أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن بيروت وضعت خطة طوارئ للأشهر الثلاثة المقبلة في حالة اندلاع حرب في لبنان. وجاءت التصريحات عقِب اشتعال الجبهة الجنوبية في لبنان بعد إطلاق عدة صواريخ على مدينة حيفا.

في الوقت ذاته، ارتفع منسوب التصريحات الإسرائيلية المحذّرة من اندلاع حرب مع جماعة “حزب الله” اللبنانية، بعد إصابة يوم الأحد الفائت، 21 إسرائيليا، بينهم 6 بجروح خطيرة، في هجمات نُفذت من جنوب لبنان، على عدة بلدات إسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف الهاون.

إخلاء جنوب لبنان

مع إعلان “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، أمس الأحد، إطلاق 16 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل وتحديدا على مدينة حيفا ومستوطنتي “شلومي” و”نهاريا”، طالب وزير الدفاع الأميركي من إسرائيل تجنّب الخطوات التي قد تؤدي إلى حرب شاملة مع “حزب الله”.

طائرة بدون طيار إيرانية الصنع، يديرها حزب الله، تحلق بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان مع شمال إسرائيل في 11 نوفمبر 2023، وسط المعارك المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية. ( غيتي)

وردا على هذا القصف، ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، أن قصفاً إسرائيلياً هو الأعنف منذ اندلاع الحرب في غزة، استهدف أطراف بلدتي شيحين وأم التوت جنوب لبنان، فيما يحلق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي منذ ساعات الفجر الأولى، وباتت المنطقة غير خاضعة لأي قواعد بعد استهداف الجيش الإسرائيلي أهدافاً بعيدة عن الحدود لأكثر من 40 كيلومتراً.

في ذات الوقت، قال إعلام إسرائيلي، أمس الأحد، إن الجيش ألقى مناشير فوق جنوب لبنان يطالب فيها السكان بإخلاء أماكنهم والتوجه شمالا لمواقع أكثر أمانا، وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تطالب بإخلاء جنوب لبنان، وهو ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية بينها إذاعة الجيش.

وفي إشارة الى التصعيد الكبير، فقد قالت بعض المواقع اللبنانية إن المنشورات كُتب فيها: “إلى سكان منطقة جنوب لبنان، عمليات منظمة حزب الله تدفع الجيش الإسرائيلي إلى العمل ضدها في مناطق سكنكم”. وأضاف الجيش الإسرائيلي: “من أجل سلامتكم، عليكم إخلاء بيوتكم فورا والتوجه إلى الشمال”.

مقدمة لاجتياح بري

وضعٌ أدى إلى سخونة الأوضاع على الجبهة الشمالية، إلى الدرجة التي وصفتها القناة “12” الإسرائيلية، بأن الأحد هو اليوم الأكثر توترا في الشمال منذ بداية القتال، رغم تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، للأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله.

سحابة من الدخان تتصاعد بعد قصف مدفعي إسرائيلي على مشارف عيتا الشعب، على طول الحدود الجنوبية للبنان مع شمال إسرائيل في 12 نوفمبر 2023، (تصوير وكالة فرانس برس)

ولم تتوقف صفارات الإنذار عن الدوي منذ ساعات الصباح في البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية، بعدما أصيب ما مجموعه 18 مدنيا وجنديا إسرائيليا، ويتوالى الإعلان عن إطلاق صواريخ وقذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات من الأراضي اللبنانية باتجاه البلدات الإسرائيلية.

الجيش الإسرائيلي، ذكر أن طائرات مقاتلة تابعة للجيش هاجمت عدة أهداف تابعة لمنظمة “حزب الله”، منها مجمع عسكري احتوى على مستودع عسكري وبنية تحتية عسكرية.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، قال في مؤتمر صحفي أمس الأحد: “لدينا خطط عملياتية لتغيير الوضع الأمني ​​في الشمال، من غير الممكن ألا يتمكن سكان الشمال من العودة إلى منازلهم”، وحذّر من أن المواطنين اللبنانيين سيدفعون ثمن الهجمات الصاروخية التي نفذها “حزب الله” و”حماس” من لبنان.

مصادر مَدنية تحدثت لـ”الحل نت” شريطة عدم الكشف عن هويتها، ذكرت أن المدفعية الثقيلة الإسرائيلية قصفت 7 بلدات في جنوب غرب لبنان و17 في الجنوب الشرقي، مما أدى إلى تدمير أكثر من 30 منزلا، كما أغارت الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار على أطراف 18 بلدة جنوبية.

وعبر تصريحات رسمية، إسرائيل حذرت لبنان من أنها قد تحوّل بيروت إلى غزة، وقال: “ما نفعله في غزة يمكننا أن نفعله في بيروت”.

خيارات نتنياهو الحاسمة وتأثيرها على المنطقة

لبنان في الوضع الحالي، يعتبر الملف الأكثر خطورة، فمحاولة جر لبنان إلى مواجهة كبرى قد تؤدي إلى تصعيد الحرب إلى مستوى الشرق الأوسط، وهي خطوة رفضتها واشنطن تماما، كما سبق أن صرّح الرئيس جو بايدن، وغير مرغوب فيها أيضا من قبل طهران.

إسرائيل تعلن خطة وتوقيت الاجتياح البرّي للبنان (2)
شخص يسير بالقرب من لوحة إعلانية مكتوب عليها باللغة العربية: “لا نريد خيار الماضي أن يعيد نفسه” – #لبنان لا يريد الحرب – في وسط بيروت في 13 نوفمبر 2023.(تصوير جوزيف عيد / وكالة فرانس برس)

ومع ذلك، وبالاتفاق مع وزير دفاعه، يوآف غالانت، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نشر خمسين بالمئة من الجيش على الحدود اللبنانية، مهددا بشنّ حرب على لبنان لن تنتهي إلا بإخراج القوات التابعة لـ “حزب الله” من الحدود، بهدف منع تكرار ما حدث مع “حماس” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

سيناريو إشعال نتنياهو حرباً مع لبنان، هو ما قد يدفع الولايات المتحدة إلى صراع واسع النطاق مع إيران وحلفائها، حيث يصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنه “ملتزم بضمان عدم بقاء حزب الله على حدود إسرائيل في نهاية هذه الحرب، وهناك عدة طرق للقيام بذلك”. 

وبمقتل المقاتل من “حزب الله” أمس الأحد، يرتفع إجمالي عدد الضحايا في الجانب اللبناني منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول إلى 97، بينهم 76 عضوا في “حزب الله”، وعضو في حركة “أمل”، وتسعة أعضاء في حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في لبنان، و11 مدنيا، بينهم جندي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات