مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، والمقاومة التي تعرضت لها القوات الروسية من الأوكرانيين، بدأت الخسائر العسكرية التي تتكبدها روسيا بالظهور بشكل ملموس، ومما زاد الأمر سوءا بالنسبة للقوات الروسية، العقوبات الغربية التي فُرضت تباعا على روسيا مع بدء الغزو.

روسيا تعاني نقصا كبيرا في قطع الغيار

نتيجة للعقوبات الغربية، وزيادة حدة المقاومة الأوكرانية للغزو الروسي، تعاني روسيا من نقص كبير في قطع الغيار لعتادها العسكري في أوكرانيا، ما دفعها للجوء إلى استخدام قطع من الثلاجات والغسالات كقطع غيار بديلة.

وفي هذا السياق، قالت وزيرة التجارة الأميركية، جينا ريموندو، في جلسة استماع لمجلس الشيوخ يوم الأربعاء الفائت، أنه” لدينا تقارير من الأوكرانيين أنهم عندما يجدون معدات عسكرية روسية على الأرض، فإنها مليئة بأشباه الموصلات التي أخذوها من غسالات الصحون والثلاجات”، مضيفة أن مصنعي دبابات روسيين أُجبروا على الإغلاق بسبب نقص المكونات، بحسب تقارير صحفية.

من جهة ثانية، قدر خبراء التكنولوجيا أن الصادرات إلى روسيا تراجعت بنسبة 70 بالمئة تقريبا منذ فرض العقوبات بعد اجتياح أوكرانيا في 24 فبراير، فيما أظهرت تقارير سابقة حول القوات العسكرية الروسية، أن روسيا تعتمد على الإلكترونيات الغربية لتحديث قوتها العسكرية.

قد يهمك:عقوبات أميركية وأوروبية على روسيا.. التفاصيل الكاملة

العقوبات الغربية بدأت تدريجيا وأرهقت روسيا

قبيل الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، بتاريخ 22 شباط/فبراير الماضي، عن فرض “دفعة أولى” من العقوبات ضد روسيا بسبب ما اعتبره بأنه “بداية غزو لأوكرانيا”، وردا على اعترافها باستقلال منطقتين انفصاليتين شرقي أوكرانيا.

كما اتفق وزراء خارجية “الاتحاد الأوروبي”، على معاقبة 27 فردا وكيانا روسيا، بعد أن اعترفت موسكو بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا كدولتين مستقلتين، حيث استهدفت هذه العقوبات، أعضاء في البرلمان الروسي صوتوا لصالح الاعتراف بدونيتسك ولوغانسك كدولتين مستقلتين، بحسب متابعة “الحل نت”.

وفي مطلع آذار/مارس الماضي، أعلن البيت الأبيض فرض عقوبات جديدة تستهدف النخبة الحاكمة وشركاتهم وكذلك المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، كما أن الولايات المتحدة ستفرض أيضا قيودا على تأشيرات دخول 19 من النخبة الحاكمة الروسية وأُسرهم وشركائهم، فيما وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن حملة العقوبات ضد روسيا حينها بأنها “هي الأضخم في التاريخ”، وأضاف أن روسيا تطلق النار دون تمييز في أوكرانيا.

كما قام الغرب، في مطلع نيسان/أبريل الماضي، بفرض عقوبات جديدة على خلفية التقارير التي تحدثت عن ارتكاب القوات الروسية فظائع ضد المدنيين في المناطق التي انسحبت منها في ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف، بحسب متابعة “الحل نت”.

وقال الأكاديمي والباحث السياسي في مركز “لندن” للدراسات السياسية والاستراتيجية، مايكل مورغان، في وقت سابق لموقع “الحل نت”، أن الخسائر التي تكبدها الجيش الروسي في ظل المقاومة العنيفة من الشعب الأوكراني بقيادة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قد أغضب بوتين بشكل كبير، مما يحول دون التوصل إلى اتفاق ما حتى يعوض بوتين ما خسره على الأرض من خلال الحصول على كامل طلباته، التي قدمها قبل الحرب ولكن البعض يرى أن سقف مطالبه سيرتفع بسبب الخسائر والعقوبات الاقتصادية التي تكبدها من الغرب خلال الفترة الماضية.

إقرأ:جرائم حرب روسية في أوكرانيا.. موسكو تنتظر عقوبات جديدة

الغزو الروسي لأوكرانيا، بات الحرب الأكبر في أوربا منذ الحرب العالمية الثانية، اعتقد الروس في بدايته أنهم قادرون على حسمها في أيام وتحقيق أهدافهم، لكن العقوبات والمقاومة تكاد تنهي آمالهم التوسعية، وتضع روسيا في موقف صعب للغاية لا فهي لا تستطيع الاستمرار بعد الإنهاك العسكري والاقتصادي، ولا تستطيع إعلان وقف الحرب فيكون ذلك إعلان رسمي بهزيمتها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.