات العشائرية، ولإرساء السلم المجتمعي، وفق البيان التأسيسي للفصيل.

في هذا السياق، ترى الناشطة السياسية وإحدى أبرز المشاركات في “انتفاضة تشرين”، أنسام سلمان، أن “لواء تشرين” لا يمثّل الانتفاضة العراقية، ويمثّل فئة بسيطة تعبّر عن نفسها فقط.

وتضيف سلمان لـ “الحل نت”، أن أحد أهم مطالب “انتفاضة تشرين” عندما اندلعت، إنهاء ظاهرة السلاح المنفلت وحصر السلاح بيد الدولة، بالتالي فإن هذا الفصيل المتشكل لا يمت للانتفاضة بصلة.

“لا للعسكرة”

أنسام سلمان تردف، بأن تشكيل الفصيل المسلّح يعني عسكرة الحركة الاحتجاجية، “وهو أمر مرفوض من قبلنا كمحتجين؛ لأنه لا يتماشى مع العمل الحقوقي والإنساني والاحتجاجي”.

للقراءة أو الاستماع:

وتشير، إلى أن تأسيس “لواء تشرين” يعني تساوي الحركة الاحتجاجية مع من خرجت ضدهم من أحزاب يمتلكون السلاح المنفلت، ويكوّن صورة مفادها بقاء السلاح المنفلت دون رقابة وتحرك لإنهائه.

أنسام سلمان أثناء إحياء ذكرى سنوية “انتفاضة تشرين” الأولى

سلمان تلفت، إلى أن الحركة الاحتجاجية هي عملية تقويمية لدور الحكومة والبرلمان وللسلطتين التشريعية والتنفيذية، من أجل تشكيل حكومة مدنية قوية وذات سيادة، وأن تكون حكومة مركزية القول والفعل، لا حكومة مقيّدة.

وتختتم، بأن تشكيل فصيل مسلّح باسم “انتفاضة تشرين” يتناقض مع مبادئ الحركة الاحتجاجية، وعلى الحكومة تقوية سلطة القانون وفرضه على الكل وجعله الرادع لكل عمليات خارجة عنه.

للقراءة أو الاستماع:

خرجت “انتفاضة تشرين” في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، ضد الفساد السياسي والبطالة ونقص الخدمات والتدخل الإيراني بالشأن العراقي.

مكتسبات “تشرين”

من أبرز الشعارات التي نادت بها الانتفاضة: “نريد وطن، ونازل ٱخذ حقي”، وطالب المتظاهرون بتغيير نظام الحكم إلى رئاسي، وترك المحاصصة السياسية.

لكن التظاهرات جوبهت بقمع من “قوات الشغب” الحكومية والميليشيات الموالية لإيران بالقنابل الدخانية والقناص، وبخطف وتعذيب وتغييب المتظاهرين.

للقراءة أو الاستماع:

وقتل في “حراك تشرين” 750 متظاهرا وأصيب 25 ألفا، بينهم 5 آلاف متظاهر بإعاقة دائمة، وفق الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية.

وأسفرت “انتفاضة تشرين” عن إسقاط حكومة عادل عبد المهدي في كانون الأول/ ديسمبر 2019، ومجيء حكومة برئاسة مصطفى الكاظمي في 7 أيّار/ مايو 2020.

ومن مخرجات “تشرين” انتخابات مبكرة أجريت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، وشاركت فيها عدة أحزاب انبثقت من رحم الانتفاضة، وفاز بالانتخابات 15 نائبا من “قوى تشرين” و45 نائبا مستقلا بشكل فردي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.