تهدد موجة من الهجمات والهجمات المضادة الأخيرة بين الولايات المتحدة والجماعات المرتبطة بإيران، بالتحول إلى أزمة شاملة.

الولايات المتحدة تردّ على المسلحين المرتبطينَ بإيران بعد سلسلة من الهجمات على أهداف أميركية في الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة، حيث شنّت القوات الأميركية عدة ضربات انتقامية تهدد ببدء حرب أوسع نطاقا.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تقول إن العمليات تهدف إلى ردع المزيد من الهجمات ضد قواتها في المنطقة، إلا أن الضربات الانتقامية لم تردع الميليشيات الإيرانية، ففي يوم الجمعة الفائت فقط، تحمّلت القواعد العسكرية الأميركية وطأة ثلاث هجمات في كلّ من العراق وسوريا، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة “أسوشييتد برس”.

“الحرس الثوري” بقلب العدسة

الاشتباكات المستمرة أثارت مخاوف من أن الولايات المتحدة قد تؤدي عن غير قصد إلى تصعيد أوسع نطاقا، على عكس الهدف المقصود المتمثل في ردع الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة. وفي حين تمكّنت الولايات المتحدة من شنّ هجوم مضاد دون رد فعل تصعيدي هائل من جانب إيران حتى الآن، فإن الهجمات المستمرة ضد القوات الأميركية في المنطقة تمهّد الطريق لحوادث محتملة وسوء تفسير.

أعضاء من الحرس الوطني، خارج مبنى الكابيتول الأميريكي. (كينت نيشيمورا / غيتي)

هذا وفقاً لبريان فينوكين، الذي عمل سابقاً في مكتب المستشار القانوني بوزارة الخارجية، حيث قدّم المشورة بشأن القضايا القانونية والسياسية المتعلقة بمكافحة الإرهاب واستخدام القوة العسكرية.

وقال فينوكين، الذي يشغل الآن منصب كبير مستشاري البرنامج الأميركي لمجموعة الأزمات الدولية، لصحيفة “ديلي بيست”: “هناك مجال كبير لسوء التقدير أو وقوع حادث مؤسف من كلا الجانبين، إذا قُتل أفراد من الخدمة الأميركية في هجوم لا قدّر الله، فقد تشعر الولايات المتحدة أن عليها تكثيف ردها بشكل أكبر، وربما يشمل ذلك استهداف أفراد الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر، وهو ما لم تفعله الإدارة حتى الآن”.

أحد الأهداف المعلنة لهجمات إدارة بايدن على الأهداف المرتبطة بإيران هو منع امتداد الحرب الإسرائيلية ضد “حماس” في غزة. وقال وزير الدفاع لويد أوستن في بيان يوم الأحد الفائت: “ليس لدى الرئيس أولوية أعلى من سلامة الأفراد الأميركيين، وقد وجّه التحرك اليوم لتوضيح أن الولايات المتحدة ستدافع عن نفسها وأفرادها ومصالحها”.

ويحذر المسؤولون الأميركيون إيران ووكلائها منذ أسابيع من ضرورة الابتعاد عن الحرب الإسرائيلية ضد “حماس” في غزة. ومع ذلك، تشنّ القوات المرتبطة بإيران سلسلة من الهجمات ضد القوات الأميركية في سوريا والعراق بشكل يومي تقريباً منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

الحرب المفتوحة على الطاولة

في الشهر الماضي، اضطرت سفينة حربية أميركية إلى تدمير عدة صواريخ وطائرات مسيّرة أطلقها “الحوثيون” المدعومين من إيران من اليمن، وقال “الحوثيون” يوم الثلاثاء الفائت، إنهم أطلقوا صواريخ باليستية على أهداف إسرائيلية.

جندي أمريكي يقود برجًا مثبتًا على مدفع رشاش عيار 7.62 ملم على عربة همفي – غيتي

من وجهة نظر فينوكين، فمن غير المرجّح أن تسعى الولايات المتحدة أو إيران إلى حرب أوسع نطاقاً، إذ تحاول إيران حالياً التوفيق بين محاولتها لتأكيد نفسها ضد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ومحاولة عدم إشعال حرب أوسع نطاقًا – وهي ليست مهمّة سهلة.

إيران تسير على خط رفيع هنا، حيث تريد، من ناحية، مواصلة الضغط على الولايات المتحدة، بما في ذلك الرّد على الدعم الأميركي لإسرائيل في غزة، لكنها لا تريد حرباً إقليمية بنفسها.

“البنتاغون” بدوره يعمل على حصر الحرب في إسرائيل وداخل غزة، لكن وفق فينوكين، حتى أواخر آذار/مارس الفائت، هاجمت إيران والقوات التابعة لها القوات الأميركية 83 مرة منذ تولى الرئيس جو بايدن منصبه، وقد بلغ عدد الهجمات المرتبطة بإيران على القوات الأميركية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر حوالي 60 هجوما.

ويمكن القول بأن هجمات إيران على القوات الأميركية في المنطقة تمثّل امتداداً للحرب بين إسرائيل و”حماس”، حيث قال الجنرال مايكل كوريلا، رئيس القيادة المركزية الأميركية، إن الهجمات كانت بمثابة “ردّ” على “الاستفزازات المستمرة من قبل الحرس الثوري الإسلامي الإيراني والجماعات التابعة له في العراق وسوريا”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات