أسعار الفروج في سوريا شهدت خلال الأيام الماضية انخفاضا حادا، وصلت نسبته إلى نحو 40 بالمئة، الأمر الذي تسبب بخسائر كبيرة للمربّين ومنتجي الدواجن، ما يطرح التساؤلات حول سبب هذا الانخفاض، خاصة وأن أسعار لحم الدجاج شكّلت خلال الأشهر الماضية عبئا ثقيلا على السوريين، نتيجة سلسلة الارتفاعات التي ضربت المادة مؤخرا.

الحكومة السورية بدورها لم تقدّم أية حلول للمنتجين من أجل تعويضهم، لا بل العكس تسعى الجهات الحكومية لشراء الفروج بأسعار منخفضة وتخزينه، لبيعه في صالات التجارة المنتشرة في المدن السورية.

حول أسباب هذا الانخفاض في أسعار الفروج، أوضح عضو غرفة زراعة حماة حمدو باكير، أن أحد أهم أسباب تهاوي أسعار الفروج اليوم هو موجة الحر  الشديدة، وضعف القوة الشرائية، حيث يخشى منتجو الدواجن من حوادث نفوق جماعي  للطيور في المداجن نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.

انخفاض حاد

أسعار الفروج وصلت الجمعة في الأسواق السورية، إلى 16 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، وذلك بعد أن سجّل أعلى سعر للفروج نحو 25 ألف ليرة للكيلو الواحد خلال الاشهر الأخيرة، وقد توقع باكير خلال تصريحات نقلتها منصة “غلوبال نيوز” المحلية، أن تسجل أسعار الفروج انخفاضا أكثر خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث قد يصل السعر إلى 12 ألف ليرة، إذا استمرت موجات الحر.

موجات الحر الشديدة أفضت إلى نفوق أعداد كبيرة من الطيور في المداجن، الأمر الذي دفع المربّيين إلى بيع قطعانهم بشكل جماعي وطرحها في الأسواق وبالتالي ارتفاع معدلات العرض، التي أفضت إلى انخفاض الأسعار، حيث توقع بعض أصحاب المتاجر ارتفاع معدلات الطلب على الفروج نتيجة هذا الانخفاض.

رئيس لجنة الدواجن نزار سعد الدين، حذر من هذا الانخفاض الكبير في أسعار الفروج رغم إيجابيته التي اعتبرها “مؤقتة” على المستهلك الذي سيشتري الفروج حاليا بأسعار منخفضة، لكن أسباب الانخفاض قد تهدد قطاع الدواجن بالكامل خلال الفترة القادمة.

سعد الدين أوضح في تصريحات نقلها موقع “الاقتصادي اليوم”، أن ارتفاع تكاليف إنتاج لحم الدجاج على المربّيين يدفع المزيد منهم للخروج من خطوط الإنتاج، حيث تكمن الخطورة  بعزوف المربين عن التربية رغم قلة الإنتاج تزامن ذلك مع تراجع القوة الشرائية، وارتفاع تكاليف حوامل الطاقة.

خلال الفترة الماضية وبعدما وصلت أسعار الفروج إلى مستويات قياسية، لجأ العديد من المواطنين السوريين ذوي الدخل المحدود إلى شراء الفروج “الستوك”، والذي أصبح يحظى بشعبية متزايدة في الآونة الأخيرة. 

الفروج المعروف بـ”ستوك” ليس مختلفا عن الفروج العادي من حيث الجودة والصحة. إنه يعاني فقط من تقلّص في الوزن، حيث لا يتجاوز وزنه الكيلوغرام أو الكيلوغرام ونصف على الأكثر. وهذا التقلص في الوزن يعود إلى مجموعة من الأسباب المحتملة، مثل إصابته بأمراض أو مشاكل غذائية خلال فترة نموه، والتغذية غير المتوازنة نتيجة الضغط على الأعلاف والماء في المزارع المكتظة بالدواجن، وصعوبة وصول الصوص إلى الغذاء، أو حتى إصابة الصوص بأمراض قبل فترة التفقيس.

نوع خطير؟

نقيب الأطباء البيطريين في حماة، عبد العزيز شومل، أعرب عن رأيه بأن الأمراض التي تصيب الأفواج خلال فترة النمو تؤدي إلى حدوث حالات نفوق كبيرة. وبسبب تفشي الأمراض المعدية في فترة زمنية محددة، يضطر المربي لذبح الفروج وبيعها بسعر أقل للحد من الخسائر المتعلقة بالنفوق. 

قد يهمك: ارتفاع أسعار الألبان والأجبان في سوريا.. هل تنضم لقائمة المحرمات إلى جانب اللحوم؟

مع ذلك وطبقا لحديث شومل لصحيفة “البعث” المحلية، فيمكن أن يتعافى الفوج المصاب لاحقا، مؤكدا أيضا أن الفروج “الستوك” صالحٌ للأكل ولا يشكّل أي مشكلة صحية، حيث أن الأمراض التي تصيب الطيور لا تؤثر على صحة الإنسان.

من جهته، مدير منشأة دواجن حماة المهندس عمر حمود، ونتيجة الوضع المعيشي لمحدودي الدخل، أشار إلى طلب المطاعم لشراء الفروج “الستوك” لاستخدامه في صنع الشاورما والكباب وأطباق أخرى، وأكد أن سعر الفروج لا يعكس بالضرورة جودته أو جودة لحمه. فبيع الفروج “الستوك” بسعر أقل يعود إلى نسبة تصافيه المنخفضة. 

يقصد بنسبة التصافي وزن اللحم المستخدم مقسوما على وزن الفروج الحي. وبمعنى آخر، يشمل وزن الأرجل والأحشاء والأجزاء التي يتم التخلص منها سواء كانت الدجاجة طبيعية أو “ستوك”. ولذلك، يتم بيع الفروج “الستوك” بسعر أقل.

لا يبدو أن الحكومة السورية لديها خطة واضحة لإنقاذ قطاع الدواجن، الذي بدأ بالانهيار تدريجيا منذ مطلع العام الماضي، نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج من جهة وضعف القوة الشرائية من جهة أخرى، إذ تشير التوقعات إلى أن الأسعار مرشّحة بقوة للارتفاع مرة أخرى خلال الفترة الماضية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات