مع كل عاصفة ترابية تضرب العراق، تخرج التصريحات السياسية بضرورة التصدي لخطر التغير المناخي في البلاد، وهذا ما حدث اليوم أيضا، بعد العاصفة الآخيرة.

فقد حذر رئيس الحكومة العراقية الأسبق، إياد علاوي، اليوم الأحد، عبر تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، من تداعيات أزمة التصحر وجفاف المياه في العراق.

علاوي قال، إن “التصحر وشحة المياه يدقان ناقوس الخطر القاتل في العراق، وعلى الحكومة التعامل الفوري والجدي مع الملف، من خلال وضع خطط وحلول واقعية ومستعجلة”.

كذلك دعا زعيم “ائتلاف الوطنية”، الحكومة العراقية، إلى الدخول في مفاوضات مباشرة وصريحة مع تركيا وإيران كدول منبع، وبحضور “الأمم المتحدة” حول حصة العراق من المياه.

إغلاق وتعطيل

تحذير علاوي يأتي إزاء التغير المناخي، بعد أن اجتاحت العراق، فجر اليوم الأحد، عاصفة ترابية هي الـ 12 في غضون 3 أشهر، وخلّفت 2250 حالة اختناق مختلفة الشدة بعموم البلاد.

وتسبّبت معظم العواصف التي ضربت العراق، بإغلاق الحياة في البلاد، ودفعت إلى تعطيل الدوام في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية، وتعليق حركة الملاحة البحرية والملاحة لجوية في المطارات، نتيجة قلة مستوى الروية.

وشهد العراق تسجيل 122 عاصفة ترابية خلال 283 يوما في سنة واحدة. ومن المتوقع أن تسجّل البلاد في السنوات المقبلة 300 يوم مغبر في كل سنة، حسب وزارة البيئة العراقية.

وفق منظمة “حماة دجلة”، فإن التصحر واستمرار زيادة الأراضي المتصحرة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وقلة التشجير مع عدم وجود حزام أخضر، هي من أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث العواصف الرملية.

كدليل على ذلك، بلغت نسبة مساحة الغابات الطبيعية والاصطناعية 1.6 بالمئة فقط من مساحة العراق الكاملة، حسب إحصائية أعدّها “الجهاز المركزي للإحصاء”، في عام 2020.

الإحصائية ذاتها، أكدت أن 69 بالمئة من مساحة العراق تعد أراضي متدهورة؛ لأن 15.6 بالمئة منها هي أراضي متصحرة و53.9 بالمئة هي أراضي مهدّدة بالتصحر.

عجز مائي

العراق يحتاج إلى 14 مليار شجرة لإحياء المناطق التي تعاني من التصحر، والحفاظ على بيئته من التغيرات المناخية، وفق وزارة الزراعة العراقية.

تهاون الحكومة مع من يحولون الأراضي الزراعية إلى مجمعات سكنية سبب آخر وراء التغير المناخي؛ إذ فقد العراق 60 بالمئة من الأراضي المزروعة والصالحة للزراعة، نتيجة التجريف والتجاوزات، حسب وزير البيئة حسن الفلاحي.

ولا يقتصر التغير المناخي في العراق على التصحر وحصول العواصف الترابية فقط، بل يعاني من شح المياه أيضا.

وستعاني البلاد من عجز مائي تصل نسبته إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035، على حد قول رئيس الجمهورية برهم صالح في تصريح صحفي بوقت سابق.

العجز المائي الذي تحدّث عنه صالح، هو بسبب تراجع مناسيب مياه دجلة والفرات والتبخر بمياه السدود وعدم تحديث طرق الري، وقطع تركيا وإيران لحصة العراق المائية، وفق وزارة الموارد المائية العراقية.

يجدر بالذكر، أن العراق يصنّف الأول عالميا بالتغيرات المناخية مما ينذر بجفاف كبير، ويعد من أكثر البلدان تضررا من ناحية شح المياه والأمن الغذائي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.