سابقا، أدى نقص الوقود وتحديدا مادة المازوت، إلى انقطاع دورة الإنتاج في المشاريع التي تلقت تمويلا حتى الآن، لا سيما في مصنع إنتاج الكحول وتقطيرها بالرغم من أن سوريا تحتل المرتبة الثالثة في إنتاج العنب على مستوى الوطن العربي بعد مصر والمغرب، والمرتبة 28 عالميا، حيث يشكل إنتاجها 10 بالمئة، من إجمالي إنتاج الدول العربية و0.4 بالمئة من الإنتاج العالمي.

هذا التراجع أدى إلى تحويل الدفة في إنتاج وتصدير الكحول نحو مؤسسة الصناعات الغذائية، التي قدمت عرضا جديدا لمصانع الكحول بإقراضهم ما مجموعة 10 مليارات ليرة سورية، لشراء محصول العنب من المزارعين، وإعادة تصنيعها وتصديرها.

تصدير الكحول للدول الأجنبية فقط

في السياق ذاته، قال إبراهيم نصرة، المدير العام للهيئة العامة للصناعات الغذائية، في حوار مع إذاعة “ميلودي” المحلية، أمس الأربعاء، إنه بعد موافقة مجلس الوزراء على منح سلفة مالية بقيمة 10 مليارات دولار لمصانع السويداء وحمص بواقع نصف السلفة لشراء العنب، سيتم شراء كيلو العنب من المزارع بقيمة 1000 ليرة.

وتبلغ طاقة إنتاج العنب السنوية للمنشأتين معا 8000 طن، حيث ينتجان 700 طن من المشروبات الكحولية مثل العرق والنبيذ.

وبحسب نصرة، فإن المشروبات الكحولية قابلة للتصدير، ولكن بحسب التقديرات والطلب، إذ ترسل بكميات متواضعة فقط، أي أقل من 10 بالمئة من الإنتاج إلى ألمانيا، النمسا، والولايات المتحدة، فيما لا يتم تصديرها إلى أي دولة عربية.

زراعة العنب في سوريا

بسبب ارتفاع تكاليف المياه والوقود، فضلا عن الانقطاع الكهربائي المستمر، تحول المزارعون في سوريا من زراعة العنب إلى زراعة أشجار أخرى تحتاج كمية أقل من المياه وتكاليف إنتاج أقل، كالرمان والقمح وغيرها، بعدما كانت مساحات شاسعة من البلاد تزرع بعرائش العنب.

في عام 2009، ذكر مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة، أن سوريا من أغنى الدول العربية بالأصناف المزروعة من العنب، ويبلغ عددها نحو 100 صنف منتشرة في جميع أنحاء البلاد.

كما تعد أهم الأصناف المنتشرة، هي أربعة أصناف تمثل 85 بالمئة من إجمالي إنتاج العنب، وهي “الحلواني” ونسبة إنتاجه 30 بالمئة، فيما يبلغ إنتاج “الزيني” 15 بالمئة، و”البلدي” 20 بالمئة، و”السلطي” 20 بالمئة.

وتنتشر زراعة العنب في جميع المحافظات السورية، ويبلغ إجمالي المساحة المزروعة نحو 54714 هكتارا، فيما يبلغ إجمالي عدد الأشجار 4.466 ملايين شجرة، بحسب إحصائيات وزارة الزراعة لعام 2008، وذلك يرجع لأن زراعته بدأت في سوريا منذ نحو خمسة آلاف سنة، إذ تشير العديد من الأبحاث العلمية إلى أن بعض أنواع عنب المائدة استنبطت من خلال التهجين بين أصناف سورية وعالمية، مثل “دايتي دي بيريوت” من فرنسا، و”الأفورزلي” من تركيا، و”البولقار” والألب من رومانيا، وجميعها تدل على أصولها السورية المحلية.

نمو في صادرات الخمور

في عامي 2019 و2020، نمت صادرات الخمور الصلبة في سوريا، مما جعلها ضمن أكبر مصدري للخمور الصلبة في العالم، حيث كانت الوجهة الرئيسية لصادرات الخمور الصلبة هي هولندا وألمانيا وتشيلي.

وبحسب التصريحات الحكومية، فإن سوريا صدّرت كمية 20 طنا من منتجاتها إلى الولايات المتحدة، وكمية 2.5 طن إلى ألمانيا عبر أحد الوسطاء التجاريين، بقيمة مالية إجمالية بلغت نحو 40 مليون ليرة سورية.

كما بلغ حجم المبيعات نحو 540 طنا، بقيمة مالية بلغت 859 مليون ليرة سورية، محققة بذلك أرباحا وصلت إلى ما يقارب 85 مليون ليرة سورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.