في ظل التوترات التي تشهدها سوريا والمنطقة بشكل عام نتيجة حرب غزة، ثمة مخاوف وتحذيرات من خطر قيام تنظيم “داعش” الإرهابي باستغلال ما يحدث لصالحه، لإعادة تنظيم صفوفه، خاصة وأنه يشن هجمات متكررة في البادية السورية ومناطق شمال شرقي سوريا، وكذلك العراق.

حيث هاجمت خلايا تتبع للتنظيم للمرة الثانية خلال ساعات من اليوم الثلاثاء، عدة حواجز أمنية للقوات الحكومية في بادية حمص، مما أسفر عن مقتل 5 عسكريين وإصابة آخرين.

داعش يهاجم البادية وشرق سوريا

نحو ذلك، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن الهجوم الذي نفذه التنظيم الإرهابي في بادية حمص السورية، وقع بعد منتصف ليلة الإثنين-الثلاثاء، واستمر حتى ساعات الفجر الأولى على محاور قرى الطيبة والكوم شمال مدينة السخنة بريف حمص الشرقي.

المرصد السوري أشار إلى توجه 4 عربات عسكرية للمكان المستهدف لنقل القتلى والجرحى. وقبل ساعات، أفادت وكالة “سبوتنيك” الروسية بمقتل ضابط وجنديين اثنين من القوات الحكومية السورية، جراء هجوم نفذه “داعش” على مواقع عسكرية في بادية الرقة.

الوكالة الروسية، نقلت عن مصدر ميداني أن خلايا تنظيم “داعش” نفذت هجمات على عدد من النقاط العسكرية في منطقة جعيدين ببادية الرقة على الحدود الإدارية مع محافظة حمص، ما أدى إلى مقتل ضابط برتبة ملازم أول، وجنديين وإصابة عدد آخر.

المصدر أردف أن مجموعة من عناصر “داعش” تسللت إلى النقطة العسكرية “رقم 10″، وهاجمت عناصرها بالقنابل اليدوية والأسلحة المتوسطة، ما أدى لمقتل ضابط بالجيش السوري برتبة ملازم أول وجنديين آخرين، وإصابة آخرين.

في سياق متّصل، قُتل مدني وعنصر في قوات “الآسايش” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، في هجوم جديد استهدف سيارتهما، وقال المرصد السوري إن خلية تابعة لـ”داعش” استهدفت السيارة بشكل مباشر بالرصاص على الطريق المؤدي إلى بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي، ما أدى إلى مصرعهم.

ويوم أمس الإثنين، أصيب مواطن يعمل في مجال الزراعة بجراح متفاوتة، جراء استهدافه بالرصاص من قبل أفراد خلية تابعة لـ “داعش”، أثناء عودته من حقله الزراعي في بلدة الحجنة بريف دير الزور الشرقي، حيث جرى نقله إلى أحد مشافي الرقة لتلقي العلاج.

هجمات سابقة

خلال الأسبوع الماضي، شنّ التنظيم الإرهابي عدة هجمات على القوات الحكومية ومجموعات “الدفاع الوطني” المتواجدة في البادية السورية وسط سوريا، حيث راح ضحيتها نحو 34 عنصرا، وفقا للمرصد السوري. وهو الهجوم الذي يعتبر الأكثر دموية منذ مطلع العام 2022، ولا يزال الهجمات متكررة وعدد القتلى مرشحا للارتفاع لوجود جرحى في صفوف قوات دمشق.

هذا وأحصى المرصد السوري 147 عملية قامت بها خلايا تنظيم “داعش” ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” منذ مطلع العام 2023، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقا لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر 102 قتيلا، هم: 22 مدنيين و75 من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ومن قوى الأمن الداخلي “الآسايش”، وشخص مجهول الهوية، و4 عناصر من “داعش”.

تأتي هجمات “داعش” وسط الحرب المستمرة في غزة، فضلا عن الاستهداف المستمر من قبل الميليشيات الإيرانية للقواعد الأميركية في سوريا والعراق.

كما وبالتزامن مع هجمات تنظيم “داعش”، يشهد مخيم “الهول” الذي يأوي عوائل التنظيم بريف الحسكة شمالي سوريا، توترا أمنيا منذ منتصف ليل الإثنين-الثلاثاء، نتيجة احتجاج زوجات عناصر التنظيم، للمطالبة بالإفراج عن أزواجهن المعتقلين في سجون “قسد”، وفق مصادر محلية عدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات