يعكس تزاحم السيارات والمركبات حول محطات الوقود حجم الأزمة التي يعانيها السكان ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية في محافظة دير الزور شرقي سوريا، جراء انعدام مادة البنزين وبقية المشتقات النفطية فجأة، مما أثار حالة من التذمر والاستياء والغضب في أوساط المواطنين.

شلل في الحركة

أفاد مراسل “الحل نت”، بأن فقدان الوقود من المحطات “الكازيات” في مدينة دير الزور ونواحيها بشكل مفاجىء، تسبب بشلل حركة السير سواء بداخل المدينة أو خارجها، وآثار ذلك انعكست على المدنيين بشكل مباشر، سواء الموظفين الذين يحتاجون للتنقل بين مكان عملهم في المدينة وسكنهم في الريف أو العكس، إضافة إلى العمال والطلاب وحتى المرضى المراجعين لمشافي خارج المحافظة.

مشيرا إلى عجز الجهات المسؤولة عن إيجاد حلول لهذه المشكلة، والتي اكتفت بدور المتفرج على ما يحدث فقط، كما أنها لم تقدم أي تبرير لهذه المشكلة.

سليم العمر، سائق تكسي أجرة قال لـ “الحل نت” إن أكثر المتضررين من فقدان الوقود هم سائقي سيارات الأجرة والميكرو باص، فقد تأثر عملهم بشكل كبير، لانتظارهم أيام كاملة أمام محطات الوقود لتعبئة عرباتهم لكن بدون فائدة، كما لا يوجد لديهم مصدر رزق آخر سوى عرباتهم التي توقفت عن العمل.

مؤكدا بأنه انتظر يوم ونصف أمام كازية (سادكوب) لتعبئة عربته بالبنزين، لكن بدون جدوى، في الوقت الذي تحصل فيه عربات وآليات تابعة لـ “الفرقة الرابعة” و”الحرس الجمهوري” وبعض الميليشيات الإيرانية على مخصصاتهم من البنزين بدون أي انتظار.

إقرأ:حدائق دير الزور تتحول إلى مقرات ومراكز تدريب إيرانية

تعطل مرافق الحياة

بينما قال خليفة الحاج حسن، من سكان حي هرابش، لـ “الحل من” إن أزمة الوقود شلت حركة الحياة في المدينة، وتوقفت كثير من القطاعات بسببها، موضحا بأن والدته مريضة سرطان وبحاجة لمراجعة إلى مدينة دمشق، لتأخذ علاجها هناك.

يتابع، اتفقت مع سائق سيارة أجرة من أجل السفر، كون والدتي لا تتحمل مشقة السفر بالباصات، إلا أن السائق لم يأتي على الموعد في صباح اليوم التالي، بسبب عدم تمكنه من تعبئة سيارته بالوقود.

مضيفا أنه بسبب هذه الأزمة، اضطر إلى تأجيل مراجعة والدته، على الرغم من أن حالتها الصحية لا تقتضي أي تأخير عن موعد المراجعة، تحاشيا لأي انتكاسة قد تتعرض لها.

ويؤكد خبراء اقتصاديون، أن أزمة المحروقات في سوريا مؤخرا مرتبطة، بتراجع الإمداد الروسي لسوريا بالنفط، بعد غزو أوكرانيا، في حين تراها إيران فرصة للضغط على دمشق عبر المشتقات النفطية، لتحصيل مكاسب، متعلقة بالقطاعات الاقتصادية، لا سيما في الكهرباء.

الجدير ذكره تعيش مناطق سيطرة الحكومة السورية والميليشيات الموالية لها في دير الزور كغيرها من المحافظات الأخرى، أوضاعا معيشية متردية بالتزامن مع موجة الغلاء الفاحش وفقدان أبسط مقومات الحياة في المنطقة، إلى جانب الفلتان الأمني وانتشار فوضى السلاح والتعدي على المواطنين من قبل بعض العناصر المستقوية بالأجهزة الأمنية.

قد يهمك:من دير الزور إلى أوكرانيا.. روسيا تكشف عن أكبر قادة غزوها

فلا أحد مهتم بتأمين حاجات الأهالي الذين أنهكتهم سنوات الحرب السابقة، أو العائدين من مناطق النزوح خارج حدود المحافظة، سوى الكلام المنمق والوعود الخلبية للمسؤولين في وسائل الإعلام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.