بوتيرة متصاعدة، تدخل الاحتجاجات الشعبية في السويداء يومها الثالث والثلاثين، وهي التي بدأت شرارتها على إثر انهيار الوضع المعيشي بعد القرارات الحكومية الأخيرة المتعلقة برفع الدعم عن بعض السلع، إضافة إلى رفع أسعار المحروقات، ثم تحولت المطالب إلى التغيير السياسي ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

مطالب جديدة بات المتظاهرون في المدينة يردّدونها، والتي جاءت على لسان “دار طائفة الموحدين الدروز”، وتتعلق بحركة المرور من الأراضي السورية نحو الأردن، الأمر الذي يطرح التساؤلات حول قدرة مظاهرات السويداء على تحقيق مطالب المحتجين، في ظل انخفاض المشاركة في الاحتجاجات ضمن المدن السورية الأخرى.

“دار طائفة الموحدين الدروز” في السويداء، أصدرت أمس الأربعاء بيانا تحدثت خلاله عن جملة من مطالب المحتجين في المحافظة، من بينها مطلبٌ جديد يتعلق بفتح معبر رسمي بين محافظة السويداء والأراضي الأردنية، وذلك بهدف إنعاش المحافظة على المستوى الاقتصادي.

معبر مع الأردن

ملف فتح معبر بين السويداء والأردن ليس بجديد، فقد كان هناك حديث منذ سنوات عن مطلب شعبي في السويداء لفتح هذا المعبر، كذلك فقد تحدث عنه عدد من وجهاء السويداء بينهم شيخ عقل الطائفة الدرزية حمود الحناوي.

الحناوي، قال في مقابلة مصورة نشرتها شبكة “الراصد”، إن أهالي السويداء ” لا يستحقون الباب الموصود، فهم أمناء على المعابر وحسن الجوار”، معتبرا أن “ما يتسرب إلى الأراضي الأردنية من المخدرات محرم وليس من الأعراف والدين”.

في هذه الأثناء واصل المئات من الأهالي مظاهراتهم، تأكيدا منهم على مطلبهم الرئيسي، حيث شهدت مدينة السويداء أمس مظاهرة في ساحة الكرامة وسط المدينة، وغطت المظاهرة لافتات كُتبت عليها رقم 2254، للتأكيد على المطالبة بتنفيذ قرار “مجلس الأمن” الدولي المتعلق بسوريا.

شبكة “السويداء 24″، بثّت العديد من الصور والتسجيلات المصورة، أظهرت هذه اللافتات، ونقلت عن بعض المتظاهرين قولهم، إن المطلب الرئيسي لأهالي السويداء هو “التغيير السياسي”، خاصة وأن الأهالي يعتقدون أن الوضع الاقتصادي المتدهور ناتج بالدرجة الأولى عن الفشل السياسي في السلطة.

قد يهمك: العام الدراسي يصدم السوريين.. واقع المدارس يفضي إلى ترك آلاف الطلاب للتعليم

بالمقابل حتى الآن، تتعمد دمشق تجاهل الحراك الشعبي في المحافظة، فلا هي علّقت بشكل رسمي على مطالب المتظاهرين، أو حتى قدمت تنازلات سياسية أو اقتصادية لتحقيق تطلعات المتظاهرين، هذا فضلا عن تجاهل واضح من قبل وسائل الإعلام السورية الرسمية عن ذِكر ما يحصل في المدينة من احتجاجات ومظاهرات يومية منذ أكثر من شهر.

تحركات عسكرية

حتى الآن لا يبدو أن هناك قرار من السلطة باتخاذ الحل الأمني لقمع التظاهرات الشعبية في السويداء، فباستثناء بعض حوادث إطلاق النار التي جرت قرب مبنى حزب “البعث” في السويداء، لم يكن هناك هجوم واضح على المتظاهرين من قِبل القوى الأمنية، لاستخدام القوة بهدف إنهاء الاحتجاجات.

بيد أن تحركات عسكرية بدأت يوم الثلاثاء الفائت في بعض النقاط العسكرية للجيش السوري في المحافظة الجنوبية، حيث أعدت فتح الملف الأمني، إذ لايزال البعض يخشى منذ اللحظة الاولى لاندلاع الاحتجاجات، من اتجاه السلطة لمواجهة المظاهرات بالقوة، عبر إطلاق النار أو بدأ حملة اعتقالات تستهدف المتظاهرين على غرار ما حصل في احتجاجات 2011.

حتى الآن لم تكن هنالك أي ردود أفعال دولية على الاحتجاجات في السويداء، خاصة فيما يتعلق بمطلب تنفيذ القرارات الأممية، وذلك على الرغم من تأكيد عدة أطراف دولية على تطبيق القرار الدولي، وفي آخر تطورات الجهود المتعلقة بالحل السياسي في سوريا.

وبعد اجتماع عمّان التشاوري قبل نحو ثلاثة أشهر، توافقت “لجنة الاتصال الوزارية العربية” المعنية بسوريا، على منهجية عمل مع الحكومة السورية في اجتماعها الأول التنسيقي الذي عُقد في القاهرة، وذلك استكمالا لما جاء في اجتماع عمّان، الذي أسّس لخطة أولية عربية لحل الأزمة السورية وفق قاعدة “خطوة مقابل خطوة”، وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، لكن خطوات عملية لم تحدث حتى اللحظة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات