ارتفعت أسعارها 50 بالمئة.. لهذه الأسباب انتشرت ألعاب العيد في الساحات السورية

غالبا ما تشهد ساحات العيد المنتشرة في سوريا خلال فترة الأعياد، حوادث عديدة أغلب ضحاياها من أطفال، إما بسبب الأطعمة المكشوفة التي تباع بدون رقابة، أو عبر ما يعرف بـ”ألعاب العيد”، التي يتم تشييدها بجهود محلية وبعيدا عن أية جهات رقابية.

رغم الوعود التي أطلقتها الحكومة قبل العيد بمنع هذه الألعاب، فقد شهدت العديد من الساحات السورية انتشارها، وسط إقبال كثيف من قبل الأطفال على هذه الساحات احتفالا بعيد الفطر، في وقت سجلت فيه الجهات المعنية عشرات الحوادث المرتبطة بهذه الألعاب في شوارع المحافظات السورية.

ساحات العيد

ساحات العيد تعتبر الملاذ الأنسب لمحدودي الدخل، حيث يصطحبون أطفالهم للاحتفال عبر ركوب الألعاب الشعبية، وذلك في محاولة للتغلب على غلاء الأسعار في مدن الملاهي النظامية، لكن هذه الألعاب قد تكون خطيرة، لأن تشييدها غالبا ما يكون بعيدا عن الرقابة وعن تطبيق قواعد السلامة.

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي،  أشار إلى أن تكلفة ألعاب العيد في الساحات، منخفضة مقارنة بالألعاب الموجودة في مدينة الملاهي أو في المولات الكبرى حيث أن تكلفة اللعب لمدة 10 دقائق تبدأ من 1000 إلى 1500 ليرة سورية، وأبرز الألعاب التي يتوافد إليها الأطفال هي المراجيح، مشيرا إلى أنه يتم تجهيزها قبل العيد بيوم ليقبل الأطفال على اللعب بها.

قد يهمك: محمد فؤاد يفجر مفاجأة من العيار الثقيل.. “كنت عارف إني رايح لرامز جلال”

أسعار هذه الألعاب ارتفعت هي الأخرى، فقد أشار الموقع المحلي إلى أن أسعارها ارتفعت بنسبة لا تقل عن 50 بالمئة، حيث يدفع العديد من أصحاب هذه الألعاب مبلغ 50 ألف ليرة، لمديرية الأملاك التابعة للحكومة، مقابل الحصول على ترخيص لمدة ثلاثة أيام، في حين لا يحصل جميع أصحاب هذه الألعاب على ترخيص نظامي.

خلال أيام عيد “الفطر” سجل مشفى “المواساة الجامعي” في دمشق، 1200 حالة إسعاف بمختلف الاختصاصات، وذلك لأسباب عديدة أبرزها حوادث السير والمشاجرات في ساحات العيد، فضلا عن حوادث إطلاق النار المرتبطة بالعيد، والتي أدت لوقوع إصابات مختلفة.

مدير المشفى الدكتور عصام الأمين، كشف في تصريحات لـ”أثر برس”، عن استقبال المشفى 170 حالة إسعاف أول أيام العيد ونحو 70 في اليوم الثاني، جراء حوادث متفرقة مرتبطة بالعيد، كما وصل عدد حالات الإسعاف إلى 1200 حالة خلال الأسبوع الماضي.

الجهات المعنية كانت قد أعلنت قبل العيد بأيام، أنها ستشدد على منع بيع الألعاب والمفرقعات النارية ومسدسات الخرز للأطفال في كل الفعاليات والمحال التجارية خلال أيام عيد الفطر السعيد، حيث تقوم عناصر الدائرة الصحية في مجال المدن بتوجيه الإنذارات لكل الفعاليات والمحال التجارية لضرورة الالتزام بعدم بيع هذه الألعاب تحت طائلة الإغلاق والمساءلة القانونية.

عادة ما تنتشر المراجيح وألعاب العيد المختلفة في الساحات السورية خلال فترة الأعياد، وهي عبارة عن ألعاب حديدية كبيرة بديلة عن مدن الملاهي النظامية، إلا أن هذا الانتشار يأتي غالبا بشكل عشوائي، دون أي رقابة حكومية تشرف على اتّباع قواعد السلامة الضرورية لحماية زبائن هذه الألعاب، والذي هم غالبا من الأطفال، ما يؤدي لوقوع المخاطر.

عيد “الأضحى” الماضي، شهد زيادة ملحوظة في إصابات الأطفال الناجمة عن السقوط من المراجيح وألعاب العيد، حيث بلغ عدد الإصابات 82 إصابة، فيما تم تسجيل حالتي وفاة لطفلين نتيجة نزف دماغي، بحسبما أكدت مصادر طبية حينها.

إقبال على المنتزهات

بعيدا عن ساحات العيد فقد شهدت المنتزهات في سوريا، ارتفاعا في معدلات الإقبال خلال الأيام القليلة الماضية، وقد بيّن رئيس جمعية المطاعم والمقاهي والمنتزهات الشعبية كمال النابلسي لـ”أثر برس” أن أسعار المنتزهات لاتقارن بأسعار المطاعم، “لذلك نجد أن ارتياد الناس المنتزهات خلال فترة العيد يكون كثيفا”.

منذ اليوم الأول للعيد بلغت نسبة ارتياد الناس المنتزهات الشعبية 90 بالمئة، والسبب يعود إلى اعتدال أسعارها وخدماتها، فمعظم الناس باتوا غير قادرين على ارتياد المطاعم بسبب ارتفاع أسعارها.

رغم ارتفاع الأسعار الذي رافق عيد الفطر وكافة مستلزماته، إلا أن الشوارع السورية لم تخلُ من بهجة العيد بأقل الإمكانات، وذلك وفق ما اعتاد السوريون إضفاءه في هذه المناسبة، عبر التجول وتبادل الزيارات وصنع الحلويات المنزلية بعدما عجز معظمهم عن شراء الحلويات الفاخرة الجاهزة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات