حرارة الصيف بسوريا في مواجهة وسائل التبريد.. المراوح معطلة لهذه الأسباب

في ظل أزمة الكهرباء التي تعيشها سوريا منذ سنوات، تأتي الأسعار الكاوية لوسائل التبريد بمختلف أنواعها واستعمالاتها، لتزيد من حرارة المعاناة التي يعيشها السوريون خلال فصل الصيف، فغياب التغذية الكهربائية لمعظم أوقات اليوم وغلاء أسعار الأدوات الكهربائية، جعل من استعمال أدوات التبريد حكرا على فئة صغيرة جدا من السوريين.

أسعار أدوات التبريد من مكيفات ومراوح، شهدت ارتفاعات متتالية خلال الأشهر القليلة الماضية، فأصبح العثور عليها بمثابة حلم لمعظم السوريين، الذين يؤكدون أن فائدتها معدومة في ظل عدم القدرة على تشغيلها في معظم الأوقات.

تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية، أشار إلى حرمان كثير من السوريين اقتناء وسائل التبريد خلال فصل الصيف الحار من مكيفات ومراوح، وذلك بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار الذي شهدته الأسواق السورية مؤخرا.

حل المشكلة بمشكلة أخرى

نتيجة لغياب الكهرباء، فقد انتشرت خلال السنوات الأخيرة مراوح تعمل على البطاريات، إلا أنها هي الأخرى صعبة المنال، حيث وصل سعر المروحة العمودية منها إلى مليون ومئة ألف ليرة سوريا، بينما وصل سعر مروحة أخرى بمواصفات تقل عن مواصفات الأولى إلى 500 ألف ليرة.

بحسب تقرير الصحيفة فإن الأسعار ارتفعت بنسبة 150 بالمئة، مقارنة بأسعار العام الماضي، وذلك بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات التشغيل من جهة وارتفاع أسعار القطع المستوردة من جهة أخرى، كذلك فقد شمل الارتفاع المراوح المصنّعة محليا بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج.

“في مكيف بس منظر بالبيت” قال ياسين شيخ علي، وهو أب في عائلة مكونة من 5 أفراد ويعيش في مدينة دمشق، مؤكدا أن معظم التجهيزات الكهربائية في منزله لا فائدة منها في ظل التقنين الكهربائي الجائر الذي تمارسه الحكومة منذ سنوات.

قد يهمك: هجوم برلماني على رئيس الحكومة السورية.. هل اقتربت الإقالة؟

شيخ علي، أضاف في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “منذ مطلع الصيف، المكيف اشتغل ما لا يزيد عن 7 ساعات فقط، غالبا ما تكون الكهرباء مقطوعة، المراوح التي تعمل على البطاريات هي حلّ، لكنك ستحتاج اثنتين على الأقل في المنزل، الأمر يحتاج إلى ملايين، بصراحة صدمت بأسعارها في الأسواق”.

عدم وصول السوريين إلى استعمال أدوات التبريد، شمل أيضا البرادات التي تحولت مؤخرا إلى مخزنٍ لمواد المونة، بعد الصعوبات الكبيرة في تشغيلها، فمع تفاقم أزمة الكهرباء، محظوظٌ من يستطيع تشغيل براد منزله لبضع ساعات يوميا، وذلك في حال كان قادرا على دفع اشتراك المولدة الكهربائية.

“سوريا تتقدم إلى الوراء”، بهذه الجملة عبّر بعض السوريين عن الواقع الذي وصل إليه البلاد، بعد أن اضطروا إلى استخدام أساليب بدائية في إنجاز أعمالهم اليومية بالمنازل، نتيجة غياب الكهرباء، وارتفاع تكاليف الخدمات الأساسية.

بعد غسل الملابس يدويا واستخدام الحطب كبديل عن المحروقات، أفادت تقارير محلية بارتفاع معدلات الطلب على حافظات المياه، وذلك في محاولة من السوريين للحصول على مياه باردة للشرب، حيث أصبح الظفر بكأس ماءٍ بارد بمثابة حلم للكثيرين، في ظل غياب الشبه التام للكهرباء في معظم المناطق السورية.

المياه الباردة صعبة المنال؟

تقارير وسائل إعلام محلية، أفادت بأنه مع ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع معدلات التقنين الكهربائي، “حُرم السوريون من مياه الشرب الباردة، ما اضطرهم لتعويضها بالثلج بعد إضافة المياه في تلك الحافظات لتحفظها باردة أطول وقت ممكن”.

ليس الجميع بمقدورهم تحمّل تكاليف شراء ألواح الثلج يوميا، إذ إن تكلفة لوح الثلج تصل إلى 20 ألف ليرة سورية، في وقت أن البعض يتجه لشراء نصف لوح أو ربع بتكلفة تصل إلى 5 آلاف ليرة.

مؤخرا شهدت كذلك الأسواق السورية انتشارا واسعا لـ”الخوابي”، حيث يتجه كثير من السوريين إلى شراء خابية، ولفّها بقطعة قماش إضافية، من أجل كسر درجة حرارة المياه قبل شربها، وبحسب “الوطن”، فإن سعر الخابية يتراوح بين 20 إلى 35 ألف ليرة سورية بحسب حجمها.

في ظل ازدياد ساعات تقنين الكهرباء وعدم وجود حلول تلوح في الأفق بخصوص هذه الأزمة، فإن الناس باتوا يلجؤون لنظام “الأمبيرات”، وفي استطلاع للرأي أجرته الإذاعة المحلية “نينار إف إم”، حول آراء الناس فيما يخص الكهرباء ونظام “الأمبيرات” في محافظة حلب مؤخرا، أظهر أن الكهرباء تأتي ساعة واحدة فقط كل 12 ساعة، وأنهم يعتمدون الآن على “الأمبيرات” وأن كل منهم يدفع ما لا يقل عن 50 ألف ليرة سورية شهريا حتى يتمكن من تأمين أمبير واحد لمنزله.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات