ربما من الواضح جدا، أن الخلاف بين القطبين السياسين الكرديين قد وصل أشده حتى بات الطرفان يبحثان عن مخرج سريع للأزمة، إذ لم يمضي الكثير على مبادرة نائب رئيس “الديمقراطي” نيجرفان بارزاني، حتى بدأت أثار ذلك تظهر جليا فيما يتعلق بالتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى توافق الحزبين.

حيث عبر “الاتحاد الوطني”، مساء أمس الاثنين، عن أمله في التوصل لاتفاق مع الحزب “الديمقراطي” في الأيام المقبلة ينهي أزمة تسمية رئيس الجمهورية، مؤكدا أن، الحوار بين الطرفين سيفتح عدة ملفات بينها قانون انتخابات الإقليم ومنصب الرئيس.

اقرأ/ي أيضا: تقارب قطبي الأكراد.. هل يصيب “الإطار التنسيقي” بمقتل؟ 

خطوة جيدة

ومثلت زيارة نائب رئيس الحزب “الديمقراطي” نيجرفان بارزاني إلى السليمانية ولقاءه برئيس الاتحاد بافل طالباني خطوة جيدة، وفقا للنائبة عن كتلة “الاتحاد الوطني” سوزان منصور لقناة العراقية الإخبارية الرسمية، وتابعها موقع “الحل نت”.

وأكدت أنهم في “الاتحاد”، يدعمون تلك المبادرة، لكنهم ينتظرون أيضا مبادرة واضحة تعيد المياه إلى مجاريها، مشيرة إلى أن “التوتر السياسي بين الطرفين تراجع ونتمنى أن يمهد لإزالة الخلاف على منصب رئيس الجمهورية وهو ملف رئيس ومهم”.

وكشفت منصور، أنه “كان هنالك حوار خلف الكواليس بين نيجرفان بارزاني والقيادي في الاتحاد الوطني قوباد طالباني لتداول القضايا الخلافية وتدارك الأزمة”.

وتابعت أن الملفات على “طاولة النقاش تشمل مواضيع تشريع قانون الانتخابات في إقليم كردستان، وتسمية المرشح لرئاسة الجمهورية وملفات أخرى، ونتوقع أن يعقد المكتبان السياسيان في الحزب اجتماعا للخروج بمبادرات إيجابية”.

بالمقابل، أن “حصول اتفاق كردي على رئاسة جمهورية العراق من شأنه أن ينعكس إيجابا على الوضع السياسي في العراق، وقد يمهد لإنهاء أزمة تسمية منصبي رئيسي الجمهورية والوزراء”، بحسب عضوة “الاتحاد الوطني”.

https://twitter.com/mhmad1_0/status/1528441190424748035?s=21&t=sDVRkvYgVvcLYRGHwAsIDQ

اقرأ/ي أيضا:الاتحاد الوطني يعلن موقفه من إعادة فتح الترشيح لرئاسة العراق

رؤية توافقية

كما أشارت، إلى أن “رؤية الاتحاد الوطني تدعم تشكيل حكومة عراقية تضم جميع الأطراف الفائزة بالانتخابات ومن بينها المستقلون”، مؤكدة أن “التقارب بين الأحزاب الكردية قد ينتج في وقت لاحق تقاربا بين القوى الشيعية”، مبينة أنه “لطالما كانت كردستان طرفا يوحد العراقيين”.

وشددت على أن “إصرار الاتحاد الوطني على تسمية برهم صالح لمنصب رئيس الجمهورية، ينبع من كونه شخصية وطنية ويمتلك مؤهلات الاستمرار في هذا المنصب، ومن الممكن دعم ترشيحه عبر الفضاء الوطني”.

ويستمر الخلاف السياسي في العراق، حول تمسك التحالف الثلاثي – يضم الكتلة الصدرية الأكثر عددا نيابيا بـ 73 مقعدا، وتحالف السيادة الذي يضم معظم القوى السنية بـ65 مقعدا، والحزب الديمقراطي الكردستاني 31 مقعدا، بمشروع تشكيل حكومة “أغلبية”.

فيما يصر “الإطار التنسيقي” – يضم أبرز القوى الشيعية المدعومة إيرانيا بـ81 مقعدا إلى جانب “الاتحاد الوطني” بـ17 مقعدا، بأن تكون حكومة “توافقية”، يشترك الجميع فيها، وهذا ما لم يقتنع زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، به حتى الآن.

من جهة أخرى، يستمر الخلاف بين الحزب “الديمقراطي” وحزب “الاتحاد الوطني الكردستاني”، المقرب من إيران، حول أحقية منصب رئاسة الجمهورية الذي يشغله الاتحاد منذ ثلاث دورات رئاسية، فيما يحاول الديمقراطي الحصول عليه هذه المرة.

اقرأ/ي أيضا: مرثون رئاسة جمهورية العراق.. الاتحاد الوطني: الحوار اغلق مع الديمقراطي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.