حذرت الولايات المتحدة من أنها تدرس “جميع الردود المناسبة” بعد أن هاجم المتمردون “الحوثيون” في اليمن ثلاث سفن تجارية في البحر الأحمر يوم أمس الأحد، مما كثّف من خطابها هو استمرار المسلحين المدعومين من إيران في مضايقة المصالح الأميركية والدولية في المنطقة.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان لها، إنه في أعقاب الهجمات، استجابت سفينة حربية أميركية تعمل في مكان قريب لنداءات الاستغاثة من السفن التجارية، وأسقطت ثلاث طائرات بدون طيار على مدار اليوم.

هجمات متوالية

أصابت الصواريخ الباليستية التي أطلقها المتمردون “الحوثيون” في اليمن ثلاث سفنٍ تجارية في البحر الأحمر، بينما أسقطت سفينة حربية أميركية ثلاث طائرات بدون طيار دفاعاً عن النفس خلال الهجوم الذي استمر لساعات، حسبما قال الجيش الأميركي، كما أعلن “الحوثيون” المدعومون من إيران مسؤوليتهم عن اثنين من الهجمات.

أميركا ترفع سقف المواجهة بعد إصابة 3 سفن بصواريخ لـالحوثيين (1)
استجابت المدمرة يو إس إس كارني لنداءات الاستغاثة من السفن التجارية يوم الأحد، وأسقطت ثلاث طائرات بدون طيار على مدار اليوم. ( تصوير بيل دودج/البحرية الأميركية/ AP)

أربع هجمات ضد ثلاث سفن تجارية منفصلة مرتبطة بـ 14 دولة هي إجمالي ما استهدفته ميليشيا “الحوثي” أمس الأحد، حيث استجابت السفينة “كارني”، التي كانت تقوم بدورية في البحر الأحمر، لنداءات الاستغاثة من السفن، وأسقطت ثلاث طائرات بدون طيار في المجمل.

في الساعة 9:15 صباحاً بالتوقيت المحلي، اكتشفت السفينة “كارني” صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن تم إطلاقه من المناطق التي يسيطر عليها “الحوثيون” في اليمن واستهدف سفينتي “M/V وUnity Explorer”، وهي سفنُ شحنٍ كبيرة الحجم تملكها وتديرها المملكة المتحدة وترفع علم جزر البهاما، وسقط الصاروخ “على مقربة من السفينة”.

ثم في الساعة 12 ظهراً، أسقطت السفينة “كارني” طائرة بدون طيار أُطلقت من اليمن، فبينما كانت الطائرة بدون طيار متّجهة نحو السفينة، قالت القيادة المركزية: إنها “لا تستطيع التقييم في الوقت الحالي بأن كارني كانت الهدف، ولم تقع أضرار بالسفينة أو إصابات في طاقمها”.

وفي الساعة 12:35 ظهراً، استجابت السفينة “كارني” لنداء استغاثة من “يونيتي إكسبلور”، التي أفادت بتعرّضها لصاروخ أطلقه “الحوثيون”، وأثناء المساعدة في تقييم الأضرار التي لحقت بالسفينة التجارية، اكتشفت “كارني” طائرة بدون طيار ثانية وأسقطتها.

أما في الساعة 3:30 مساءً، تعرضت سفينة “M/V” رقم 9، وهي ناقلة بضائع تحمل علم بنما، تملكها وتديرها المملكة المتحدة، لصاروخ أطلقه “الحوثيون” أثناء عملها في البحر الأحمر.

وبعد ساعة، في تمام الساعة 4:30 مساءً، أرسلت سفينة “M/V Sophie II”، وهي ناقلة بضائع تحمل علم بنما، ويمتلكها بحارة من ثماني دول، نداء استغاثة قائلة إنها تعرضت لهجوم بصاروخ، وبينما كانت “كارني” في طريقها للرد، أسقطت طائرة بدون طيار أخرى متجهة في اتجاهها.

إيران تهدد الأمن البحري

تمثّل هذه الضربات تصعيداً في سلسلة من الهجمات البحرية في الشرق الأوسط المرتبطة بالحرب بين إسرائيل و”حماس”، حيث وجدت عدّة سفن نفسها في مرمى هجوم “الحوثي”.

أميركا ترفع سقف المواجهة بعد إصابة 3 سفن بصواريخ لـالحوثيين (1)
رئيس مكافحة الحرائق بالبحرية الأمريكية (إيجيس) كينيث كرول، المعين في يو إس إس كارني (DDG 64)، يدير وحدة منسق أنظمة القتال خلال تدريبات عامة في 14 أكتوبر 2023، في شرق البحر الأبيض المتوسط. (تصوير أخصائي الاتصال الجماهيري من الدرجة الثانية آرون لاو/البحرية الأمريكية عبر AP)

وبينما قال مسؤولو وزارة الدفاع الأميركي، إنهم لا يعتقدون أن المسلحين كانوا يستهدفون السفينة الحربية الأميركية – المدمرة يو إس إس كارني من طراز أرلي بيرك – فإن سلسلة الهجمات على السفن التجارية “تمثل تهديداً مباشراً للتجارة الدولية والأمن البحري”.

رغم تنفيذ هذه الهجمات من قبل “الحوثيين”، إلا أن القيادة الأميركية تؤكد أن هذه الهجمات تم تنفيذها بأوامر مباشرة من إيران، وأن “الولايات المتحدة ستدرس كافة الاستجابات المناسبة بالتنسيق الكامل مع حلفائها وشركائها الدوليين”.

وتشكّل اللغة تهديداً صريحاً لإيران بأن الولايات المتحدة قد تنتقم من الهجمات، والتي تعد الأحدث بالمنطقة في الأسابيع الأخيرة، حيث هاجم المسلحون المدعومين من إيران القوات الأميركية في العراق وسوريا 74 مرة على الأقل منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

كما شنّ “الحوثيون” سلسلة من الهجمات على السفن في البحر الأحمر، فضلا عن إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ تستهدف إسرائيل، ويشير محللون إلى أن “الحوثيين” يأملون في تعزيز الدعم الشعبي لهم والذي تضاءل بعد سنوات من الحرب الأهلية في اليمن بينهم وبين “التحالف العربي” المدعوم من السعودية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات